— سفر الحوالي، المسلمون والحضارة الغربية. العقد الاجتماعي والتوحيد:- وتعتبر دولة يثرب "المدينة المنورة" بمثابة دولة العرب الأولى الأم، حيث يُعدُّ ميثاقها الإطار المؤسِّس والمدشِّن والمؤذن بولادة الأمة على قاعدة الوطنية والإيمان. وكان الهدف من هذا الميثاق (العقد الاجتماعي الجديد)؛ صهر الجميع ضمن بوتقة واحدة تذوب فيها الفوارق القبلية والدينية (المسلمون واليهود) من الجوانب الاجتماعية والقانونية، كما جاء الميثاق ليُرسي برنامجاً سياسياً لمواجهة مستجدات السَّاعة. وتعتبر الوثيقة تجسيداً لنهج توحيد الله، فالقبائل العربية التي كانت متشظية اجتماعياً ودينياً بعبادة كل منها لأله مختلف؛ باتت بعد صدور الوثيقة موحدة دينياً واجتماعياً وسياسياً. ويقول الدكتور برهان زريق في هذا الصدد: " وفي نظرنا؛ فالأسلوب الذي اتبعه محمد صلى الله عليه وسلَّم في إصدار الميثاق السياسي هو الأسلوب نفسه المُتَّبَع في الميثاق الأعظم الإيماني، فهُنا وهنالك-مع الاختلاف في الطَّبيعة والجوهر لا في الشَّكل والمظهر-كانت مبادرةً من محمد صلى الله عليه وسلم إلى النَّاس الأولى إيمانية روحية، والأخرى برنامج ومشروع سياسي "الصحيفة". الخلاصة:- لقد أرست صحيفة المدينة صرحاً شامخاً لحقوق الإنسان الأساسية وحريَّاته العامة، وهي بذلك تعتبر أول إعلانٍ-على صعيد التاريخ البشري- لحقوق الإنسان-ولم يقتصر على تناول الحقوق المدنية والطبيعية، بل تعدَّاه إلى تقرير الحقوق الاجتماعية من قبيل كفالة الفقراء وفِداء الأسرى.
وعموم القول فان العقد الاجتماعي برأي روسو هو اداة ارادية تنازل به الافراد عن حريتهم الطبيعية واذابوا ارادتهم الفردية في ارادة عامة مشتركة, وهذه الارادة العامة هي السلطة صاحبة السيادة ، ووالسيادة التي تتكون من هذا التعاقد يكون لكل فرد نصيب فيها مساوي لنصيب الاخر وهذا الجزء الذي يخصه من السيادة لا يمكن انتزاعه منه وتتولى السلطة صاحبه السيادة حماية هذه الحقوق, والسيادة لا تتجزأ ولا توكل ولا تنتقل ولا يتصرف بها و تقبل التفويض او الانابة لان السيادة ليست جزءا من العقد بل هي وكيلة تابعة للارادة العامة (*)وانها لا تستطيع ابد االتنازل عن ذاتها ، وان السلطة يمكن ان تنقل اما الارادة فلا. كان روسو يحلم بجمهورية شعبيبة او هيئة سياسية يطلق عليها اعضاؤها اسم دولة يستطيع كل فرد فيها ان يشعر بانها جمهوريته, ودولة يشعر كل فر د بأنه عضو مساهم فيها.
يعد كتاب «العقد الاجتماعي» للفيلسوف الكبير جان جاك روسو أحد أهم الأسفار الفكرية التي كُتبت في عصر النهضة والتنوير في الغرب، فبعد سقوط الشرعية الدينية كأساس للحكم في أوروبا، أصبح من الضروري البحث عن شرعية بديلة يقوم عليها الحُكم السياسي وتتحدد على أساسها مسئوليات الحاكم والمحكوم، والواجبات والحقوق المترتبة على كل منهم. لذلك ظهر العديد من المفكرين والفلاسفة الذين عملوا على إيجاد ميثاق شرعي جديد يحكم العلاقة بين الطرفين، وكان من بين هؤلاء المفكرين الذين سعوا لإيجاد هذا الميثاق جان جاك روسو الذي طرح فكرة العقد الاجتماعي إلى جانب مجموعة أخرى من المفكرين التنويريين أمثال توماس هوبز وجون لوك. هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
وصف هوبز الحياة في الطبيعة بأنها مُنعزلة، فقيرة، سيئة، وحشية، وقصيرة، ويصفها لوك بأنها المكان الذي يُمكن أن يكون فيه كل شخص قاضيًا ومتهمًا في نِزاعاته الخاصة؛ مما يعني أن يقرر شخصيًا متى تعرَّض للظلم وكيفية معاقبة الجاني، ومن الواضح أن هذا قد يخرج عن نطاق السيطرة. تاريخيًا ربما لم نكن في حالة الطبيعة أبدًا، لكن "مُنظري العقد الاجتماعي" يستخدمون هذه الفكرة لشرح لماذا قواعد المجتمع والعقد مرغوبة، إنها تُتيح لنا العيش بسلام مع التأكيد أنه لا يمكن لأحد أن يؤذينا ببساطة أو يأخذ ممتلكاتنا دون عواقب، ويقول منظرو العقد الاجتماعي: أن مُعظم الناس سوف تُبرِم بحرية عقدًا لتأمين هذه الفوائد. على الرغم من ذلك فإن العقد له بعض التكاليف؛ فللحصول على مزايا المجتمع المُنظم يوافق الجميع على التخلي عن بعض الفوائد التي حصلوا عليها في حالة الطبيعة، يقول هوبز: إنه يجب علينا التخلي عن "حق الطبيعة" أو القدرة على الحكم بأنفسنا على أنفسنا، ويقول لوك: إننا يجب أن نتخلَّى عن الحق في أن نكون قُضاة ومدَّعين في نزاعاتنا. لنفترض أن الناس يتعاقدون من أجل المنفعة المتبادلة لتشكيل مجتمع ما؛ فما هي تفاصيل هذا العقد؟ 2- اتفاقية تشكيل الحكومة.
عدم إبطالها بالمنّ والأذى، فقد قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) ، [١١] فالمنّة الحقيقية من الله عليه بأن خلّصه من الشحّ والبخل وأكرمه بالثواب والأجر. كَوْن الصدقة من الكسب الطيب الحلال، فإنّ ذلك سببٌ لقبول الصدقة منه، ونماء أجرها وثوابها عند الله سبحانه. تحرّي المحتاجين، وعدم إعطائها لمن لا يعرفه، حيث إنّ الزكاة الواجبة لا تصحّ أن تُعطى إلا لمستحقّيها. تقديم ذوي الرحم إن كانوا من أهل الحاجة على غيرهم. تقديم المال الجيد والأفضل للصدقة، وعدم تقديم الخبيث أو الرديء، وإن قدّم ما يحبّه كان له الأجر الأعظم. استشعار نِعم الله -عزّ وجلّ- على المتصدق؛ فقد أغناه الله -عز وجل- عن صدقة غيره عليه، وجعله هو المعطي وهو صاحب اليد العليا. أنواع الصدقة الجارية للميت - موضوع. إخراج الصدقة عن طيب نفسٍ منه، فلا يكون مكرهاً على إخراجها. المنّ والأذى في الصدقة ذمّ الله -عزّ وجلّ- في كتابه المنفقين المانّين المرائين، والمانّ بصدقته هو الذي يعطي غيره ثمّ يقول له: ألا تذكر يوم أعطيتك كذا وكذا وأحسنت إليك، والأذى للفقير يكون بالقول، فيجرح مشاعره، ويكون بالفعل كأن يضربه مثلاً، حيث إنّ المال مال الله تعالى، وللفقير فضلٌ على الغني، وقد وردت الآيات والأحاديث بالنهي عن المنّ في الصدقة، أمّا مجرد إحساس المتصدق بأنّه أحسن إلى فلان، وأنّه أعلى منه، أو أنّه قام بذلك ليقال عنه أنّه فعله دون أن يظهر ذلك على تصرفاته، فلا شيء في ذلك؛ فالله تجاوز عن أمّته ما حدّثت به أنفسهم.
أفضل الصدقات الجارية أفضل الصدقات الجارية.. ندبت الشريعة الإسلاميّة المسلمين لبَذل صدقاتهم في سبيل الله، وإنفاق أموالهم على الفقراء، والمحتاجين؛ فالصدقة الجارية سُنّة ثابتة في كتاب الله، وسُنّة نبيّه الكريم، وقد رغّبت الشريعة الإسلامية في الصدقات الجارية باعتبار بقاء ثوابها بعد ممات الإنسان، كما رغّبت في الصدقات العاجلة، كإطعام الفقراء، والمساكين. الصدقات التي يبذلُها الإنسان هي التي تبقى وتدوم، أمّا ما ينتفع به الإنسان لنفسه في الدنيا فهو الذي ينفد، قال -تعالى-: «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». أنواع من الصدقة الجارية. ورغّبت الشريعة الإسلامية في الصدقات الجارية باعتبار بقاء ثوابها بعد ممات الإنسان، كما رغّبت في الصدقات العاجلة، كإطعام الفقراء، والمساكين؛ فالصدقات التي يبذلُها الإنسان هي التي تبقى وتدوم، أمّا ما ينتفع به الإنسان لنفسه في الدنيا فهو الذي ينفد، قال -تعالى-: «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». وورد في السنّة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: «أنهم ذَبَحُوا شاةً فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما بَقِيَ منها ؟ قلْتُ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها، قال: بَقِيَ كلُّها غيرُ كَتِفِها».
وقد تكون بالمال وبغيره من جميع أنواع البر، فقد ورد عن النبيِّ ﷺ أنه قال: "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ" أخرجه البخاري. ما هى الصدقة الجارية أما الصدقة الجارية، فهي لفظة مخصوصة حملها الفقهاء علىٰ الوقف، والوقف هو: حبس الأصل والتصدق بالمنفعة، أي: بقاء أصل المال كما هو، والتصدق بالربح الناتج عن ذلك المال على الفقراء والمساكين، وصرفه في جميع وجوه الخير، ابتغاء مرضات الله. وبناءً على ذلك: فالصدقة غير الجارية هي أي مال يُعطىٰ للفقير لينتفع به فقط دون حبس الأصل كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء. ما هي الصدقة الجارية؟ وما الذي يصل الميت من أعمال الحي؟ - الإسلام سؤال وجواب. وأما الصدقة الجارية، فهي ما يُحبس فيها أصلُ المال، كبناء المساجد والمستشفيات، أو كوقف بعض الأنشطة التجارية، وصرف ربحها علىٰ الفقراء والمحتاجين، وغير ذلك من وجوه الخير. أشكال الصدقة الجارية لكن ثواب الصدقة الجارية مما ينفع المسلم أكثر من الصدقة العادية؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" أخرجه مسلم.
دروب الخير كثيرة جداً، والصدقات الجارية باب واسع لا يمكن حصره في شكل واحد وأسلوب واحد، والتطور الذي يجتاح المجتمع يتطلب التفكير في أوقاف متطورة، تخدم المجتمع، وتساعد فئات كثيرة تحتاج بشدة إلى المساعدة بأشكال متعددة، لايعني ذلك أبداً عدم بناء المساجد في مناطق جديدة ذات كثافة سكانية، بل يعني ذلك البحث عن أوقاف أخرى بعد أن اكتفت مناطق كثيرة من المساجد التي يحتاجها الناس، وتالياً فإن كل مسجد جديد بالتأكيد سيبقى جديداً من دون مصلين، بعد أن زاد العرض على الطلب. القطاع الصحي مثلاً، ألا يدعو أهل الخير إلى التفكير فيه؟ أليست أجهزة التنفس التي تواجه معظم مستشفياتنا نقصاً واضحاً فيها مشروع صدقة جارية؟ أليس بناء مركز للتبرع بالدم، وكذلك شراء حافلة التبرع صدقة جارية؟ إنشاء مركز متخصص للأمراض التي يعانيها سكان الدولة أليس صدقة جارية؟ وكذلك قطاع التعليم، والإسكان، وأمور أخرى كثيرة، جميعها يمكن أن تدخل ضمن الصدقات الجارية، وليس شرطاً أن تكون هذه الأمور هي مسؤولية الدولة، فمن يرد الخير يفعله في كل المجالات، وإلا لن تعجز الدولة أيضاً عن تشييد المساجد. twitter@samialreyami لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.
أيُّ الصَّدَقةِ أفضلُ؟ قالَ: «جُهْدُ المقلِّ، وابدَأْ بمَنْ تعولُ».
دعاء الولد الصالح لوالديه إن تربية الأبناء على النشأة الصالحة من ضمن الأمور الهامة في الحياة الدنيا، وكذلك في الآخرة بعد موت الوالدين، حيث يجب على الوالدين حسن تأديب الأطفال وتربيتهم على الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، لذلك فإن هؤلاء الأبناء يدعون لوالديهما بعد الموت ويقدمون الصدقات على روحيهما وكذلك توزيع الصدقة عليهما. الجهاد في سبيل الله إنها من أفضل الحسنات في حياة الإنسان، وهي من الصدقة الجارية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رِباطُ يَومٍ ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِن صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإنْ ماتَ جَرَى عليه عَمَلُهُ الذي كانَ يَعْمَلُهُ، وأُجْرِيَ عليه رِزْقُهُ، وأَمِنَ الفَتّانَ. بناء المساجد وعمارتها من ضمن الصدقات الجارية بناء المساجد وفرشها، وإصلاحها وتعميرها بالفراش وغيرها من الاحتياجات الأخرى، فهي تعتبر صدقة جارية، وذلك لأن المسلمين ينتفعون بها تماماً في كل صلاة، لذلك فإن بناء المساجد من ضمن الصدقة الجارية التي تبقى في قبر الشخص المسلم الذي بنى هذا المسجد وقام بفراشته وإعماره ليكون منفعة للإسلام والمسلمين. ومن ضمن عمارة المسجد وضع المصاحف في المساجد للقراءة فيها وكذلك كتيبات أو كتب للعلماء والفقهاء من أجل الانتفاع بها وقراءتها.