المراجع ^ سورة لقمان, الآية 34 سورة النمل, الآية 65 ^, الغيب المطلق لا يعلمه إلا الله, 14/12/2020 ^, حكم ادعاء علم الغيب, 14/12/2020 سورة البقرة, الآية 33 ^, حكم من يدعي علم الغيب عن طريق التجارب وقراءة الأفكار, 14/12/2020 صحيح أبي داود, الألباتي/أبو هريرة/3904/صحيح ^, حكم ادعاء معرفة الغيب عن طريق بعض الأولياء, 14/12/2020 سورة الأنعام, الآية 59 سورة هود, الآية 123 سورة السجدة, الآية 6
2 - التنجيم: وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ) رواه أبـو داود. 3 - زجر الطير والخط في الأرض: فعن قطن بن قبيصة عن أبيه قـال: سمعت رسول الله يقول: (الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَة، وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ) رواه أبـو داود وأحمد، أي من السحر، والعيافة: زجر الطير والتفاؤل والتشاؤم بأسمائها وأصواتها وممرها، والطرق: الخـط يخط في الأرض، أو الضرب بالحصى وادعاء علم الغيب بها. 4 - الكهانة: وهي ادعاء علم الغيب، والأصل فيها اسـتراق الجـن السمع من كلام الملائكة فتلقيه في أذن الكاهن. عن أبي هريرة عن النبي قال: ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رواه أبو داود وأحمـد والحاكـم. 5 - كتابة حروف أبا جاد: وذلك بأن يجعل لكل حرف منها قـدرًا معلومًا من العدد ويجري على ذلك أسماء الآدميين والأزمنـة والأمكنـة، ثم يحكم عليها بالسعود أو النحوس ونحو ذلك. حكم ادعاء علم الغيب. قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد، وينظـرون في النجوم: (وَمَا أَرَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلَاقٍ)، رواه عبد الرزاق في المصنف.
وتمضي الآيات الكريمة العظيمة تفند اختيارَ الله لآدم واصطفاءه عليهم، حتى عقد اختبارًا لهم أمام آدم، فكانت النَّتيجة عجزهم التام، ونجاح آدم عليه السلام، وظهر الحقُّ في اختيار الحقِّ، وختم المطاف بقول الله: ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 33].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وخاتم النبيين نبينا محمد، وآله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: يا أمة محمد: أصبحت الفضائيات من وسائل نشر التنجيم والكهانة، وإدخال الكهان والمنجمين إلى بيوت المسلمين؛ فهناك قنوات أفسحت المجال للسحرة والكهنة والمنجمين، من خلال إعلانات لأدعياء العلاج الروحاني، بل الشيطاني الكفري؛ ذاك يجلب الحبيب، وتلك تعيد المطلقة، يدَّعون علم الغيب، ويُخبرون المتَّصل بهم بأمور غيبية! ادعاء علم الغيب. فمتصلة تسأل عن مرضها؟ وأخرى هل ستتزوج أم لا؟ وثالثة كم سيأتيها من الأولاد؟ ورابعة تستفسر عمن عمل لها سحراً؟! وخامسة تشكو مشاكلها الزوجية؟ وهكذا أغلب المتصلين على هذه القنوات والبرامج من النساء الجاهلات، وقد فسح لهنَّ الأزواج والآباء المجال للجلوس ومتابعة هؤلاء الكفرة المشركين من السحرة والدجالين، فلا حول ولا قوة إلا بالله. أيها المسلمون: لقد حذركم حبيبكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد "(رواه أبو داود).
أي أنه لا ثواب له فيها، وإن كانت مجزئة في سقوط الفرض عنه، ولا يحتاج معها إلى إعادة. (شرح النووي). وتابع: لا يجوز للمسلم أن يأتي الكهنة والعرافين، أو يستمع إليهم، ولو لم يصدقهم فيما يدعونه من علم الغيب، أما إن صدقهم بما يقولون؛ فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ". رواه الإمام أحمد، قال العلماء: "إنما نُهِي عن إتيان الكهان؛ لأنهم يتكلمون في مُغَيَّبات قد يصادف بعضها الإصابة، فيخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك؛ لأنهم يلبسون على الناس كثيرًا من أمر الشرائع، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان وتصديقهم" (شرح النووي)، وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السؤال المجرد لا يجوز؛ لأنه وسيلة إلى التصديق، ولأن في سؤالهم إظهارًا لشأنهم وتعظيماً لقدرهم وإظهاراً لأمرهم بين الناس. لهذا لما سئل رسول الله ﷺ عن الكهان قال: ليسوا بشيء، وقال: لا تأتوهم. علم الغيب - ويكيبيديا. أي لا يُأتون، ولا يُسألون احتقارًا لهم، وإعراضًا عنهم، وإماتة لشأنهم". وقال "السبر": الكهنة يزداد ضررهم ويطير شررهم مع الوسائل الحديثة؛ فلهم معرفات وقنوات، بأسماء ودعاوى تروج على العامة؛ كالشيخ الروحاني، أو جلب الحبيب وغيرها، فافتتن الجهال بهم؛ بل وساهموا في الترويج لهم وهم لا يشعرون.
الإنس لا يعلمون الغيب: وكذلك الإنس لا عِلم لهم بالغيب، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو حيث قد علمتَ منزلته عند الله - لا عِلم له بالغيب، إلَّا بقدر ما أَطلعه الله عليه؛ دعمًا للنبوة، وتثبيتًا للرسالة؛ كما مرَّ بك آنفًا. وعليك أن تَنظر في كتاب الله سبحانه تجد أنَّ الله يقول للرسول محمد عليه السلام: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188]. نعم، ونحن نحبُّ رسولَ الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه الرُّسل، ومنتهى الحب فيه ألَّا نَرفعه فوق منزلته التي أَنزله الله إيَّاها؛ حيث إنَّه عبدٌ ورسول، لا يَعلم الغيبَ، وإلَّا فلماذا لم يَعرف مصيرَ معركة أُحد؟ هل كان يريد هزيمةَ الصَّحابة وقتل العشرات فيها؛ ومنهم أسد الله حمزة؟ هل كان يريد أن تُكسر رباعيته ويشجَّ رأسُه وتسري الإشاعة أنَّه قد قُتل؛ ممَّا أدَّى إلى ارتداد بعض المسلمين، الأمر الذي جعَل المشركين يشيدون بآلهتهم وينسبون النَّصرَ إلى هُبل والعزَّى، هل كان الرسول يريد ذلك؟!