(أخبار الآن) يصادف في الحادي والعشرين من فبراير من كل عام، "اليوم العالمي للغة الأم"، وفي تلك المناسبة سألت "أخبار الآن" مجموعة من الشباب العرب، لمعرفة كيفية تفاعلهم مع لغتهم الأم، وكيف ينظرون إليها. في ذلك التقرير، اتخذنا عيّنة صغيرة جدّاً من دول عربية مختلفة، لكنّها تعكس فكرة سريعة عن كيفية استعمال اللغة العربية لدى الشباب العربي... نعرض إليكم ما كانت إجاباتهم لنستخلص في النهاية النتيجة. في البداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ متوسط العمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبلغ 26. 8 عاماً، وفق ما أورد كبير خبراء التحليل والإستشارات طارق جولريز في كتابه، فيما أورد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أنّ نحو 60% من السكان العرب تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وهم أكثر من نصف مجموع السكان العرب، ويُفسّر ذلك على أنّ مستقبل اللغة العربية بين أيديهم إذاً. اليوم العالمي للغة الأمم. الفصحى مقابل اللغة الإنجليزية من الأسباب الرئيسية التي جعلت اللغة الإنجليزية تهيمن، أنّ اللغة العربية تحتوي على لهجات كثيرة، تختلف بين منطقة وأخرى في البلد الواحد، وبعض الشباب أشار إلى أنّه بسبب ذلك الإختلاف، اختار ربّما التحدث باللغة الإنكليزية مع عرب آخرين بدلاً من الفصحى.
مدونة بيت المحتوى لطالما كانت اللغة مرآة المجتمع المتحدث بها. فهي لا تنقل ماضيه فحسب، بل تتجدد مع نموه واستمراره، تنشأ مع نشأة كلّ انسان، تغذيها نوازع الحاجة للتواصل، مؤهلةً إياه لخوض تجاربه الحياتية مع باقي أفراد مجتمعه، مستعينةً بإدراكه الحسي والفكري لنقل ما بداخله. فيوم اللغة الأم هو يوم ثقافات المجتمعات على اختلافها، ويوم الاعتزاز والاعتراف بهويات الشعوب أجمع. يمتلك كلٌّ منّا نظاماً لغويّاً متكاملاً متمثّلاً بلغته الأم، يتألّف من أنظمة صوتيّة وصرفيّة ودلاليّة، تلعب دور المفعّل الأساسي لثقتنا بأنفسنا وتواصلنا مع المحيط وانتمائنا له. فاللغة تشكل أهم إنجاز بشري حقّقه الانسان، لما لها من تأثيرٍ جوهري على عمق أحاسيسه ومعرفته، حيث يؤكد علماء النفس على أهمية البيئة اللغوية المبكرة للطفل في صقل تكوينه الفكري والنفسي، وتعزيز قدرته على اكتساب المعارف والمهارات المختلفة وتنمية إمكانياته في التعامل مع أقرانه والتكيّف مع محيطه. اليوم العالمي للغة الأم - موضوع. وعدا عن كون اللغة الأم عاملاً أساسياً في تكوين ذات الفرد الواحد وجزءاً من هويته الشخصية، فهي نشاطٌ اجتماعي يمكّنه من التأثير على سلوك الآخرين، وتنسيق نشاطه مع غيره من أفراد المجتمع.
اختفاء لغة كلّ اسبوعين يتعرض التنوع اللغوي لتهديد متزايد مع اختفاء المزيد والمزيد من اللغات على الصعيد العالمي، لا يحصل 40 في المائة من السكان على التعليم بلغة يتكلمونها أو يفهمونها ومع ذلك، يجري إحراز تقدم في التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم مع تزايد فهمه لأهميته، لا سيما في التعليم المبكر، والمزيد من الالتزام بتطوره في الحياة العامة. لا تزال المجتمعات المتعددة اللغات والثقافات تعيش من خلال لغاتها التي تنقل وتحافظ على معارفها وثقافاتها التقليدية بطريقة مستدامة. اليوم العالمي للغة الإمارات العربية. مخاطر وتحديات للغة العربية بالنسبة للمخاطر والتحديّات التي تتعرض لها اللغة العربية اليوم فهي كثيرة، وهو أمرٌ طبيعي تمرّ به في أيامنا هذه كل لغات العالم، لأننا جزء من مجموعات كثيرة من الدول التي تتأثر بارتدادات العولمة، والتحدي الأهمّ اليوم يتمثل بدخول اللغة الانجليزية إلى كل تفاصيل حياتنا فهي باتت تسيطر على كل شيء لأن كل الأبحاث والجامعات والابتكارات والتقنيات والعلوم تُدرّس وتُعطى باللغة الانجليزية، وهي تدخل بشكل أساسي بوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية ما يجعلها تدخل إلى عائلاتنا وأذهان أولادنا بشكل تلقائي. مستقبل اللغة الأم مستقبل اللغة الأم واستمرارها هو رهنٌ بعوامل كثيرة أهمّها جهود المؤسسات الرسمية المعنية، والأعمال العلمية والبحثية والإعلامية، إضافةً إلى الجهد الفردي لأبناء الوطن لحفظ لغتهم وصيانتها عبر مرور الزمن، وقد يُطرح السؤال حول أهمية تعلّم اللغة الأم خصوصاً عند المغتربين، الذي يسعون إلى تعليم أطفالهم لغتهم الأم حتى يضمنون ارتباطهم بوطنهم، وفي هذه الحالات يُنصح بإعطاء الأطفال "تعليماً مزدوجاً"، أي تحفيزهم على تعلّم لغة الأم ولغة البلد المقيم، حتى يكون بمقدورهم الإندماج في المجتمع الذي يتواجدون فيه.