كما اقترحت منظمة (الفاو) إنشاء مرفق تمويل استيراد الأغذية العالمى (FIFF)، من أجل تخفيف تكاليف تمويل استيراد الأغذية على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.. حيث تقدر المنظمة التكلفة الكاملة للمرفق بحوالى 25 مليار دولار، لكنها تقترح ربط المشاركة بالتزامات البلدان بالاستثمار فى ممارسات الزراعة المستدامة، وبالتالى تقليل السعر الإجمالى للبرنامج. ودعا خبراء آخرون مجموعة السبع و«الصين» إلى تخفيف عبء الديون عن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مما يسمح لهم باستخدام احتياطياتهم، لتغطية التكلفة المرتفعة لواردات الغذاء. شهر ثمانيه بالميلادي 2021. وضعت الأزمة الروسية- الأوكرانية الأمن الغذائى العالمى تحت ضغط شديد، حيث أضافت تهديد آخر لقائمة التهديدات على ملايين الفقراء حول العالم.. ففى السنوات المقبلة، سيستمر تغير المناخ، والنزاعات الداخلية، والصراعات الدولية، وتداعيات الفيروس، بجانب فرض القيود والعقوبات المتنوعة، التى لا يدفع ثمنها سوى أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع، وأكثر 45 مليون شخص يعيشون فى مجاعة حول العالم قابلين للزيادة بوتيرة سريعة، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.
ولكن، خلال الأزمة الحالية، هناك عنصر جديد فى اضطرابات السوق الزراعية، حيث لا تعمل الأزمة الروسية - الأوكرانية على تعطيل أسواق المنتجات الزراعية فحسب، بل على المدخلات الزراعية فى نفس الوقت. تعتبر المنتجات الزراعية، مثل: القمح، والبذور الزيتية مكونات للأغذية الأساسية، مثل: الخبز، وزيت الطهى، والتى تعد مصادر أساسية لملايين الأشخاص حول العالم. كما أن تأثير الأسمدة فى اضطرابات السوق –اليوم- يحد من خيارات الاستجابات من قبل البلدان الغنية، وكذلك البلدان المنخفضة، والمتوسطة الدخل، نظرًا لأن العقوبات المفروضة من قبل الغرب، تحد من صادرات الأسمدة من «روسيا»، و«بيلاروسيا» مما يزيد من رفع أسعارها. شهر ثمانيه بالميلادي بالانجليزي. وعليه، فإن البلدان الغنية التى قد يكون لديها زيادة إنتاج القمح لسد النقص المتوقع فى السوق العالمية، والاستفادة من الأسعار العالمية المرتفعة، تستثمر بدلًا من ذلك فى المحاصيل الأقل كثافة فى استخدام الأسمدة؛ على سبيل المثال: أفادت دائرة الإحصاءات الزراعية الوطنية، التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، بأن المزارعين الأمريكيين يعتزمون زراعة كمية قياسية عالية من (فول الصويا) -التى تتطلب سمادًا أقل نسبيًا- تبلغ ما يقرب من ضعف الكمية، التى يعتزم مزارعو القمح زراعتها فى عام 2022.
ونتيجة لما سبق، فتعرض الزيادات فى أسعار الغذاء، بسبب العملية العسكرية الروسية فى «أوكرانيا» الأمن الغذائى فى جميع أنحاء العالم للخطر.. حيث أوضحت منظمة (الفاو)، أن 26 دولة تعتمد على «موسكو» و«كييف» فى ما لا يقل على 50% من وارداتها من القمح. الملك سلمان يوجه بصرف معونة شهر رمضانفيدي الضمان الاجتماعي .. خطوات الاستعلام عن عقدة • محرك ثمانية الاخباري. وتشمل هذه البلدان منطقة الساحل بإفريقيا، حيث يعانى 6 ملايين طفل من سوء التغذية، و16 مليون شخص فى المناطق الحضرية معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائى، وفقا لبرنامج الأغذية العالمى، التابع للأمم المتحدة. كما أشار برنامج الأغذية العالمى- مؤخرًا- إلى ضعف بلدان شرق «إفريقيا»، التى تعتمد - أيضًا- على الواردات من «أوكرانيا»، و«روسيا»، وتعانى من آثار النزاعات الداخلية، والجفاف الشديد؛ فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على ضعف الأطفال فى بعض مناطق «الشرق الأوسط»، وشمال «إفريقيا»، حيث تستورد البلدان أكثر من 90% من الغذاء الذى تستهلكه، ولا يحصل غالبية الأطفال على التغذية الكافية. ولم يتوقف الأمر عند هذا فحسب، بل صارت الزيادات فى أسعار المواد الغذائية تؤثر اليوم- أيضًا- على السياسة فى جميع أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب.. فعلى سبيل المثال: فى «باكستان»، كانت أسعار المواد الغذائية ترتفع لشهور قبل العملية العسكرية الروسية فى «أوكرانيا»؛ وعلى الجانب الآخر، فى «بيرو»، يكافح الرئيس «بيدرو كاستيلو» لإخماد الاضطرابات استجابةً لارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى مستوى قياسى.
يذكر، أن أزمة ارتفاع الأسعار طالت الدول المتقدمة من الاتحاد الأوروبى أيضًا، فتعتبر أسعار الغذاء والوقود المرتفعة نقطة ساخنة فى الانتخابات الرئاسية فى «فرنسا»؛ فى الوقت الذى عرضت كل من «ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا» مخصصات للطاقة، وتخفيضات فى الأسعار، وتخفيضات ضريبية لتهدئة تأثير ارتفاع أسعار الطاقة. هل من حلول؟ سارع المحللون وخبراء الاقتصاد إلى ملاحظة أن هناك ما يكفى من القمح فى الأسواق العالمية لتلبية الطلب العالمى، وأن الأسواق سوف تتكيف لسد الفجوات فى الصادرات. المؤسسة العامة للتأمينات تعلن عن موعد صرف رواتب التقاعد لشهر مايو 2022 • محرك ثمانية الاخباري. كما قد تستفيد بعض البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الصدمة، مثل «الهند».. حيث وصلت صادرات القمح إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق فى مارس، إذ حقق المنتجون سعرًا أعلى فى الأسواق العالمية. ولتهدئة آثار اضطرابات الزراعة والأمن الغذائى العالمية التى سببتها الأزمة الروسية- الأوكرانية، أوصى خبراء المعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، بأن تواصل البلدان إعفاء الأغذية والأسمدة من العقوبات، والامتناع عن فرض حظر على التصدير، وتجنب الاكتناز والشراء بدافع الذعر، وتعليق تفويضات الوقود الحيوى من أجل الاحتفاظ بالإمدادات فى الأسواق العالمية، وتهدئة ارتفاع الأسعار.