مسألة قراءة القرآن للحائض مما اختلف فيه أهل العلم، فجمهور الفقهاء على حرمة قراءة الحائض للقرآن حال الحيض حتى تطهر، ولا يستثنى من ذلك إلا ما كان على سبيل الذّكر والدّعاء ولم يقصد به التلاوة كقول: بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا آتنا في الدنيا حسنة … الخ مما ورد في القرآن وهو من عموم الذكر. وذهب بعض أهل العلم إلى جواز قراءة الحائض للقرآن وهو مذهب مالك، ورواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية ورجحه الشوكاني. يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة ـ رحمه الله ـ يجوز لك أن تقرئي القرآن، ودم الحيض نازل عليك فعند السادة المالكية يجوز ل لحائض قراءة القرآن حال نزول الدم. تحريم قراءة القرآن للجنب . – لطائف الحديث. أما بعد انقطاعه فإنه لا يجوز لها القراءة قبل أن تغتسل، لأنها صارت متمكنة من الاغتسال، فلا تحل لها القراءة قبله. وعند الحنفية يحرم على الحائض قراءة القرآن إلا إذا كانت معلمة، فإنه يجوز لها أن تلقن تلميذاتها كلمة كلمة. بحيث تفصل بينهما، كذلك يجوز لها أن تفتتح أمرًا من الأمور ذات البال بالتسمية، وأن تقرأ الآية القصيرة بقصد الدعاء، أو الثناء على الله. أما الشافعية فيقولون: يحرم على الحائض قراءة القرآن ولو حرفًا واحدًا إن قصدت تلاوته أما إذا قصدت الذكر مثل أن تقول عند الأكل "بسم الله الرحمن الرحيم" أو جري لسانها بالقرآن من غير قصد لتلاوته فلا يحرم.
انتهى كلام الشيخ – رحمه الله – في شرحه للحديث على البلوغ. ( 1) – مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 1/152-153). شارك المقال:
للحائض والجنب في الشريعة أحكام خاصة، من ذلك ما يتعلق بمرور الحائض والجنب في المسجد، وللعلماء في هذه المسألة عدة أقوال تدور بين الجواز والمنع والتفريق بين المرور والمكث. ومما اختلفوا في تجويزه ومنعه للجنب والحائض: مس المصحف وقراءة القرآن. وكذا اختلفوا في أقل الحيض وأكثره وكذا الطهر. دخول المسجد للجنب والحائض بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً، وبعد: قال المصنف رحمه الله: [ الباب الثالث في أحكام هذين الحدثين، أعني: الجنابة والحيض. قراءة القرآن الكريم للجنب. أما أحكام الحدث الذي هو الجنابة ففيه ثلاث مسائل: المسألة الأولى:] دخول المسجد، حكم دخول المسجد: أقوال العلماء في دخول المسجد للجنب قال رحمه الله: [ اختلف العلماء في دخول المسجد للجنب على ثلاثة أقوال: فقوم منعوا ذلك بالإطلاق وهو مذهب مالك وأصحابه]، أي: قالوا: لا يجوز له أن يدخل المسجد ولا أن يمر. [وقوم منعوا ذلك إلا لعابر فيه لا مقيم] يعني: لا يجوز للذي يجلس، وأما لو كان للمسجد بابان فدخل من أحدهما وخرج من الآخر فلا مانع، [ ومنهم الشافعي] و أحمد.
وعند الحنابلة يباح للحائض أن تقرأ ما دون الآية القصيرة، أو قدره من الآية الطويلة ولها أن تأتي بذكر يوافق لفظ القرآن، كقولها عند ركوب الدابة أو السيارة "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين". وعلى هذا فمن كل ما تقدم يتبين جواز إلقاء الدروس الدينية بآياتها القرآنية ممن نزلت عليها الحيضة، لكن عليها إذا انقطعت حيضتها أن تبادر بالاغتسال، فقد صارت متمكنة منه، فلا عذر لها بعد ذلك. هل يجوز قراءة القران للجنب. يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله-: اختلف العلماء رحمة الله عليهم في قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم: فذهب جماعة من أهل العلم إلى تحريم ذلك وألحقوهما بالجنب، وقالوا: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنب لا يقرأ القرآن، لأن الجنابة حدث أكبر، والحيض مثل ذلك، والنفاس مثل ذلك فقالوا: لا تقرأ الحائض ولا النفساء حتى تطهرا، واحتجوا أيضا بحديث رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن. وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول أياما كثيرة فلا يصح قياسهما على الجنب؛ لأن مدته قصيرة؛ لأن في إمكانه إذا فرغ من حاجته أن يغتسل ويقرأ ، أما الحائض والنفساء فليس في إمكانها ذلك ، وقالوا في الحديث السابق الذي احتج به المانعون إنه حديث ضعيف ، ضعفه أهل العلم لكونه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة ، وهذا القول هو الصواب.
وقال الجمهور: قوله هذا لا يقال: إنه من جهة الرأي وإنما تلقاه من الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب علينا العمل به. قراءة القرآن للحائض أما الحائض فخرج من الجمهور مالك ، وقال: للحائض أن تقرأ القرآن قليلاً أو بعضاً من القرآن في بعض أيامها للحاجة، وذلك أن أيام الحيض تطول وتتكرر، والمرأة تحتاج إلى أن تعاود كتاب الله وإلى أن تتعلمه فيجوز لها القراءة. الراجح في قراءة الحائض القرآن أحكام الدماء الخارجة من الرحم قال: [ وأما أحكام الدماء الخارجة من الرحم: فالكلام المحيط بأصولها ينحصر في ثلاثة أبواب: أولا: معرفة أنواع الدماء الخارجة من الرحم] وهي ثلاثة: دم الحيض ودم الاستحاضة ودم النفاس. حكم مس وقراءة القرآن للجنب والحائض والنفساء – زهرة. [والثاني: معرفة العلامات التي تدل على انتقال الطهر إلى الحيض، والحيض إلى الطهر أو الاستحاضة، والاستحاضة أيضاً إلى الطهر. والثالث: معرفة أحكام الحيض والاستحاضة أعني: موانعهما وموجباتهما] أي امتناعها عن الصلاة والصوم وأن يأتيها زوجها.. إلى غير ذلك. [ ونحن نذكر في كل باب من هذه الأبواب الثلاثة من المسائل ما يجري مجرى القواعد والأصول لجميع ما في هذا الباب على ما قصدنا إليه مما اتفقوا عليه واختلفوا فيه]. أنواع الدماء الخارجة من الرحم [الباب الأول: أنواع الدماء الخارجة من الرحم: اتفق العلماء على أن الدماء التي تخرج من الرحم ثلاثة: دم الحيض: وهو الخارج على جهة الصحة]، أي: الخارج من قعر الرحم على جهة الصحة.
فهذا الوجه الخامس يظهر من تأمل المتن، فيكون المتن بهذا المعنى منكرًا، لا يليق أن يقع من أسماء -رضي الله عنها- وهي المرأة الصالحة المعروفة بالخير، وهي زوجة الزبير الذي هو من أغير الناس في دين الله، وأبوها الصديق أكمل المؤمنين إيمانًا، وأفضلهم بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فإن الصديق هو أفضل الصحابة، وهو إمامهم بعد الأنبياء، فكيف يليق بهذه البنت الكريمة الصالحة، بنت الصديق، وزوجة الزبير أن تدخل على النبي ﷺ في ثياب رقيقة ترى من ورائها عورتها، فيعرض عنها النبي ﷺ ويقول لها كذا وكذا، هذا فيما نعتقد غير واقع، وإنما هو مكذوب باطل.
انتهى. والله أعلم.
السؤال: سمعنا من بعض الإخوة: أن سماحتكم رد حديث أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- من خمسة وجوه، والذي نعرفه، نرجو من سماحتكم بيان تلك الوجوه الخمسة؟ الجواب: نعم، روى أبو داود عن عائشة -رضي الله عنها- أن أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة -رضي الله تعالى عنهما جميعًا- وهي الكبرى دخلت على النبي ﷺ وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها النبي ﷺ وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها غير هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه احتج بعض الناس بهذا الحديث على جواز كشف المرأة لوجهها ويديها، وقال: إن هذا حديث أسماء يدل على ذلك، وأن الوجه ليس بعورة، وأنه لا مانع من كشف المرأة للرجال، وتعلقوا بهذا الحديث. وأجاب عنه العلماء بأنه ضعيف، لا يصح أن يتعلق به، ولا يصح أن يحتج به، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كنا قبل الحجاب) يعني قالت ما معناه: أنهن قبل الحجاب كن يكشفن وجوههن، فلما نزل الحجاب؛ خمرن وجوههن، وكان هذا في غزوة الإفك، لما سمعت صفوان بن المعطل يسترجع، قالت: فلما سمعت صوته؛ خمرت وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب، تشير إلى قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].