تفسير و معنى الآية 34 من سورة ق عدة تفاسير - سورة ق: عدد الآيات 45 - - الصفحة 519 - الجزء 26. ﴿ التفسير الميسر ﴾ ويقال لهؤلاء المؤمنين: ادخلوا الجنة دخولا مقرونًا بالسلامة من الآفات والشرور، مأمونًا فيه جميع المكاره، ذلك هو يوم الخلود بلا انقطاع. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «ادخلوها بسلام» سالمين من كل مخوف أو مع سلام، أي سلموا وادخلوا «ذلك» اليوم الذي حصل فيه الدخول «يومُ الخلود» الدوام في الجنة. ﴿ تفسير السعدي ﴾ ويقال لهؤلاء الأتقياء الأبرار: ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ أي: دخولًا مقرونًا بالسلامة من الآفات والشرور، مأمونًا فيه جميع مكاره الأمور، فلا انقطاع لنعيمهم، ولا كدر ولا تنغيص، ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ الذي لا زوال له ولا موت، ولا شيء من المكدرات. تفسير قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( ادخلوها) [ أي: يقال لأهل هذه الصفة: ادخلوها] أي ادخلوا الجنة ( بسلام) بسلامة من العذاب والهموم. وقيل بسلام من الله وملائكته عليهم. وقيل: بسلامة من زوال النعم ( ذلك يوم الخلود). ﴿ تفسير الوسيط ﴾ هؤلاء الذين يفعلون ذلك في دنياهم، يقال لهم يوم الحساب على سبيل التبشير والتكريم:ادْخُلُوها بِسَلامٍ أى ادخلوا الجنة التي وعدكم الله إياها بسلام وأمان واطمئنان.
ابن كثير: ( ادخلوها) أي: الجنة) بسلام) ، قال قتادة: سلموا من عذاب الله ، وسلم عليهم ملائكة الله. وقوله: ( ذلك يوم الخلود) أي: يخلدون في الجنة فلا يموتون أبدا ، ولا يظعنون أبدا ، ولا يبغون عنها حولا. القرطبى: " ادخلوها " أي: يقال لأهل هذه الصفات: ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود أي بسلامة من العذاب. وقيل: بسلام من الله وملائكته عليهم. وقيل: بسلامة من زوال النعم. وقال: " ادخلوها " وفي أول الكلام من خشي; لأن من تكون بمعنى الجمع. الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) يعني تعالى ذكره بقوله ( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ) ادخلوا هذه الجنة بأمان من الهمّ والغضب والعذاب, وما كنتم تَلقَونه في الدنيا من المكاره. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ) قال: سَلِموا من عذاب الله, وسلَّم عليهم. وقوله ( ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) يقول: هذا الذي وصفت لكم أيها الناس صفته من إدخالي الجنة من أدخله, هو يوم دخول الناس الجنة, ماكثين فيها إلى غير نهاية. ادخلوها بسلام | موقع البطاقة الدعوي. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) خلدوا والله, فلا يموتون, وأقاموا فلا يَظْعُنون, ونَعِمُوا فلا يبأسون.
والإنابة جعلها مع الخشية في قوله: { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} [ق: 32ـ34]. وذلك لأن الذي يخشى اللّه لابد أن يرجوه ويطمع في رحمته، فينيب إليه ويحبه، ويحب عبادته وطاعته. فإن ذلك هو الذي ينجيه مما يخشاه، ويحصل به ما يحبه. والخشية لا تكون ممن قطع بأنه معذب؛ فإن هذا قطع بالعذاب، يكون معه القنوط، واليأس، والإبلاس. ليس هذا خشية وخوفا. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة ق - تفسير قوله تعالى ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون- الجزء رقم15. وإنما يكون الخشية والخوف مع رجاء السلامة؛ ولهذا قال: { تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} [الشورى: 22]. فصاحب الخشية للّه ينيب إلى اللّه، كما قال:{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} [ق: 31 - 34]. وهذا يكون مع تمام الخشية والخوف. فأما في مباديها، فقد يحصل للإنسان خوف من العذاب والذنب الذي يقتضيه، فيشتغل بطلب النجاة والسلام، ويعرض عن طلب الرحمة والجنة.
جملة (وأزلفت) مستأنفة، (غير) ظرف مكان، والأصل: مكانًا غير بعيد.. إعراب الآية رقم (32): {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ}. (ما) موصول خبر (هذا)، وجملة (هذا ما توعدون) معترضة بين البدل (لكل أواب) والمبدل منه (لِلْمُتَّقِينَ).. إعراب الآية رقم (33): {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}. (من) اسم موصول بدل من (كل أواب)، الجار (بالغيب) متعلق بحال من فاعل (خشي)، والجار (بقلب) متعلق بحال من فاعل (جاء).. إعراب الآية رقم (34): {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ}. جملة (ادخلوها) مقول القول مقدر مستأنف، الجار (بسلام) متعلق بحال من فاعل (ادخلوها)، جملة (ذلك يوم) معترضة بين الحال وصاحبها.. إعراب الآية رقم (35): {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}. جملة (لهم ما يشاءون) حالية من فاعل (ادْخُلُوهَا)، وجملة (ولدينا مزيد) معطوفة على جملة (لهم ما يشاءون).. إعراب الآية رقم (36): {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ}. جملة (وكم أهلكنا) مستأنفة، (كم) خبرية مفعول به، الجار (من قرن) متعلق بنعت لـ (كم)، وجملة (هم أشد) نعت لـ (قرن)، الجار (منهم) متعلق بـ (أشد)، (بطشا) تمييز، وجملة (فنقَّبوا) معطوفة على جملة (هم أشد)، وجملة (هل من محيص) مستأنفة، و(محيص) مبتدأ، و(من) زائدة، والخبر محذوف أي: هناك.. إعراب الآية رقم (37): {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
السؤال: فصـل في الكلام على قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} الإجابة: الكلام على قوله: { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [ق: 33]. وفي هذه الآية قال: { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} [الأعلى: 10]. وقال في قصة فرعون: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]، فعطف الخشية على التذكر. وقال: { لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62]. وفي قصة الرجل الصالح المؤمن الأعمى قال: { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى} [عبس: 3- 4]. وقال في [حم] المؤمن: { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر: 12- 13]، فقال: { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ}.
وقوله: ( بسلام) حال من فاعل ( ادخلوها)، والإشارة في قوله: ( ذلك يوم الخلود) إلى الزمان المفهوم من ( ادخلوها)، فإن الفعل كما يدل على الحدث، يدل على الزمن أي يوم الخلود، وهذا معادل لقوله في الكفار: ( ذلك يوم الوعيد) فيما تقدم، وقوله: ( لهم ما يشاؤون فيها) ( لهم) خبر مقدم، و( ما): اسم موصول مبتدأ مؤخر، و( يشاؤون) صلته، والعائد محذوف وفيها متعلق بـ( يشاؤون)، وقيل: بمحذوف حال من الموصول أو من عائده. المعنى الإجمالي: وقَرَّبْتُ الجنة للمتخذين لأنفسهم وقاية من عذاب الله باتباع أوامره سبحانه واجتناب نواهيه، وأَدْنَيْتُ لهم إدناء غير بعيد، هذا الذي يُعَدُّ لكم، وقد سبق به الوعد من أنبياء الله وفي كتبه لكلِّ رَجَّاع إلى طاعة الله تعالى، صائن لحدود الله، من خاف من واسع الرحمة ولم يره، أو خاف منه في خَلْوتِه وأتى إلى الله في القيامة بقلب مقبل على الله. ادخلوا الجنة مُسَلَّمًا عليكم من الله وملائكته، أو يُحَيِّي بعضكم بعضًا، أو سالمين من العذاب، يوم الدخول المقرون بالسلام هو يوم الإقامة الدائمة الأبدية بجنات عدن، لهؤلاء السعداء ما يطلبون في الجنة، وعندنا زيادة فوق ما يطلبون، لا تخطر بالبال، ولا تندرج تحت مشيئتهم، من معالي الكرامات التي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.