دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصًا للاستخدام الطارئ (EUA) للقاح "كوفيد-19" الذي طورته شركتا "فايزر" و"بيونتيك". بعد أشهر من التطوير، تمت الموافقة على الاستخدام في حالات الطوارئ بناءً على توصية اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء، حسبما أكد متحدث باسم شركة "فايزر"لشبكة CNN مساء الجمعة. قال الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتيك" أوغور شاهين لشبكة CNN في مقابلة حصرية في مقر شركة "بيونتيك" في مدينة ماينز بألمانيا: "كان ترخيص لقاحنا في الولايات المتحدة أحد أهم معالمنا منذ البداية". قبل أن تبدأ التطعيمات، لا يزال يتعين على اللجنة الاستشارية للتحصين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها التصويت للتوصية باللقاح. ويجب أن يقبل مركز السيطرة على الأمراض هذه التوصية. إليك ما نعرفه عن لقاح "فايزر-بيونتيك" لفيروس كورونا. هل لقاح فايزر امن. من سيحصل عليه أولا؟ ستجتمع اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين (ACIP) التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وتصوت على التوصية باللقاح. بمجرد قبول CDC للتوصية، يمكن أن تبدأ التطعيمات.
بعد حملة الانتقادات التي تعرضت لها بريطانيا كونها أول الدول التي منحت الضوء الأخضر للقاح فيروس كورونا الذي أنتجته شركتا "فايزر" و"بايونتيك"، خرج أحد مسؤولي "فايزر" عن صمته، مؤكدا أنه "لا يطيق الانتظار" حتى تحصل والدته على اللقاح. وأعطت بريطانيا الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك الأسبوع الماضي، لتتصدرا السباق العالمي لبدء برنامج التطعيم الجماعي الأكثر أهمية في التاريخ. وفي وقت سابق الأحد، أعلنت المملكة المتحدة أنها تستعد لطرح لقاح " كوفيد-19 " هذا الأسبوع، مما يجعل اللقاح متاحا في البداية في المستشفيات قبل توزيع المخزونات على عيادات الأطباء. ومن المقرر إعطاء الجرعات الأولى، الثلاثاء، مع إعطاء هيئة الصحة العامة أولوية قصوى لتطعيم لمن تجاوزت أعمارهم 80 عاما والعاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي دور الرعاية والمقيمين. هل لقاح فايزر اون لاين. وفي المجمل طلبت بريطانيا 40 مليون جرعة وهو ما يكفي لتطعيم 20 مليون نسمة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 67 مليون نسمة. ومن المتوقع توافر نحو 800 ألف جرعة خلال الأسبوع الأول. والسبت، قال المدير التنفيذي لـ"فايزر" في المملكة المتحدة ، بين أوزبورن ، إنه "واثق جدا" في أمان اللقاح، لدرجة أنه "مستعد لأخذه اليوم وإعطائه لوالدته في أقرب وقت ممكن".
د. أحمد عمر هاشم كل من تعرف إلى آداب الإسلام وأخلاقياته يدرك أن هذا الدين العظيم يربي المسلم على فضيلة الستر على إخوانه المسلمين، وتجنب كل ما فيه كشف عوراتهم، والتفاني في خدمتهم، والإخلاص في مساعدتهم، وقضاء حوائجهم، ذلك أن لأخوة الإسلام حقوقاً تستوجب على المسلم أن يكون متعاوناً متعاطفاً متآلفاً متحاباً، يعين أخاه المسلم ويستره ويجعل من حياته ينابيع بر وخير تفيض على من حوله. من ستر على اخيه المسلم ستر الله عليه وآله. إن مجتمع الإسلام مجتمع متضامن متآلف، إذا حل بواحد منه كرب أسرع الآخر إلى تنفيسه، وإذا رآه يحتاج إلى الستر ستره، أو يحتاج إلى المعاونة أعانه، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». وستر المسلم لأخيه المسلم في الدنيا، يكافئه الله تعالى عليه في الآخرة، والجزاء من جنس العمل، وهذه المكافأة أسمى وأكرم حيث تأتي في وقت تبلغ الحاجة فيه مداها، ففي يوم القيامة لا تخفى أسرار ولا يكتم أمر، وتجد كل نفس ما عملت محضراً سواء كان خيراً أو شراً، ولكن الستر الإلهي يُظلل الجماعة المؤمنة ويظلل أولئك الذين ستروا عباد الله في الدنيا، فلم يتتبعوا عوراتهم ولم يتجسسوا عليهم، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».
والسيرة النبوية مليئة بالمواقف والأحاديث في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالستر على المخطيء وعدم فضحه والتشهير به، ومن ذلك: ـ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال المنذري: "ستر المسلم هو تغطية عيوبه وإخفاء هنَّاته (زلاته وهفواته وقبائحه)". من ستر على اخيه المسلم ستر الله عليه وسلم. ـ وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يستر عبد عبداً في الدّنيا إلّا ستره الله يوم القيامة). ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. قال ابن حجر ": قوله: ( ومن ستر مسلماً) أي: رآه على قبيح فلم يظهره ـ أي للناس ـ، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه". وقال المناوي: "( من ستر أخاه المسلم في الدنيا) في قبيح فعله، وقوله ( فلم يفضحه) بأنِ اطَّلع منه على ما يشينه (يعيبه) في دينه أو عِرْضِه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ولم يكشفه بالتحدث، ( ستره الله يوم القيامة) أي: لم يفضحه على رؤوس الخلائق بإظهار عيوبه وذنوبه، بل يسهل حسابه ويترك عقابه، لأن الله حَيي كريم، وستر العورة من الحياء والكرم".
فضيلة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -
من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ. عن كعب بن عمرو قال: أَتَتْنِي امرأةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا ، فقلتُ: إنَّ في البيتِ تَمْرًا أَطْيَبَ منه ، فدَخَلَتْ مَعِيَ في البيتِ ، فأَهْوَيْتُ إليها ، فقَبَّلْتُها ، فأَتَيْتُ أبا بكرٍ ، فذَكَرْتُ ذلك له ؟ قال: اسْتُرْ على نَفْسِكَ وتُبْ ، ولا تُخْبِرْ أحدًا ، فلم أَصْبِرْ ، فأَتَيْتُ عمرَ ، فذَكَرْتُ ذلك له ؟ فقال اسْتُرْ على نَفْسِكَ وتُبْ ، ولا تُخْبِرْ أحدًا ، فلم أَصْبِرْ ، فأَتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فذَكَرْتُ له ؟ فقال: أَخَلَفْتَ غازيًا في سبيلِ اللهِ في أهلِه بمِثْلِ هذا ، حتى تَمَنَّى أنه لم يَكُنْ أَسْلَمَ إلا تلك الساعةَ ، حتى ظَنَّ أنه من أهلِ النارِ. قال: وأَطْرَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طويلًا حتى أُوحِيَ إليه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ.
وليس في الستر على المسلم تغطية على خطيئة أو مواطأة على منكر، ولا سكوت على معصية، وإنما المراد ستر عورته، والبعد عن فضيحته، والاجتهاد في نصحه، والحفاظ على حرمته وكرامته، وفي هذا صيانة لحقوق الأخوة، وإفساح المجال أمام الفضيلة، والتضييق على الرذيلة، ومن واجب المسلم في كل وقت وفي كل مكان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بكل وسيلة يستطيع بها مقاومة المنكر، فإن استطاع أن يغير المنكر بيده غيره، وإن استطاع أن يغيره بلسانه فعل، وإلا بقلبه، كما جاء في الحديث الصحيح: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». وإذا كان من حق المسلم على أخيه المسلم ستر عورته وصيانة حرمته، فإن إيذاء المسلمين بمحاولة كشف عوراتهم، أو تتبع أسرارهم أو التجسس عليهم جريمة كبيرة في نظر الإسلام يستحق صاحبها العذاب من الله ومؤاخذته بمثل جريمته، فقد صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ونادى بصوت رفيع: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله»، ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.