تاريخ تدوينها وتمت صياغة نسخها النهائية بشكلها الشعري في العصر العثماني، وأضيف لها عدة فصول تربط شرق العالم العربي بغربه، تتحدث عن أصول الهلالية في الجزيرة العربية، وانتقالهم من الحجاز إلى الشام، ومنها إلى مصر وليبيا وصولا إلى تونس والمغرب العربي، وهي تصور مغامرات أبي زيد الهلالي نصير الضعفاء الذي تحول إلى رمز للنضال. أحداثها لا ينفي الطابع الأسطوري للسيرة الهلالية أصولها التاريخية في القرن الحادي عشر الميلادي، حين قرر الوزير الفاطمي الحسن اليازوري إرسال قبائل بني هلال وبني سليم من صعيد مصر إلى تونس بهدف تأديب الوالي المستقل عن الخلافة الفاطمية حديثا، المعز بن باديس. هاجمت القبائل تونس وانتشرت في بلاد المغرب العربي إلى حدود الأطلسي، وحملت معها الفوضى السياسية إلا أنها نجحت على المدى البعيد في ترسيخ اللسان العربي في بلاد المغرب، ما يراه المؤرخ حسين مؤنس في كتابه "معالم تاريخ المغرب والأندلس"، سببا في احتفاظ تلك البلدان بلسانها العربي حتى يومنا هذا. ما اسم أبو زيد الهلالي ؟ - ملك الجواب. إنها التجربة الحياتية للحلف الهلالي المكون من قبائل نجد المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها. وكعادة الملاحم، هي تستنهض الأمم بذكر أمجادها العسكرية، وبطولات القادة الذين أنجبتهم أرضها في السلم والحرب.
ورغم اجتهاد صناع العمل فى إخراج عرض مسرحى مستلهم من الموروث الشعبى معالجا عبر تقنيات وآليات معاصرة، لكن العرض فى النهاية لم يخرج كما كان مأمولا له، ولم تصل الفكرة التى حاول العرض تقديمها، بل وقع صناعه فى فخ توظيف نص مستوحى من الأدب الشعبى، عبر تقنيات معاصرة كوسيلة فنية، اعتمدت فى أساسها على بعض الاستعراضات المتحركة، لكنها لم تضيف للعرض أو لروح النص، وإن تم حذفها لن يتأثر العرض فى شيء.
وجاءت الموسيقى التصويرية مناسبة إلى حد كبير إلى روح النص، وأضفت حالة شجية فى بعض مشاهد الصراع، خاصة مع استخدام آلات شعبية تراثية تناسب عصر الملحمة مثل الربابة والمزمار، كما أن الأغانى داخل العرض والتى قدمتها المطربة والممثلة هبة سليمان، كانت مميزة وتتناسب إلى حد كبير مع طبيعة المشهد المقدمة فيه، وهو يحسب لـ "هبة سليمان" إنها أدت وغنت بشكل رائع ومناسب لطبيعة دورها كعارفة. فى النهاية العرض جاء ضعيفا مقارنة بنص تراثى كبير وغزير بالقصص والحكايات، وجاء فضفاضا وغير واضح الجوهر الذى حاول أن يخلص إليه صناع العرض، وهو ما يبرر الأخطاء والارتباك فى العرض، لكنها ليست تبرير لضعف المعالجة بالتأكيد. بقلم محمد عبدالرحمن