فتأويل الكلام إذن: وتميزوا من المؤمنين اليوم أيها الكافرون بالله، فإنكم واردون غير موردهم، داخلون غير مدخلهم.
وقوله ( وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) يقول: وألم أعهد إليكم أن اعبدوني دون كل ما سواي من الآلهة والأنداد ، وإياي فأطيعوا ، فإن إخلاص عبادتي ، وإفراد طاعتي ، ومعصية الشيطان ، هو الدين الصحيح ، والطريق المستقيم. [ ص: 543]
وما إلى ذلك من تغير لأحكام الله تعالى، ويُعتبر ذلك كله عند الله تعالى من الظلم ( أي من الشرك). فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17). (28) وامتازوا اليوم أيها المجرمون - مجالس في تدبر سورة يس - أيمن الشعبان - طريق الإسلام. يونس. ومن الغريب أن نجد من يدافع عن كتاب البخاري ومسلم، في الوقت الذي بدأ نور الله تعالى يظهر بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أمثال الدكتور أحمد صبحي منصور، الدكتور شحرور، الأستاذ أحمد عبده ماهر، والدكتور إسلام بحيري، وغيرهم الكثير ممن أنعم الله عليهم من الصديقين والصالحين فهم يستمسكون بما أنزل الله تعالى من كتاب، ويبينون الأخطاء والمخالفات الكثيرة في الكتابين ( البخاري ومسلم). لكن بعض من شيوخ الدين الأرضي يبغونها عوجا، ويعتبرن (البخاري ومسلم) أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، ولا يجوز نقدهما أو تنقيحهما، فهل تجوز مقارنة كتاب الله تعالى بكتاب بشر!!! لو تصفحنا كتاب الله تعالى من أوله إلى آخره لما وجدنا آية واحدة تدعوا لإتباع غير ما أنزل الله تعالى من كتاب. فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(15).
وقال بعض الأذكياء: يجوز أن يكون امتازوا فعلا ماضيا والضمير للمؤمنين أي انفرد المؤمنون عنكم بالفوز بالجنة ونعيمها أيها المجرمون ففيه تحسير لهم والعطف حينئذ من عطف الفعلية الخبرية على الاسمية الخبرية ولا منع منه، وتعقب بأنه مع ما فيه من المخالفة للأسلوب المعروف من وقوع النداء مع الأمر - نحو يوسف أعرض عن هذا - قليل الجدوى وما ذكره من التحسير يكفي فيه ما قبل من ذكر ما هم عليه من [ ص: 40] التنعم وأيضا المأثور يأبى عنه غاية الإباء وهو كالنص في أن امتازوا فعل أمر ولا يكاد يخطر لقارئ ذلك.
﴿وامتازُوا اليَومَ أَيُّهَا المُجرِمون﴾ تلاوة مؤثرة تفوق الوصف لأوآخر سورة يس للشيخ عبدالرحمن السديس - YouTube
طريقة العرض: كامل الصورة الرئيسية فقط بدون صور اظهار التعليقات