قلت لفاتن حمامة: • وهل من المعقول ألا يكون لها ميول فنية؟ قالت لي: - أبداً.. وقد قلت لها أكثر من مرة أنني لا أمانع إذا هي أرادت أن تكون ممثلة، ولم أجد عندها أي حماس للتمثيل.. وكان عدم حماس نادية ذو الفقار، حينئذٍ، للتمثيل، هو الذي يدلّ على الفارق الكبير بين الأم وابنتها. إن فاتن حمامة وهي في التاسعة من عمر ها مثّلت دوراً في فيلم «يوم سعيد» لفتت اليها الأنظار، ولكن كان من أهم آثاره أنه جعل الفتاة الصغيرة تتعلّق بالسينما، ومن ثَمّ جعلها لا تهوى غير التمثيل عندما وصلت الى سن الصبا!.
كانت معالم القاهرة وعدد سكانها وقيمة الإيجارات فيها فى الخمسينيات والستينيات تختلف عما هى عليه الآن، حيث لم يكن عدد سكانها فى بداية الستينات يتجاوز 3 ملايين نسمة وقيمة أكبر إيجار فى أرقى شوارعها لا تتجاوز جنيهات قليلة. وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1962 نشرت المجلة ملفًا احتل 4 صفحات تحت عنوان: «أين يسكن أهل الفن» تناول بالتفصيل عناوين ومواصفات منازل نجوم الفن وقيمة إيجاراتها، وعلاقات الجيرة التى جمعت بينهم، حيث جمعت بعض العمارات عددا من نجوم الفن بين أدوارها المختلفة. وأشارت الكواكب إلى أن حى الزمالك كان له الأولوية فى عشق أهل الفن للسكن فيه بسبب ما يتمتع به من هدوء، حيث سكن فيه عشرات الفنانين بجزئيه الشرقى وأرض الجزيرة. صور لفاتن حمامة وأسرتها تشعل مواقع التواصل بمصر. أهل الفن فى عمارة ليبون.. وكانت عمارة ليبون الشهيرة المطلة على النيل فى شارع الجبلاية من العمارات التى سكنها العديد من الفنانين، حيث كانت تسكن فيها فاتن حمامة ولبنى عبدالعزيز وليلى فوزى وسامية جمال. وكانت فاتن حمامة تسكن فى الدور الثانى عشر فى شقة تحمل رقم «122»، وكانت شقتها عبارة عن فيلا صغيرة مكونة من طابقين خصصت فيها جزءا كبيرا للاستقبال، كما خصصت غرفة خاصة لابنتها نادية ذو الفقار، وغرفة ثانية لابنها طارق عمر الشريف، وحجرة لدادة طارق وأخرى لمذاكرة نادية.
يكشف ألبوم الصور الخاص بنادية ذو الفقرا العلاقة الطيبة التي جمعت بينها وبين زوج أمها الفنان عمر الشريف وبأخيها غير الشقيق طارق الذي أنجبته فاتن من عمر. شاهد أيضاً: ابنة فاتن حمامة تكشف لماذا طلبت والدتها عدم إقامة عزاء لها بعد وفاتها
ونجحت محاولات الوساطة في إعادة الزوجين مرة أخرى في سبتمبر من العام 1969، لكن حدثت خلافات من جديد ووقع الانفصال النهائي في منتصف عام 1973، لتقرر بعدها عدم الخوض في تجارب الحب والزواج والإنجاب وتتفرغ لتربية أبناء أخواتها ومراعاة شئونهم الحياتية مع أختها «عفاف». وقد أثمر هذا الارتباط والزواج بين شادية وصلاح ذوالفقار عددا من الأفلام الناجحة التي قاما ببطولتها ، فقد اشتركا معا في بطولة أفلام «مراتي مدير عام» 1966 و «كرامة زوجتي» 1967، و «عفريت مراتي» 1968، وجميعها من إخراج فطين عبدالوهاب، كما أنتج لها صلاح ذوالفقار فيلم «شيء من الخوف»، الذي أخرجه حسين كمال ، من دون أن يشارك في بطولته، وهذا الفيلم هو إحدى روائع السينما المصرية على مدى تاريخها.
وبالقرب من العمارة التى سكنها عبدالحليم كان يقع برج الزمالك الذى سكنته الفنانة نجوى فؤاد والمخرج يوسف شاهين والفنانة ثريا حلمى ومجدى العمروسى المحامى. وكانت نجوى فؤاد تسكن فى الدور السادس ورقم شقتها 23، وهى مكونة من ثلاث حجرات وصالة وكان إيجارها 23 جنيها، ولكن أشارت الكواكب إلى أنه بعد التخفيض أصبح 18 جنيها، وهى عبارة عن حجرة نوم وحجرة للصالون والثالثة للطعام، أما الصالة فقد صممتها نجوى فؤاد على الطراز العربى. وكانت فيلا أم كلثوم الشهيرة والتى حل محلها الآن فندق تقع فى حى الزمالك وكانت مكونة من طابقين ويقف إلى جوارها شرطى يحمل بندقية على كتفه ويداعب «نمر»، الكلب الوولف الكبير الخاص بكوكب الشرق.