وللبخاري عَن عُرْوَة قَالَ: سَأَلت عبد الله بن عَمْرو عَن أَشد مَا صنع الْمُشْركُونَ برَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت عقبَة بن أبي معيط جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَوضع رِدَاءَهُ فِي عُنُقه فخنقه خنقا شَدِيدا، فجَاء أَبُو بكر فَدفعهُ عَنهُ... الحَدِيث. احاديث عن الصبر اسلام ويب. وللبزار وَأبي يعْلى من حَدِيث أنس قَالَ: لقد ضربوا رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى غشي عَلَيْهِ، فَقَامَ أَبُو بكر فَجعل يُنَادي: وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله. وَإِسْنَاده صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم:
ولكنها من فرْط هَولها لم تلتفت له، بل نهرته بقولها: إليك عني! ، فإنك لم تُصب بمثل مصابي ولو كنت مكاني لعذرتني! وكانت المرأةُ جاهلة به ولم تعرفه، فرأى أحد الصحابة وهو الفضل بن عباس – رضي الله تعالى عنهما – ذلك الموقف فنبهها إلى حقيقة محدِّثها، فأخذها مثلُ الموت من شدة الكرب الذي أصابها لما عرفت أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خجلاً منه ومهابة له، فانطلقت إلى بيته مسرعة، وقد تصورت أنه كالملوك الذين يرصدون على أبوابهم الحُجَّاب لمنع الناس من الوصول إليهم، فوجدت الأمر بخلاف ما تصورته فلم تجد عنده بوابين!! احاديث نبوية عن الصبر. فقالت له معتذرة عما بدر منها: لم أعرفْك! وفي رواية أنها قالت: والله ما عرفتُك! فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى". أي أن الصبر الذي يُحمد عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعد ذلك فإن المصاب على مرِّ الأيام يسلو ويعتاد ثم ينسى. وكان هذا الجواب منه - صلى الله عليه و سلم - عن قولها: (لم أعرفك) على أسلوب: جواب الحكيم؛ كأنه قال لها: دعي الاعتذار فإني لا أغضب لغير الله وانظري لنفسك وما فوّتِّ من الأجر! فانظر أيها القارئ الكريم إلى تواضعه - صلى الله عليه وسلم - ورفقه بالجاهل ومسامحته للمخطئ وقبوله لاعتذاره!
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 18/11/2019 ميلادي - 21/3/1441 هجري الزيارات: 19864 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حَزَنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَاياهُ» [1] ؛ متفق عليه. و«الوَصَبُ»: المرض. احاديث عن الصبر قصيرة. وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ»، قلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ؛ ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى؛ شَوْكَةٌ فَمَا فَوقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، وَحُطَّتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» [2] ؛ متفق عليه. وَ«الْوَعْكُ»: مَغْثُ الحُمَّى، وَقيلَ: الحُمَّى. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: هذان الحديثان: حديث أبي سعيد، وأبي هريرة، وابن مسعود رضي الله عنهم فيهما دليلٌ على أن الإنسان يُكَفَّر عنه بما يُصيبه من الهم والنصب والغم وغير ذلك، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى، يبتلي سبحانه وتعالى عبده بالمصائب وتكون تكفيرًا لسيئاته وحطًّا لذنوبه.