السؤال: حكم العمل في البنوك؟ الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فمن المعلوم: أنَّ البنوكَ التجاريَّةَ – الرِّبَوِيَّة - تتعامل مع العملاء بنظام القروض بالفوائد، وهو ربا الديون المحرم بالنص والإجماع، وهو أساسُ عمل البنوك غير الإسلاميَّة، والرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَعَنَ آكلَ الرِّبا، ومُوكِلَهُ وكاتبَهُ وشاهِدَيْه، وقال: ((هم سَوَاءٌ))؛ أخرجه مُسْلِمٌ وأحمد، من حديث جابرٍ. ومن ثمّ فلا يجوز العمل في البنوك الربويَّة، حتَّى لو كان العمل فيها لا يتعلَّق بالرِّبا؛ كالهندسة، والحراسة، والنَّظافة، وغير ذلك؛ لما فيه من إعانةٍ على ما حرَّم الله - تعالى - قال الله - عزَّ وجلَّ -: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. قال العلاَّمة (عطيَّة صقر)، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا - وقد سُئل عن العمل في بنك التَّسْليف، وجميعُ أعماله فيها فوائدٌ ورِبا؛ فهل عليَّ حُرْمَةٌ في هذا، علماً بأنِّي مُحْتاجٌ إلى العمل فيه؟ فأجاب: "معلومٌ: أنَّ الرِّبا حرامٌ حُرْمَةٌ كبيرةٌ، وذلك ثابتٌ بالقرآن والسُّنة والإجماع، وكُلُّ ما يُوصِلُ إلى الحرام ويُساعِدُ عليه فهو حرامٌ؛ كما هو مُقَرَّرٌ إذا تقرر هذا؛ فلا يَجُوزُ العَمَلُ في بَنْكٍ رِبَوِيٍّ؛ لِكَوْنِهِ تعاونًا الربا ، إلا عند الضَّرورة المُلْجِئَة؛ لحفْظ النَّفْس.
الحمد لله. نسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك وتحريك لمعرفة الحق ، وأن يوفق زوجك للعمل المباح الذي لا إثم فيه. اعلمي أنه لا يجوز العمل في البنوك الربوية مطلقا ، لما في ذلك من أكل الربا ، أو كتابته ، أو الشهادة عليه، أو إعانة من يقوم بذلك. وقد أفتى كبار أهل العلم بتحريم العمل في البنوك الربوية ، ولو كان العمل فيما لا يتصل بالربا كالحراسة ، والنظافة ، والخدمة. ونحن ننقل إليك بعض فتاويهم مع التنبيه على أن عمل زوجك له اتصال قوي بالربا وتسجيله وتوثيقه ، لأنه حسب قولك: عمله الأساسي هو ضمان عمل جميع أنظمة الكمبيوتر بشكل صحيح و تشغيل البرامج الجديدة ومساعدة موظفي البنك. جاء في فتاوى اللجنة الدائمة 15/41: ( لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا ، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم غير ربوي ؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه ويستعينون به على أعمالهم الربوية ، وقد قال تعالى: ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَان) المائدة / 2). وسئلت اللجنة الدائمة (15/38): ما حكم العمل في البنوك الحالية ؟ فأجابت: ( أكثر المعاملات المصرفية الحالية يشتمل على الربا ، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أعان آكل الربا وموكله بكتابة له ، أو شهادة عليه وما أشبه ذلك؛ كان شريكا لآكله وموكله في اللعنة والطرد من رحمة الله ، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " وقال: "هم سواء".
[٤] المراجع ↑ "حكم العمل في البنوك الربوية فيه تفصيل" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف. ↑ "حكم العمل في البنوك الإسلامية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف. ↑ "حكم أرباح المصارف الإسلامية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف. ↑ "لا وجه للمقارنة بين أرباح البنوك الإسلامية وفوائد البنوك الربوية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف.
تم التبليغ بنجاح أسئلة ذات صلة ما هو حكم فوائد البنوك؟ 3 إجابات ما هو حكم الإقتراض من البنوك؟ 4 ما هو حكم قروض البنوك؟ إجابة واحدة ما حكم أرباح البنوك الإسلامية؟ 5 ماهي عملة البيتكوين وكيف احصل عليها ، وهل هناك بنوك تتعامل مع هذه العمله؟ 7 اسأل سؤالاً جديداً 4 إجابات أضف إجابة حقل النص مطلوب. إخفاء الهوية يرجى الانتظار إلغاء اخي السائل, ان الفقه الاسلامي علي خلاف فيما يخص حكم العمل في البنوك, و ايضا التفرقه بين انواع البنوك. ففيما يخص البنوك الاسلاميه و التي لا تتعامل بفائده ثابته او بسعر ثابت فان العمل بها جائز شرعا من اغلب الفقه الاسلامي. اما عن حكم العمل في البنوك العاديه, و التي تعمل بالفائده الثابته, فهناك جانب كبير من الفقه الاسلامي يحرمه و لا يجيزه شرعا, و هناك جانب اخر من الفقه الاسلامي يحرمه تحريما كاملا. و في اطار هذا الخلاف الفقهي اقول لك ان الحلال بين و الحرام بين و بينهما مشتبهات, فاجتنبوا المشتبهات, فيجب عليك ان تتجنب ما يشتبه في كونه حراما, و في النهايه انصحك بأن تستفتي قلبك اولا و قبل اي شئ, و ان قمت بترك العمل في البنوك لقناعتك بحرمانيته فاعلم ان رزقك بيد الله تعالي فهو الرازق وحده و ما كتبه الله لك من رزق لن يستطيع احد مهما كان ان يمنعه عنك.
والله أعلم. للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة) حسب التصنيف [ السابق --- التالي] رقم الفتوى [ السابق --- التالي] التعليقات الاسم * البريد الإلكتروني * الدولة عنوان التعليق * التعليق * أدخل الرقم الظاهر على الصورة* تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع الشيخ/ محمد المسند، ج2، ص: 397. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 19/ 415).