ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، من رواية يزيد بن هارون ، عن أصبغ - هو ابن زيد الجهني - وقد وثقه يحيى بن معين وغيره ، وشيخه " أبو العلاء الشامي " لا يعرف إلا بهذا الحديث ، ولكن لم يخرجه أحد ، والله أعلم. وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا مختار بن نافع التمار ، عن أبي مطر; أنه رأى عليا ، رضي الله عنه ، أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، ولبسه إلى ما بين الرسغين إلى الكعبين ، يقول ولبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، وأواري به عورتي. فقيل: هذا شيء ترويه عن نفسك أو عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة: " الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس ، وأواري به عورتي " وقوله تعالى: ( ولباس التقوى ذلك خير) قرأ بعضهم: " ولباس التقوى " ، بالنصب. وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء ، ( ذلك خير) خبره. واختلف المفسرون في معناه ، فقال عكرمة: يقال: هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة. رواه ابن أبي حاتم. وقال زيد بن علي ، والسدي ، وقتادة ، وابن جريج: ( ولباس التقوى) الإيمان. "ولباس التقوى ذلك خير" - قصيدة. وقال العوفي ، عن ابن عباس رضي الله عنه: ( ولباس التقوى) العمل الصالح.
قال قطرب: الريش والرياش واحد. وقال سفيان الثوري: الريش: المال ، والرياش: الثياب. قوله تعالى: ولباس التقوى قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وحمزة: "ولباس التقوى" بالرفع. وقرأ ابن عامر ، ونافع ، والكسائي: بنصب اللباس. قال الزجاج: من نصب اللباس ، عطف به على الريش; ومن رفعه ، فيجوز أن يكون مبتدأ ، ويجوز أن يكون مرفوعا بإضمار: هو; المعنى: وهو لباس التقوى ، أي: وستر العورة لباس المتقين. وللمفسرين في لباس التقوى عشرة أقوال. [ ص: 183] أحدها: أنه السمت الحسن ، قاله عثمان بن عفان; ورواه الذيال بن عمرو عن ابن عباس. والثاني: العمل الصالح ، رواه العوفي عن ابن عباس. والثالث: الإيمان ، قاله قتادة ، وابن جريج ، والسدي; فعلى هذا ، سمي لباس التقوى ، لأنه يقي العذاب. والرابع: خشية الله تعالى ، قاله عروة بن الزبير. ملتقى الشفاء الإسلامي - أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى. والخامس: الحياء ، قاله معبد الجهني ، وابن الأنباري. والسادس: ستر العورة للصلاة ، قاله ابن زيد. والسابع: أنه الدرع ، وسائر آلات الحرب ، قاله زيد بن علي. والثامن: العفاف ، قاله ابن السائب. والتاسع: أنه ما يتقى به الحر والبرد ، قاله ابن بحر. والعاشر: أن المعنى: ما يلبسه المتقون في الآخرة ، خير مما يلبسه أهل الدنيا ، رواه عثمان بن عطاء عن أبيه.
والله أعلم.
وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه: هو الخشية لله [10]. وقيل: هو استشعار تقوى الله تعالى فيما أمَر به ونَهَى عنه [11]. قال القرطبي رحمه الله: وهو الصحيح، وإليه يرجع قول ابن عباس وعروة [12]. قال عكرمة: هو: ما يلبس المتقون يوم القيامة [13]. وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: يتقي الله، فيواري عورته، ذاك لباس التقوى [14]. وقال الماوَردي رحمه الله: قال ابن بحر: لبس ما يُتَّقَى به الحر والبرد [15]. ولباس التقوى ذلك خير ـ المغامسي - YouTube. وقال القتبي رحمه الله: أي ما ظهر عليه من السكينة والعمل الصالح [16]. قال البغوي رحمه الله: قال ابن الأنباري: لباس التقوى هو اللباس الأول، وإنما أعاده إخبار ً ا أنَّ ستر العورة خيرٌ من التعرِّي في الطواف [17]. قال ابن كثير رحمه الله بعد ذكره للأقوال في معنى اللباس: وكل هذه متقاربة [18]. وقال الشَّ وكاني رحمه الله: والمراد بلباس التقوى: لباس الورَع، واتقاء معاصي الله، وهو الورع نفسه والخشية من الله، فذلك خيرُ لباسٍ وأجمل زينة. ثم ذكر بقية الأقوال، فقال: فقيل: الحياء، وقيل: العمل الصالح، وقيل: لباس الصوف والخشن من الثياب؛ لما فيه من التواضُع لله، وقيل: هو الدِّرع والمغْفَر الذي يلبسه مَنْ يُجاهد في سبيل الله.
وقال الحسن: هو الحياء لأنه يبعث على التقوى. وقال عطية عن ابن عباس: هو العمل الصالح. وعن عثمان بن عفان أنه قال: السمت الحسن. وقال عروة بن الزبير: لباس التقوى خشية الله ، وقال الكلبي: هو العفاف. والمعنى: لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به مما خلق له من اللباس للتجمل. وقال ابن الأنباري: لباس التقوى هو اللباس الأول وإنما أعاده إخبارا أن ستر العورة خير من التعري في الطواف. وقال زيد بن علي: لباس التقوى الآلات التي يتقى بها في الحرب كالدرع والمغفر والساعد والساقين. وقيل: لباس التقوى هو الصوف والثياب الخشنة التي يلبسها أهل الورع. ( ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون).
فجامعة القصيم مثلاً فرضت زياً مخصصاً ترتديه الطالبة والمعلمة في الجامعة، وقد فوجئت طالبة تدرس في هذه الجامعة بقرار يقضي بمحاسبتها بتهمة ارتداء ملابس ذات أكمام قصيرة أفضت إلى ظهور (كوعها) مما اعتبرته الجامعة تبرجاً تحاسب عليه، وقالت الفتاة «أنا داخل الحرم الجامعي بين زميلاتي، لا وجود لأي اختلاط، وارتداء ملابس ذات أكمام قصيرة في ظل الأجواء الحارة لا يعتبر مخالفة يعاقب عليها»، والسؤال الذي يطرح نفسه ما المقصود (بالتبرج) وهل جاء النهي عنه على إطلاقه من غير قيود ولا ضوابط ولا حتى اعتبار لمقاصد الشريعة منه. إن الذي عليه أهل العلم أن التبرج لا يتحقق إلا في حضرة رجال أجانب والمقصود بالأجنبية عن الرجل هي كل امرأة يحل له نكاحها حالاً أو مستقبلاً بعد زوال المانع المؤقت. فيحظر على المرأة ابداء بدنها للأجنبي، وعلى مذهب الجمهور أن بدن المرأة كله عورة إلا وجهها وكفيها.
* كاتب سعودي