ولا ينبغي للمسلم أن يجعلَ اليمين مانعاً للخير كصلة الرحم وإعانة الناس وعمل البر. قال الله تعالى { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ٌ}، قال الحافظ المفسر العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمات الله تعالى عليه في تفسير هذه الآية [أي لاتجعلوا أيمانكم مانعة للخير كأن يحلفَ الرجل أن لا يَصِلَ رحماً له ثم يقول أنا لا أزوره لأني حلفتُ يميناً فلا يجعل اليمين مانعاً للخير بل عليه أن يحنث ويكفرَ عن يمينه ويصلَ رَحمَهُ ويعمل الخير].
السؤال: بعد هذا رسالة من أحد الإخوة المستمعين يقول عبد الله حامد صالح أخونا له جمع من الأسئلة، يقول: فسروا لنا قول الحق -تبارك وتعالى-: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ [المائدة:89] إلى آخر الآية؟ جزاكم الله خيرًا. ص336 - كتاب الدرر الثرية من الفتاوى البازية - تفسير قول الله تعالى لا يأخذكم الله باللغو في أيمانكم - المكتبة الشاملة. الجواب: يقول سبحانه في سورة المائدة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89] الآية، ويقول سبحانه في سورة البقرة: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة:225]. والمعنى أن الأيمان التي تمر على الإنسان من غير قصد لا يؤاخذ بها ولا كفارة فيها، تجري على لسانه من دون قصد لعقدها في عرض كلامه: والله! ما صار كذا، والله! صار كذا، يتحدث من غير قصد اليمين، هذا هو اللغو في اليمين كما قالت عائشة، وجماعة من السلف، لغو اليمين أن يقول الرجل: لا والله، وبلى والله، في عرض كلامه.
بسم الله الرحمن الرحيم اليمينُ والحَلِفُ والقسمُ بمعنى واحد وهو لفظ يقوي به الحَالف عزمه على الفعل أو الترك، ولا ينعقد اليمن إلا بذكر إسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفات الله كقول الشخص والله، أو وعظمة الله أو والذي خلقنا، أو والذي لاإله إلا هو، أو نحو ذلك. ويكون قبله حرف من حروف القسم وهي الواو والباء والتاء كقول الشخص والله أو بالله أو تالله، والحلفُ جاء ذكره في القران والسنة، ففي القرءان أقسمَ الله تعالى في كثير من السوركقوله تعالى { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}، وورد في الأحاديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا ومقلب القلوب" رواه البخارى. وقال أيضا "والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ"، وكذلك قال في الحديث "ورب الكعبة" والأيمان على ثلاثة أنواع: يمينٌ منعقدة، ويمينٌ كاذبة، ولغو يمين. لغو اليمين قال الله تعالى { لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} وثبت عن السيدة الجليلة أم المؤمنين عائشة زوج النبي وبنت الصديق رضي الله تعالى عنها أنها قالت في تفسير هذه الآية [هي قولُ الرجل لا واللهِ بلى واللهِ].
قال أبو داود: باب لغو اليمين: حدثنا حميد بن مسعدة الشامي حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم حدثنا إبراهيم يعني الصائغ عن عطاء: في اللغو في اليمين ، قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هو كلام الرجل في بيته: كلا والله وبلى والله ". ثم قال أبو داود: رواه داود بن أبي الفرات ، عن إبراهيم الصائغ ، عن عطاء ، عن عائشة موقوفا. ورواه الزهري ، وعبد الملك ، ومالك بن مغول ، كلهم عن عطاء ، عن عائشة ، موقوفا أيضا. قلت: وكذا رواه ابن جريج ، وابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن عائشة ، موقوفا. ورواه ابن جرير ، عن هناد ، عن وكيع ، وعبدة ، وأبي معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة في قوله: ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) [ المائدة: 89] قالت: لا والله ، بلى والله. ثم رواه عن محمد بن حميد ، عن سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن هشام ، عن أبيه ، عنها. وبه ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن القاسم ، عنها. وبه ، عن سلمة عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، عنها. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة في قوله: ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قالت: هم القوم يتدارؤون في الأمر ، فيقول هذا: لا والله ، وبلى والله ، وكلا والله يتدارؤون في الأمر: لا تعقد عليه قلوبهم.
2020-11-04, 02:29 PM #1 السؤال أنا ولله الحمد أثبت لله ما أثبته لنفسه من صفات على الوجه اللائق به كما أثبته السلف، ولكن استشكل علي أمر بسيط في فهم الحديث (القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن.... ). الله تعالى يقلب القلوب كيف شاء - إسلام ويب - مركز الفتوى. أولا أنا أثبت لله صفة الأصابع كما أثبتها السلف، ولكن هل يحمل الحديث على أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن على الحقيقة، ونفوض الكيف إلى الله سبحانه تعالى مع إثبات لازم المعنى، وهو أنه تعالى له الأمر على قلوب العباد يقلبها كيف يشاء ؟ أما يكون الفهم الصحيح أن صفة الأصابع ثابتة لله تعالى، وهو يقلب القلوب، ولكنها ليست على الحقيقة بين أصابعه، كقولك وضع الأمير يده على المدينة، فاليد ثابتة للأمير، والمعنى أنه ملكها، ولا يفهم من التركيب أنه وضع يده على المدينة حقيقة ؟ الجواب الحمد لله. روى مسلم (2654) عن عَبْد اللهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ).
عناصر المادة نص الحديث شرح الحديث إثبات صفة الأصابع لله المقصود بقوله ﷺ: كقلب واحد يصرفه حيث يشاء 00:00:01 الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء ، ثم قال رسول الله ﷺ: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك [رواه مسلم: 6921]. 00:00:29 الاهتمام بأعمال القلوب: هذا الحديث يؤكد على أهمية الاعتناء بأمور القلوب، وأعمال القلوب، والدعاء المخصوص بتصريف القلوب على الطاعة.
وكما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا استيقظ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه). وفي الصحيحين أيضًا عنه أنه قال: ( إن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد ، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد) ؛ مع أنا لا نشهد هذا المس لجسم المولود ، ولا هذا المبيت على الخياشيم ، ولا العقد ، ولا نحو ذلك. وظهر أن هذا الحديث: لو كان ما ادعاه ، لم يكن ذلك معلوم الانتفاء بما ادعاه من الضرورة الوجه الثالث: أنا سنبين فساد ما ذكروه من التأويل في ذلك ، وإبطال السلف له". انتهى، من "بيان تلبيس الجهمية" (6/244-248). وينظر: "مجموع الفتاوى" (5/5) وما بعدها. وقال ابن القيم رحمه الله: " وفي صحيح مسلم ، يحكى عن ربه بهذا اللفظ ، وقال: " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه ". ولفظة " بين " لا تقتضي المخالطة ولا المماسة والملاصقة ، لغة ولا عقلا ولا عرفا، قال تعالى: والسحاب المسخر بين السماء والأرض [البقرة: 164] ؛ وهو لا يلاصق السماء ولا الأرض". انتهى، من "مختصر الصواعق المرسلة" (395). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث، وقالوا: إن لله تعالى أصابع حقيقة، نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.