نبذة عن البراء روايته للحديث من حديث البراء لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من السطور المضيئة في كتب الحديث النّبويّ كيف لا وهم من حملوا هموم نقلها فكانوا الأمناء العدول الثّقات، تتبعوا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موقنين بأنّه وحيٌ وجب نقله للنّاس كي يعلموا أمور دينهم، وها نحن نحط رحالنا عند صحابيّ جليل من أصحابه عليه الصّلاة والسّلام، البراء بن عازب محدّث وفقيه منهم. نبذة عن البراء هو الصّحابيّ الجليل أبوعمارة، البراء بن عازب من الأنصار، يعتبر من صغار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبوه العازب بن الحارث من الصّحابة أيضاً، أسلم في بداية عمره، شارك بغزوة أحد بعد أن مُنع من بدر لصغره رضي الله عنه وشارك في الفتوحات الإسلاميّة، وبعد الفتوح سافر للكوفة ورجع أيام الفتنة والتحكيم بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما ليقاتل في صفوف جيش علي ثم توفي في الكوفة سنة(71) للهجرة وقد جاوز الثمانين من عمره. روايته للحديث كان البراء بن عازب الصّحابي الجليل من رواة الحديث الشّريف، روى له جماعة الحديث وأهل السنن والمسانيد ما يقارب 300 حديث، اتّفق الشيخان على الرواية عنه ب(22) حديثاً، أمّ البخاريّ فقد روى عنه منفرداًً (15) حديثاً، أمّا مسلم فقد روى عنه ستة أحاديث.
[ صحيح. ] - [رواه أبو داود وأحمد. ] الشرح يحكي البراء بن عازب أنهم خرجوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار، فوصلوا إلى القبر قبل أن يُدفن، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلسوا حوله صامتين، لا يتكلمون من هيبته -صلى الله عليه وسلم-، وفي يده -صلى الله عليه وسلم- عود يضرب به في الأرض كما يفعل المتفكر المهموم، فرفع رأسه فقال: اطلبوا من الله أن يجنِّبكم ويخلصكم من عذاب القبر، قال ذلك مرتين أو ثلاث مرات، ثم أخبرهم أن الميت يسمع صوت نعال مشيعيه إذا انصرفوا عنه، وأنه في هذا الوقت يأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. شرح وترجمة حديث: ذكر نعيم القبر وعذابه في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنهما- - موسوعة الأحاديث النبوية. فيقولان له: وما يدريك بذلك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت به. وجريان لسانه بالجواب المذكور هو التثبيت الذي تضمنه قوله -تعالى-: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} [إبراهيم: 27] الآية. ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي فيما يقول، فإنه كان في الدنيا على هذا الاعتقاد؛ فهو مستحق للإكرام، فاجعلوا له فرشا من فرش الجنة، وألبسوه من ثياب أهل الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيُفتح له فيأتيه من نسيمها ورائحتها الطيبة، ويوسع له في قبره مسافة ما يمتد إليه بصره.
تاسعـًا: أن العذاب في القبر يقع على الروح والجسد، عاشرًا: أن عذاب القبر يسمعه كل شيء إلا الإنس والجن، ولو سمعوه لصُعقوا. هذا وصلوا وسلموا على خير خلق الله...