وقد ذكر في كتاب كامل الزّيارة هِذه الزّيارة بهذا القول: اَنْتَ اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ اغْفِرْ لاَِوْلِيآئِنا وَكُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا وَاَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءْ قَديرٌ. ثمّ قال الباقر (عليه السلام) ما قال هذا الكلام ولا دعى به أحد من شيعتنا عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام) أو عند قبر أحد من الائمة (عليهم السلام) الاّ رفع دعاءه في درج مِن نور وطبع عليه بخاتم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان محفوظاً كذلك حتّى يسلّم الى قائم آل محمّد (عليهم السلام) فيلقى صاحبه بالبشرى والتّحيّة والكرامة ان شاء الله تعالى.
روى الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة والنّوافل اليوميّة وهي أربع وثلاثون ركعة)، وزيارة الاربعين، والتختّم باليمين وتعفير الجبين بالسّجود، والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ.
أما بعد فيا عُشّاقَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أوصي نفسي وإياكم بتقوى اللهِ العليِّ العظيم، يقول الله تعالى في القرءان الكريم:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ". إخوةَ الإيمان، إنَّ زيارةَ قبرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أعظَمِ القُرَبِ إلى اللهِ تعالى، ولا يُنكِرُ ذلك إلا محرومٌ بعيدٌ عنِ الخير، وقد قال عليه الصلاة والسلام:" مَن زارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لهُ شفَاعَتِي ".
وقد جئتُكَ مُستَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي مُستشفِعًا بكَ إلى ربي، ثم أنشأَ يقول: يا خيرَ مَنْ دُفِنتْ بالقـاعِ أعظُمُـهُ فطابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القاعُ والأَكَــمُ نَفسِـي الفِداءُ لقبرٍ أنتَ ساكِنُــهُ فيه العفافُ وفيه الجودُ والكــرمُ أنتَ الشفيـعُ الذي تُرجَى شفاعَتُـهُ عندَ الصراطِ إذا ما زلَّتِ القَــدَمُ وصـاحبـاكَ فلا أنساهمـا أبـدا مِنِّي السلامُ عليكُم ما جَرى القَلَـمُ قال ثم انصرفَ، فغلَبَتْنِي عينَايَ فرأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال يا عُتبيُّ الْحَقِ الأعرابيَّ وبَشِّرهُ أنّ اللهَ تعالى قد غَفَرَ له. أيها الإخوة، إنّنا نقولُ للمسلمينَ عُمومًا ولحجَّاجِ بيتِ اللهِ خُصوصًا، عليكُم بزيارةِ قبرِه عليه الصلاةُ والسلام، والتوسُّلِ بهِ فهو وسيلتُكُم ووسيلَةُ أبيكُم ءادمَ عليه السلام إلى اللهِ تعالى، يقول الله تعالى:" يَا أيُّهَا الذِيْنَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيْلَةَ ". اللهمّ ارزُقْنَا زيارتَهُ وشفاعَتَهُ ورُؤيتَهُ في المنامِ وعندَ الممَاتِ يا ربَّ العالمين. هذا وأَستغفِرُ اللهَ لي ولكم