كان ممن يحسنون الكتابة في العربية سواء في الجاهلية أو في الإسلام، وكان من المعدودين في هذا الأمر، فكان من اختيار النبي له ليكون كاتبه الأول للوحي ومن اعمال أبي بن كعب هو جمعه للقرآن الكريم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خذوا القرآن من أربعة وهم ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولي أبي حذيفة. وكان ذلك لما لهم من تميز في قراءة القرآن وكتابته وتدبر أحكامه وهم كانوا همزة وصل بين القرآن والمسلمين لما كانوا به يصلون ويئمون المسلمين في صلاتهم ومجالسهم. وفي نهاية المطاف نكون قد سردنا أهمية أبو موسى الأشعري في حلاوة صوته في قراءة القرآن وما له من فضائل في ذلك. قد يهمك: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه؟ تعرفنا في موضوعنا هذا عن اسم الصحابي الذي اشتهر بحسن صوته بالقرآن الكريم، وسيرته ونشأته وغزواته التي خاضها في الإسلام، وتعرفنا عن فضائل أبو موسى الأشعري ومن هو قارئ رسول الله.
وشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبو موسى الأشعري بمزمار من مزامير آل داود، وذلك من حلاوة صوته، وحدث موقف أن لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة أبو مالك بن بريدة، وأخذ بيده إلى المسجد وسمع بريدة صوت قراءة القرآن بصوت أبو موسى الأشعري فشهد بان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري، ذكرنا ربنا الله، فيقرأ القرآن، وفي رواية عن أبي عثمان النهدي قال أنه كان في يوم يصلي وراء أبو موسى الأشعري وسمع صوته في قراءة القرآن وشبهه بالآلات الموسيقية. من هو قارئ الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر أبي أبن كعب هو قارئ وأديب وكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبي بن كعب بن قيس بن زيد الخزرجي، وهو من شاهدين البيعة الثانية وهو من ضمن السبعين من الأنصار وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم. وتوفي في عام 30 هجريًا وهو أصح تاريخ للوفاة، وكان نحيف متوسط الطول ابيض اللحية والرأس، وكان له منزلة كبيرة في الإسلام، حيث كان ملازمًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب صوت جميل بقراءة القرآن وله قدرة كبيرة على الكتابة والقراءة حيث كان يعتبره رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتبه الخاص.
[1] الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم هو إنّ الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين من أسبق النّاس لحفظ القرآن الكريم وأكثرهم علماً به وتعلّقاً به، وكانوا يتلونه حقّ تلاوته، في اللّيل والنّهار يقرؤونه ويتعبّدون به، وقد حفظ الكثير من الصّحابة القرآن الكريم عن ظهر قلب ومنهم الخلفاء الرّاشدون الأربعة رضي الله عنهم وأرضاهم. ومن صحابة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام من اشتهر بتلاوته للقرآن الكريم بصوت عذب وجميل وكان من أشهرهم الصّحابيّ الجليل أبو موسى الأشعريّ، فقد كان رضي الله عنه ذو صوت عذبٍ نديٍّ جميل ٍ وقد أحبّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام صوته كثيراً ومدحه بصوته الحسن الشّجيّ ويتبيّن ذلك من الحديث الشّريف:" سمِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صوْتَ أبي موسى الأشْعَرِيِّ وهُوَ يقرَأُ فقال لقدْ أُوتي أبو موسى مِنْ مَزامِيرِ آلِ دَاوُدَ"،[2] وبذلك يكون الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم هو أبو موسى الأشعريّ.
الاجابة هي: ابوموسى الاشعري
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا أبو موسى الأشعري صاحب الصوت الحسن بالقرآن أبو موسى الأشعري هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، وكان من القلائل الذين قرؤوا القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجاهد معه وأخذ منه العلم الكثير، وهاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر، وفي عهد الخلفاء الراشدين ولي الكوفة ثم البصرة فكان أقرأ أهل البصرة وأكثرهم فقهاً. [١] وكان من أهل العلم والعمل، كثير الصلاح، [٢] وقد اشتهر بأنه صاحب الصوت الشجي، فعن أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (يا أبا موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود). [٣] صفة صوت أبي موسى بالقرآن تفصيلًا كان صوته مزماراً كما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان صوته كالناي يخطف قلوب السامعين، فإذا بدأ قراءة القرآن يود السامعون لو أنّه لا يتوقف عن القراءة أبداً؛ لشدة حسن وجمال صوته، وقال سعيد بن عبد العزيز: حدثني أبو يوسف حاجب معاوية: "أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية، فنزل في بعض الدور بدمشق، فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته". [١] وقال العجلي: "ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتاً منه"، [٤] وقال عبد الله بن محمد: "حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي التياح، عن الحسن، قال: ما أتاها راكب -يعني البصرة- خير لأهلها منه يعني أبا موسى"، [٥] وقال النهدي: "ما سمعت طنبوراً ولا صنجاً ولا مزماراً أحسن من صوت أبي موسى، كان يصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة".
[٢] أبو موسى الأشعري واغتنامه حسن صوته بالقرآن اهتم أبو موسى الأشعري بتعليم قراءة القرآن وبذَل كل جهده في ذلك، وكان أينما حلّ في أرضٍ علّم القرآن، ثم إنّ صوته الجميل وقراءته الشجية الخاشعة جمعت الناس حوله لطلب التعلّم، فجعل من مسجد البصرة مركزاً للعلم والتعلُّم، وكان إذا سلّم من صلاة التفت إلى الناس، وسمع قراءتهم، وضبط لهم. [٦] وكان تنظيمه في التعليم أنه قسّم الطلاب إلى حلقات، فكان يطوف بينهم وعليه بردان أبيضان فيقرأ ويسمع منهم، ويضبط لهم قراءتهم، [٧] فتخرّج من بين يديه أكثر من ثلاثمئة رجل. [٨] ومن شدّة حرصه على تعليم القرآن كان إذا خرج إلى الجهاد يعلّم القرآن والفقه، فعن حطّاب بن عبد الله الرقاشي قال: "كنا مع أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في جيش على ساحل دجلة، إذ حضرت الصلاة، فنادى مناديه للظهر، فقام الناس للوضوء، فتوضأ ثم صلى بهم، ثم جلسوا حلقًا، فلما حضرت العصر نادى منادي العصر". [٦] فضائل تحسين القراءة بالقرآن وترتيله يستحب لقارئ القرآن أن يحسِّن صوته ويزينه، [٩] فهذا يبعث الطمأنينة في القلوب، والخشوع في الصلاة، ويكون أكثر وأشدّ تأثيراً في النفوس، ويساعد ترتيل القرآن على تدبّر آياته وفهم معانيه.