الحمد لله. التوفيق بين آية: (وأما بنعمة ربك فحدث)، وحديث: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان". لا تعارض بين قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث) وحديث: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" ، على فرض صحته، وقد وفق العلماء بينهما: فالكتمان يكون قبل حصول الحاجة، فإذا حصلت، وأنعم الله عليه ببلوغه ما يريد، فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها، ما لم يخش من حاسد. قال المناوي رحمه الله: " (استعينوا على إنجاح الحوائج) لفظ رواية الطبراني: (استعينوا على قضاء حوائجكم) (بالكتمان) أي: كونوا لها كاتمين عن الناس، واستعينوا بالله على الظفر بها، ثم علل طلب الكتمان لها بقوله: (فإن كل ذي نعمة محسود) يعني: إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم، وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة: ما بعد وقوعها، وأمن الحسد " انتهى من " فيض القدير " (1/493). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الضحى - الآية 11. ويدل على جواز كتمان النعم، خوفاً من الحسد، قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ). قال ابن كثير رحمه الله: "قوله تعالى: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك... )، يؤخذ من هذا، الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في حديث: (استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها، فإن كل ذي نعمة محسود) " انتهى من " تفسير ابن كثير " (4/318).
عربي Español Deutsch Français English Indonesia الرئيسية موسوعات مقالات الفتوى الاستشارات الصوتيات المكتبة جاليري مواريث بنين وبنات القرآن الكريم علماء ودعاة القراءات العشر الشجرة العلمية البث المباشر شارك بملفاتك Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
تفسير قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث اختلف المجتهدون في تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، وفي ذلك وجوه كثيرة، أحدها أن النعمة المقصودة في الآية هي نعمة القرآن الكريم فهي أعظم معجزة أنعم الله بها على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتفسير آخر يقول: أنه إذا أعانك الله ووفقك في رعاية حق السائل واليتيم فهذا التوفيق هو نعمة من عند الله جل جلاله فتحدث بها إلى الغير لتكن قدوةً حسنةً لهم، وقال مجاهد: إن النعمة المُشار إليها هي نعمة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أي بلغ يا محمد ما أُنزل إليك من ربك [٣]. أما في تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 9، 10، 11]، ففيها أربع مسائل: الأولى: أما اليتيم فلا تقهر بمعنى: ألا تظلم اليتيم، وادفع إليه حقه. الثانية: دلت على اللطف باليتيم، والتزام الإحسان إليه وبره، فعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (كافِلُ اليَتِيمِ له أوْ لِغَيْرِهِ، أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى) [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].