من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة شرح الحديث الشريف بالتفصيل، الستر أمر واجب على كل مسلم أن يستر أخاه ويحفظه ويرعاه، حيث أن للستر العديد من المعانى التي يعلمها الكثير. كمال أن الستر نعمة كبيرة من الله تعالى يطلبها عباده في الدنيا وفي الآخرة، وهو فضل كبير نحصل عليه، ولولا الستر لانكشفت العديد من التفاصيل السيئة في حياتنا وأصبحت فضيحة. ما هو الستر الستر هو اخفاء العديد من الظواهر السلبية وعدم كشفها للآخرين، وهي واجبه في العديد من الحالات وليست واجبة في العديد من الحالات. وفي الحالات التي يجب فيها الستر تكون واجبة على الإنسان ويعاقب من لا يستر غيره، أما الحالات التي لا يجب فيها الستر قد يكون هنا العقاب على من لا يكشف الحقيقة. حيث هناك العديد من الحقائق التي يجب ان يتم كشفها للأخرين ليكون بها القصاص العادل والعقاب وتكون عظة وعبرة للأخرين. وهناك الستر الأشمل و الأقوى وهو الستر الالهى من الله تعالى على عباده، حيث لا يفضح ذنوبهم أمام الأخرين سواء في الدنيا او في الأخرة لحين عودتهم الى الطريق الصحيح في الدنيا. قد يهمك ايضًا: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف "تفسير الحديث" حديث "من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" هذا حديث صحيح روى عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه، وقال الإمام أبو زكريا النووي في تفسير الحديث خلال شرح صحيح مسلم، ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يتحدث في حديثه عن الستر بين البشر.
ومثلُ هذا لا يُشفَعُ له إذا أُخِذَ ، ولو لم يبلغِ السُّلطان ، بل يُترك حتّى يُقامَ عليه الحدُّ لينكفَّ شرُّه ، ويرتدعَ به أمثالُه. قال مالك: من لم يُعْرَفْ منه أذى للناس ، وإنَّما كانت منه زلَّةٌ ، فلا بأس أنْ يُشفع له ما لم يبلغ الإمام ، وأمَّا من عُرِفَ بشرٍّ أو فسادٍ ، فلا أحبُّ أنْ يشفعَ له أحدٌ ، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحدُّ ، حكاه ابن المنذر وغيره... " انتهى من "جامع العلوم والحكم"(1/341). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " والمراد بالستر: هو إخفاء العيب ، ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة ولم يتضمن مفسده ، فمثلاً: المجرم ؛ إذا أجرم: لا نستر عليه إذا كان معروفاً بالشر والفساد ، ولكن الرجل الذي يكون مستقيماً في ظاهره ، ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوباً ؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة ، فالإنسان المعروف بالشر والفساد لا ينبغي ستره ، والإنسان المستقيم في ظاهره ، ولكن جرى منه ما جرى: هذا هو الذي يسن ستره " انتهى من شرح "الأربعين النووية"(1/172). والله أعلم.
حيث أنه طالما الانسان ليس معروف عنه الأذى أو الفساد في المجتمع بين البشر فمن المستحب أن تلتزم الكتمان فيما فعله أو لا تسعى الى كشف سره أو الطعن فيه. بل عليك أن تدعمه وأن لا تكون سلاح جديد ضده بسبب الخطأ الذى ارتكبه وأن تنصحه وتتحدث معه في السر وتدافع عنه في العلن، فمن الممكن أن توبخه بقوة وتقول له كل شئ لتجريم فعلته ولكن في السر فقط. وهذا النوع من الستر هو الى حثنا عليه الله تعالى ويمنحنا من أجله الثواب وهو ما يتحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في محور حديثه الشريف. قد يهمك ايضًا: شرح حديث ثلاثة لا يدخلون الجنة كامل ما الحالات التي يستحب فيها الستر من الأمور التي يستحب فيها الستر هى أن يكون الإنسان ارتكب شئ بسيط ولكنه عن دون عمد وليس معروف بارتكاب تلك الأمور السيئة، وأن يكون هناك دافع قوى كان سبب في ارتكابه، وأن لا يكون هذا الفعل به أذى كبير وضرر للأخرين. هنا يمكن الستر على الإنسان ونصيحته والحديث معه، وأيضا مساعدته في ازالة اى أضرار حدثت نتيجة فعلته، وأن يتعهد امامك بعدم الرجوع الى تلك الأفعال من جديد. ما هى الحالات التي لا يجب فيها الستر هناك حالات أصبح من الضرورى الحديث عنها وكشفها أمام الجميع، حتى يعلم الكل الصح والخطأ وأن هناك عقاب، فأحيانا تكون الفضيحة عقاب يديد للعديد من المخطئين وردع كبير لمن أجرم في حق الأخرين.
وعن أبي سعيدٍ الخُدريّ رضي الله عنهُ أنه ﷺ قال: "ما مِن قومٍ صلُّوا صلاةَ الغداةِ ثم قعدوا في مُصلَّاهم يتعاطَونَ كتابَ اللهِ ويتدارسونهُ إلَّا وكَّلَ اللهُ بهم ملائكةً يستغفرونَ لهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيرهِ. " وفي صحيحِ مسلمٍ أنَّ رسولَ الله ﷺ خرَجَ على حلقةِ من أصحابِهِ فقالَ: "ما أَجلسَكم؟ قالوا: جلسْنا نذكر اللهَ ونحمَدُهُ على ماهدانا للإسلامِ ومنَّ بهِ علينا. قالَ: ءآللهِ ما أجلَسَكُم إلاَّ ذاكَ؟ قالوا: واللهِ ما أجلَسَنا إلاَّ ذاك. قال: أما إني لم أستحلفْكم تُهمةً لكم، ولكنه أتاني جبريلُ فأخبرني أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكة. " قال النووي: "إن الله عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكة معناه يُظهر فضلَكم لهم، ويُرِيهم حسنَ عملِكم، ويثني عليكم عندهم. " اللهم اجعلنا منهم. وقوله ﷺ: " ومَن بطَّأَ بهِ عملُهُ لم يُسْرِعْ بهِ نسبُهُ " أى من أخَّره عمله عن بلوغ درجة الأتقياء لم يُسرعْ به نسبُه إلى بلوغها. اللَّهُمَّ اغفِر للمؤمنينَ والمؤمناتِ. الجمعة فلادلفيا ٦ جُمادَى الآخرة ١٤٤١ هـ - ٣١ ك٢ ٢٠٢٠ر