copyright 2012 © 2011 مكتبة ابن رشد | تصميم وإعداد بلقاسم شعباني | ThemesHive - تصميم Fab Themes
مبادئ العلم عند ابن رُشد مبدأ البداهة: هو من أول المبادئ التي ربطها ابن رشد بالعلم، والتي وافق فيها العالم، والفيلسوف الغزالي برأيه أن أغلبَ أنواع العلوم من الممكن التعرّفُ عليها من خلال الاعتماد على بداهةِ الإنسان، وما هو متداولٌ بين الناس من العلوم قد يكونُ بديهياً حتى لو كان مشهوراً. مبدأ البُرهان: هو ما يراهُ ابنُ رُشدٍ مُقدمةً للمعارف غير المعروفة، فإنّ أي قضيةٍ علميّةٍ يتم الحديثُ عنها يجب الاستنادُ لبرهانٍ يؤدي إلى توضيح صحتها، حتى ولو كان ذلك البرهانُ بسيطاً. مبدأ الفرضيات: هو عبارةٌ عن المبدأ الذي يهتمُ بوضعِ الفرضيات المُرتبطة بالعلوم، والتي يعرفها ابنُ رُشدٍ بأنها أوضاعٌ مُتناقضة تستخدمُ في دراسةِ موضوعٍ علميّ، وقد تكونُ هذه الفرضيات صحيحة، أو خاطئة. أقسام العلم عند ابن رُشد العلوم النظرية: هي العلوم التي تدرس الموجودات النظريّة الخاصة بِكُلِ علمٍ من العلوم بناءً على رأي ابن رشد، والذي صنفها إلى قسمين، وهما: العلوم الكلية، والعلوم الجُزئية. العلوم العملية: هي العلوم القابلة للتطبيق، والتي تعتمدُ على العلوم النظريّة في التعرفِ على الطُرقِ المُناسبة لتطبيقها بشكلٍ عملي. العلوم المنطقية: هي العلوم التي تعتمدُ على استخدام المنطق، وأدواته في تطبيقها، مثل: الشرح، والاستقراء، والاستنباط، وغيرها من الأدوات المنطقيّة الأخرى.
معلومات أقل
قضى الله أن يَحمل الدينُ الخاتم الإسلامُ للبشرية كلَّ ما ييسِّر لها مهمة الحياة على الأرض، طريقًا إلى حياة أخرى يرتبط نعيمها بعمل الإنسان في حياته الأولى، ولَمَّا كان للعلم أثره في حياة الناس من حيث إنه وسيلة لكشف أسرار الكون، وطريق إلى تنوير الحياة وترقيتها، ومن حيث إنه غذاء للعقل الذي ميز الله به الإنسان وطريق من أهم طرق الوصول إلى الله سبحانه [1] ، قلت: لَمَّا كان للعلم هذا الأثر حفل الإسلام في نصوصه بالحثِّ على العلم وبيان قدره تشجيعًا على تعلمه وتعليمه وتطبيقه، كما اهتمَّ الإسلام بمناهج التفكير، وبيان الروافد التي ترفد الإنسان بالمعرفة. وحسْبنا في مجال دعوة الإسلام إلى العلم أن نراجع المواد اللُّغوية للجذور ( قرأ - علم - فكر - ذكر - عقل) وما في معناها من فقه - نظر، وغيرها في معجم ألفاظ القرآن الكريم لنفهم حقيقةَ هذه الدعوة، وعلينا كذلك للغرض ذاته أن نراجع أبواب العلم في كتب الصحاح. ونذكِّر هنا بقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقوله: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، ونذكِّر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((العلماء ورثة الأنبياء)) [2] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الكلمةُ الحِكمةُ ضالَّة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحقُّ بها)) [3].
وعندما نرجع إلى الروايات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) نجد العديد منها التي تعبّر عن العمل بصيغٍ مختلفة عن قيمته وعن قيمة العامل وعن مكانة العمل عند الله عزّ وجلّ، ومن أمثلة تلك الروايات نورد ما يلي منها كنماذج: عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (طلب الحلال جهاد) عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج في الهاجرة ـ الحر ـ في الحاجة قد كفاها يريد أن يراه الله يتعب نفسه في طلب الحلال). أهمية العلم و العمل في الإسلام | المرسال. عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (إن ظننت أو بلغك أنّ هذا الأمر كائن في غدٍ فلا تدعنّ الرزق، وإن استطعت أن لا تكون كلاّ ـ عالة على غيرك ـ فافعل). عن أبي عبد الله (عليه السلام):(غنى يحجزك عن الظلم، خيرٌ من فقرٍ يحملك على الإثم). عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إنّي أجدني أمقت الرجل متعذر المكاسب فيستلقي على قفاه ويقول (أللهم ارزقني) ويدع أن ينتشر في الأرض ويلتمس من فضل الله، فالذرة تخرج من حجرها تلتمس رزقها). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدّينا فرائض ربّنا).
أما الضوابط الشرعية فلا تتم إلا إذا كان العمل والشغل في إطار الحلال، وذلك لا يتم إلا باجتناب الحرام في أداء العمل، وفي نوعية العمل، فلا حلال في العمل مع الغش والخيانة والخديعة، ولا حلال في الشغل مع الرشوة والمحسوبية، ولا حلال في الشغل مع الربا والخمور وغيرها من المحرمات المادية والمعنوية. أما الحقوق المرعية فإن الإسلام لا يفرض على المسلم في كل مجال الحياة حقوقا من طرف واحد، بل كل ما هو حق لك فهو الواجب على غيرك، وكل واجب على غيرك فهو حق لك، فحقوق العمال هي واجبات أرباب العمل، وحقوق أرباب العمل هي واجبات العمال. أهمية العمل في الإسلام فيكفي أن نعلم أن الإسلام قد سبق إلى الدعوة للعمل المثمر البناء كل النظم والهيئات، على اختلاف ألوانها ومشاربها؛ فهو لا ينادى بيوم واحد عيدا للعمال يطالبون فيه بحقوقهم ويجوبون فيه الشوارع والساحات، بل عيد العمال في الإسلام لا ينتهي بيوم أو أسبوع، لأنه جعل السنة كلها عيدا لهم، يكرمهم ويمجدهم، ويفرض لهم حقوقا تكريما لهم، كما يفرض عليهم واجبات أيضا تكريما لهم؛ فالعمال هم لبنات المجتمع، والبناء الشاهق لا يصلح إلا بلبنات صالحة، والله تعالى يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.