يقدم المعهد العربي للمرأة وpro geg على مسرح المدينة، مسرحية "سجن النساء"، من إعداد وإخراج لينا أبيض... المسرحية مقتبسة عن نص "مذكراتي في سجن النساء" للكاتبة الراحلة نوال السعداوي. وكتبت لينا في صفحتها الفايسبوكية: "هل تعلمون كم نحن مدينون لهذا المرأة؟"، وقالت في تعليق آخر: "نوال السعداوي كانت كاتبة وناشطة وطبيبة وطبيبة نفسية مصرية. مذكراتي في سجن النساؤ نوال السعداوي. كتبت العديد من الكتب حول موضوع المرأة في الإسلام، مع ايلاء اهتمام خاص لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى في مجتمعها". مواعيد العرض 16 و17 حزيران، الساعة 7:30 مساء، الدخول مجاني...
قامت قطناني بالبحث عن الأسماء وتدوينها ومن ثم التأكد منها ومطابقتها للصورة من خلال هويات ووثائق رسمية، والبحث في وسائل التواصل الاجتماعي عن أسماء المعتقلين والمعتقلات في حال ورد ذكرها، والمطالبة بإطلاق سراحها أو خبر اعتقالها، وبعد ذلك تأكدت المؤلفة من أسماء المسجونين من خلال الوصول إلى مسجونين آخرين أو الجيران في المنطقة التي يقيم فيها المعتقل أو عبر المعارف المشتركين، ومن ثم التأكد من الشهادة نفسها وذلك من خلال مقارنة التفاصيل الصغيرة من اللباس والحال الجوية من برد وحر وغيرها من التفاصيل، ومقارنتها مع تاريخ الشهادة وتاريخ الأحداث على الأرض السورية. ثم سجلت الكاتبة التجربة في ملف يضم مكان الإقامة، وما يميز كل تجربة عن غيرها والمدة الزمنية التي تم فيها الاعتقال، إضافة إلى حكايات عرفتها وقرأتها عن المعتقل أو المعتقلة، وأنشأت جداول مفصلة عن كل معتقل من الـ 50 شخصية التي اختارتها، ثم تواصلت مع 20 منهم، وقامت بإجراء 13 لقاء في الجزء الأول من بحثها، لتقص في كتابها 12 حكاية، إذا اعتمدت قطناني منذ البداية على إجراء اللقاءات في بيوت الناجين لإعطاء صورة دقيقة عن حياتهم وتفاصيلها، وفي أغلب الأحيان التقت عائلات المعتقلين والمعتقلات السوريين، مما أعطاها مزيداً من الدفق في قص الحكاية والدخول في التفاصيل.
صوت نوال السعداوي لينا قالت لـ"الشرق"، إنّ "نص السعداوي عميق وليس من السهل تحويله إلى عمل مسرحي، وتقبل الجمهور له كما هو، خصوصاً في قالب سردي، لذا أدخلت الموسيقى لتكون أداة راحة ومرونة تعطي الجمهور استراحة ليستوعب ما يُقال ويُروى". وسبق أن قدمت لينا هذه المسرحية لأول مرة عام 1998، في قالب كلاسيكي واقعي وسجن حقيقي تم تصميمه على خشبة المسرح، وحمام وفناء، حيث تغسل الممثلات (السجينات) ثيابهنّ على المسرح أو ينظفن الأرضية ويمارسن أنشطتهن اليومية في غرفة قذرة وضيقة. وأضاف: "العرض المسرحي الجديد، طرأت عليه بعض التغييرات، إذ تغيّر الزمن واللغة، وباتت المرأة أقوى، فالنسويات مناضلات مدافعات عن حقوق الإنسان والمرأة في العالم العربي، فكل ممثلة على الخشبة تمثّل نوال، وصدى صوتها اليوم". شريف سعيد يكتب: مذكرات السجينة 1536 - بوابة الأهرام. وتابعت لينا: "اخترت هذه المرّة أن أظهر تأثير نوال ونضالها الطويل ومخاطبة الممثلات للجمهور مباشرة والتقرّب منه والتفاعل معه، كما كانت تفعل الراحلة متنقلة من محاضرة في مدرسة إلى الكلية إلى شارع الصحافة، والروايات، بهدف التنوير.. فنحن ندين لهذه المرأة كثيراً". جائحة كورونا لينا أشارت إلى أنّ "هذا القالب المسرحي البسيط في السينوغرافيا والإخراج الذي اعتمدته هذه المرة، وليد وباء كورونا وتأثيراته علينا، فقد ابتكرت طريقة جلوس الممثلات على كراسٍ خشبية متباعدة من أجل سلامتهنّ الصحية وحفاظاً على التباعد الاجتماعي، كما لم أدخل أي مشهد فيه أغراض يلمسنها ويمرّرنها لبعضهنّ".
كما يتمثل ثاني المآخذ في تضخيم مشهد الاعتقال والإسهاب حد الإطناب في سرد تفاصيله، رغم أنّ الكاتبة تتطوع بعد ذلك لإعلامنا بأنّها لم تكن المعتقلة الأولى، بل إنّ هناك العديد من المعتقلين والمعتقلات الذين سبقوها إلى سجن القناطر الخيرية.