أما قبل الاستقلال فكانت مساهمة المرأة ضعيفة وهامشية إلا من بعض الأصوات، كانت المرأة الجزائرية وما تزال رمز العطاء. ـ أين تقع المرأة في تجربة حورية عمران الشعرية؟ تقع المرأة في شرايين قصائدي… استحوذت على معظم نصوصي مظلومة هي، مجتمعيا وفكريا، باعتباري امرأة أساند قضاياها العادلة. حورية عمران: المرأة في شرايين قصائدي، واستحوذت على معظم نصوصي! – صحيفة روناهي. ـ ماذا عن المشهد الأدبي… الشعري… في الجزائر؟ المشهد الأدبي في الجزائر يعاني من غياب النقد، لتقييم وتقويم المنتوج الأدبي، وغياب قنوات التواصل بين الأقطاب الممثلة للأدب. ـ كلمة أخيرة: شكراً لكم على هذا الحوار وتعريفكم لي، ولجمهور قراء الكرد أهدي هذه القصيدة لصحيفة روناهي بقسميها الكردي والعربي ولكل متتبعيها: "قطع الصبح ونباح الثرثرة أرتدي أرباع الليل أخماس الأرصفة وأسداس المحطات لا أتوقف لازلت أتنفس بكامل لياقتي أدفن وجوه رأسي كصعلوك يبحث عن شرف كلص ينوي التوبة كزنديق يبحث عن ماهية الأسئلة كغانية…. هكذا أنا بين المد والجزر تحتضر أيامي تشيخ أحلامي يترهل صدري أتفقد حواسي وأفقدها ممنوعون من الثرثرة الفضفضة لكني أثرثر أقف أمام وجه الصبح بكل لياقتي وأسأله أين قطعة حظي؟ أريد حقي كالآخرين فأنا إنسان".
اقترن ظهور قصيدة النثر بطموح جمهور من الشعراء كانوا يصبون إلى الانقلاب على سلطان القواعد إلى عالم رحب الآماد، مترامي التخوم، مفعم بالحرية،.. إنه عالم النثر الذي وصف بأنَّه "يسير في طريق من صنعه ، وله الخيار في كل خطوة يخطوها.. ق.ع بلام: قصيدة النثر. ومن ثمَّ يجد تسجيل الحياة ذات الخصائص والمظاهر المتنوعة ". وعليه كان النزوع إلى الحرية من البوادر الأولى لظهور قصيدة النثر، ولاسيما حين أخذ فريق من الأدباء يشعرون أنَّ الكتابة زقاق غير نافذ –على رأي رولان بارت– وبعبارة أخرى حين غدا الشعر تعاملاً فرديًا مع الألاعيب اللفظية، واتباعًا مشوَّهًا للقواعد الأكثر فنيَّةً، لذلك فقد كان أكثر إيناسًا من الأحاديث الاعتياديَّة. وقد تعهَّدت روح العصر، وحركة التأثر والتأثير في الآداب والفنون قصيدة النثر بالرعاية والعناية، لتسلمها إلى مواهب كبرى تأخذ على عاتقها الارتفاع بها، ولاسيما على يد الشعراء الرمزيين الفرنسيين، وعلى رأسهم الشاعر (شارل بودلير) في مجموعته (قصائد نثرية قصيرة) = Poetics Poems Prose ويذهب أحد الدارسين إلى أنَّ (رامبو) أول من كتب قصيدة النثر، مما يجعله متقدمًا على بودلير، وهذا وهم، لأنَّ رامبو ابتدأ كتابة قصيدة النثر بعد وفاة بودلير بثلاث سنوات، أي منذ عام 1870م، فكيف يصح أن يكون متقدمًا عليه، فضلاً عن أنَّ رامبو نفسه كان يؤكد أنَّه مفتون بقصائد بودلير النثرية.
ـ ل كل كاتب أو شاعر طموح في كتابة أعمال روائية، رغم معاناة وعذابات الكتابة الروائية، فهل لديك هذا الطموح؟ الرواية فن من فنون الأدب تحتاج للتركيز ولتشريح الواقع بعيدا عن سلطة ورقابة المجتمع، مستقبلا أفكر في الكتابة في هذا النوع الأدبي… كفكرة موجودة لم أجسدها بعد على الورق أحتاج إلى الوقت للتفرغ لها. قصيدة عن اللغة العربية للأطفال. ـ كان الشعر يقود قاطرة القيادة للأدب، فهل ترينه تنازلاً لجوهرة الأدب المعاصر (الرواية)؟! اعتقد هناك عوامل كثيرة أدت إلى تقهقر مكانة الشعر بين بقية الفنون الأدبية، وبخاصة الرواية؛ التي سيطرت وبقوة على مشهد الساحة الأدبية، لقد هجر القراء القراءة، وقراءة الدواوين الشعرية ربما لسبب الرمزية، والذاتية وبعدها عن معالجة قضايا الناس، هذا من جهة، ومن جهة أخرى غياب اللقاءات، والأمسيات الشعرية التي ساهمت في شل الحركة الشعرية وعزوف الجمهور عن قراءة الشعر، علاوة على ذلك غياب النقد، والإعلام المرئي والرقمي، الذي جعل ثقافة الصورة والمشهد أهم من ثقافة الكلمة. ـ الكلمات تنطلق كالرصاص من فم قصائدك، تخلع الحياء من جسد كل الجوانب المختلفة، التي ترتبط بهذه الحياة… من أين لك كل هذه الإرهاصات، والشحنات الفكرية التي استوطنت أعماقك؟!
- 4كسارية الفلك أو كالمسـ لة أو كالفنار وراء العبب السارية: العمود الذي يحمل الشراع. الفلك: السفينة. المسلة: عمود أثري من الحجر طويل مربع الشكل رأسه محدد. الفنار: المصباح. العبب: أمواج البحر ،والشجر الطويل. الشرح: شبه الشاعر النخلة بالسّارية و المسلة و الفنار ، فالنخلة تشبه سارية الفلك في طولها و قوتها ، و صمودها ، و هي تشبه المسلة في طولها وفي النقوش التي تعلوها ، وهي تشبه الفنار في إرشاد الناس في الصحراء.. - 5 وباسقة من بنات الرّمال نمت وربت في ظلال الكُثُب باسقة: مرتفعة وشامخة. نمت وربت: زادت وكثرت الكثب: تل مرتفع من الرمال. الشرح: و مما يميز النخلة الشامخة عن الكثير من الأشجار أنها تربو وتنمو في ظلال الرّمال المتجمعة وفي الظروف الصحراوية القاسية. الصور الجمالية (بنات الرمال) شبه الشاعر النخلة بالبنت التي تتربى في أحضان أمها وهذه الأم ليست الأم البشرية ، وإنما هي الرمال، لبيان مقدرة النخيل على النمو في الصحراء. 6 - تطول وتقصر خلف الكثيب إذا جاء به الريح أو ذهب الشرح: تقف النخلة صامدة في وجه العواصف و الرّياح القوية ، وما يتغير عليها أنها تقصر وتطول وقد وصف الشاعر ذلك وصفا دقيقا حيث يقول: ومن العجب أنها تبدو أحيانا قصيرة وذلك حينما تتجمع الرمال حول جذعها ، و تبدو طويلة عندما تهب الرياح القوية من جهة أخرى فتحمل معها الرّمال المتجمعة حول النخل.
ومنذ صدور العدد الأول لمجلة (شعر) اللبنانية، أخذت تتعهد هذا اللون الإبداعي الجديد بالرعاية والتبشير، سواء عن طريق طبع مجاميع قصائد النثر والتبشير بها، أو عن طريق ترجمة أعمال كثير من الشعراء الذين كتبوا القصائد النثرية، مثل: بودلير، ورامبو، وملاراميه، ولوتريامون، أو عن طريق تشجيع الناشئين على كتابة قصيدة النثر. ولأمر ما لم تكن مصر شديدة الحماسة لهذا الاتجاه الشعري الجديد في أول الأمر –على الأقل – على نطاق الإبداع الشعري. أما على المستوى التنظيري فإننا نجد (غالي شكري) شديد الحماسة لقصيدة النثر، ويشهد على ذلك كتابه (شعرنا الحديث.. إلى أين ؟). أما في العراق فقد كان المناخ مهيئًا -إلى حد ما- لاستقبال قصيدة النثر، ولاسيما بعد دعوات الزهاوي إلى الشعر (المرسل)، والرصافي إلى الشعر (المهموس)، وحسين مردان في ديوانه (الربيع والجوع) الذي جاء على غلافه أنَّه من النثر المركَّز، ولعلَّ آخر الدعوات هي الأكثر جرأة؛ إذ حملت صراحة على الوزن الشعري، ودعت إلى استبعاده نهائيًا عن الشعر، ولا أدل على ذلك من قول حسين مردان عن الوزن أنَّه: "حبل قصير لا يصل إلى القعر، لذلك لا بدَّ من الاستغناء عنه والسقوط إلى الأعماق، لنفرك التراب اللزج في القاع، فتشع المعادن الكامنة في".
وشكَّل ظهور مجلة (شعر الكلمة) في العراق عام 1968م منبرًا يدعو الشعراء إلى كتابة قصيدة النثر بكل حماسة مستندين إلى أن "الدعوة لكتابة قصيدة النثر تنطلق من موقف حضاري قائم على نقيض شعري يستند على النقل الميكانيكي للمنظورات والعقل... ذلك أنَّ القوى المعطَّلة داخل الإنسان لا يمكن أن تجد طريقها في الشعر إلا من خلال الصراع الشعري ذاته، وحتى هذا الصراع لا بدَّ أن يخضع لقانون القصيدة الذي هو الفني والتتابع... إنَّه اغتصاب لما هو أكثر مفاجأة، وإلغاء للعلاقات التي تربط حركة القصيدة... بهذا الوعي ينمو لإنسان التأريخ، والإنسان القيمة، داخل سلطة القصيدة". ولما كانت منابر التجديد كثيرة ومتعددة، فقد كان الجو الأدبي في شغل شاغل عن خوض المعارك العنيفة، وهي -أعني قصيدة النثر في العراق– وإن جوبهت بالمعارضة، إلا أنَّها لم تكن كتلك المعارضة التي قوبلت بها حركة الشعر الحر. ومن أبرز الدعاة إلى قصيدة النثر في العراق: موسى النقدي، وسركون بولص، وصلاح فائق، وسلامة كاظم، وغيرهم، وإذا ذكرت قصيدة النثر في العراق إنما تذكر مقترنة بمجلة (الكلمة) لصاحبها السيد (حميد المطبعي).