في هذا المشهد تجلى لنا حجم يقين سيدنا يونس – عليه السلام – بالله، فيقينه لا حدود له، فرد عليه سبحانه: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ" (سورة البقرة – الآية رقم 88). لم يختص الله سيدنا يونس بهذه الاستجابة، بل جعل للمؤمنين نصيبًا منها، فمن ضاق به الحال، وانقطعت عن الأسباب، فليفر إلى ذكر ذا النون، ويلزمه حتى بفك الله كربه، ويغيثه كما أغاث سيدنا يونس. اليقين بالله يصنع المعجزات يقينك أيها المسلم، وأيتها المسلمة بقدرة الله، يصنع لك المعجزات، ويحقق لك الأشياء المستحيلة التي يئست منها، فها هي قصة سيدنا زكريا التي دائمًا ما تحي في نفوسنا الأمل من جديد. فحينما وصل سيدنا زكريا إلى مرحلة الضعف، والوهن، وأمتلئ شعر رأسه بالشيب، لم تكبل تلك الأسباب سيدنا زكريا عن الدعاء. اليقين باستجابة الدعاء اليقين في الدعاء - دعاء مستجاب. بل ظل يدعو الله – سبحانه وتعالى – بأن يرزقه الولد الذي حلم به طويلًا، وتلك القصة تحثنا على أن ندعو الله بغض النظر عن المعطيات، فالله لا يحتاج إلى أسباب ليعطينا، بل هو مسبب الأسباب، وخالقها. فقد كانت زوجته عاقرًا، لا تلد، وقد بلغ من العمر أرذله، ولكنه دعا الله، فما كان من الله إلا أن يعامله هو باليقين كما عامله.
هناك عدة دراسات أثبتت من خلال علم النفس وعلوم الطاقة والجذب أن ما يفكر فيه الانسان طول الوقت يجذبه من خلال ذبذبات ترسل عبر الكون تجذب لك عزيزي القارئ ما تفكر فيه سواء سعادة أو شقاء رغبة أو نفوراً، حباً أو كرهاً... فهل يوجد هنا تشابه بين الدعاء واليقين بالله (وهو سؤال ديني) وبين قانون الطاقة وعلم النفس؟؟؟ بكل بساطة نعم والتأكيد والإثبات عليها موجود في كتاب الله عز وجل. قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون". رب الكون لم يعطنا اختيارات في النتائج، الاجابة واضحة وصريحة سيستجيب... نلاحظ هنا معنى اليقين يتضح وبسهولة أي أن الاستجابة متوقفة علينا نحن من ندعوا... اليقين بالله في اسجابة الدعاء. هل فعلا ندعوا بكل يقين وإخلاص نية بأن الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب أم أنه يوسوس لنا الشيطان في أنفسنا فتهتز ثقتنا بالله تعالى ونظل نسأل عن الأسباب وتيسير الأمور وازاي وكيف سوف يحدث هذا وأنه من المستحيل أو الصعب الوصول ونظل نسأل أنفسنا عن الأسباب ونسينا أننا نطلب من مسبب الأسباب صاحب مفاتيح الكون كله. نلاحظ هنا العلاقة القوية بين اليقين بالله وقانون الجذب والطاقة حيث إنه عندما تفكر بكل حواسك وتركز في شيء ما وتعطيه كل طاقتك طبيعي جدا أن يتم تسخير الكون لك ويأتي لك هذا الشيء سواء كان طلباً أو مسألة أو احتياجاً..... فهل نستطيع أن نقول من خلال الوصول إلى هذه النقطة إننا السبب في عدم الاستجابة أم لا وأيضا يعتبر مفهوم علم النفس والطاقة واليقين بالله هما وجهان لعملة واحدة وايضا الوصول بأن كل رغباتك وتساؤلاتك كإنسان واحتياجاتك موجودة بين يدي الله سبحانه وتعالى عليك مجرد تركيز كل حواسك والدعاء بيقين أنه سيستجيب، طبعا بعد بذل ما عليك من جهد وعمل والتوفيق من عنده حيث إن الله لا يخذل من أحسن الظن به.
ذات صلة ما معنى اليقين ما هو اليقين تعريف اليقين بالله معنى اليقين لغةً لفظ اليقين له عدةُ معانٍ في اللغة، منها ما يأتي: [١] الاستقرار، ومنه يُقال: يقن الماء في البركة؛ أي استقر فيها. العلم الجازم الذي لا يشوبه شك ولا تردد، وهو نقيض الشك. معنى اليقين اصطلاحاً يقصد باليقين اصطلاحاً الاعتقاد الجازم المُطابق للواقع الذي لا يزول، ولا يتغير، ولا ينقلب، [١] إذا فاليقين بالله -تعالى- هو الإيمان التّام والجازم به، والاعتقاد الجازم بأنّه يستحقّ العبادة دون سواه، وأنّه خالق كلّ شيء، وله صفات الكمال والجلال والعظمة. شرح دعاء "اللهم إني أسألك اليقين والعفو و العافية في الدنيا والآخرة" - الكلم الطيب. مراتب اليقين إن لليقين منزلةً عظيمةً في إيمان العبد وقربه إلى الله -عز وجل-، وتندرج في ثلاث مراتب، وهي: [٢] علم اليقين وهي العلوم التي نعرفها من الأدلة والبراهين والأخبار الصادقة عن الله وخبر رسوله الكريم؛ كالإيمان الجازم بالجنة ونعيمها، والنار وعذابها، والحساب والآخرة، قال -تعالى-: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ). [٣] عين اليقين وهي مشاهدة العلوم بالأبصار حقيقة، فلا يحتاج صاحبها دليل لأن المدلول مشاهَداً، كما حصل في طلب سيدنا إبراهيم الخليل -عليه السلام- من ربه أن يريه كيف يحيى الموتى، فأراه الله -تعالى- ذلك.
وهوان المصيبة ، والتحلي بالصبر تجاهها: يتفاوت على حسب تفاوت اليقين في القلوب ، فأعظم الناس صبرا ، هو أعظمهم يقينا ، وكلما ترقى العبد في مراتب اليقين ترقى في مراتب الصبر ، كما قال تعالى (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ). 2- راحة النفس وطمأنينة القلب فيما يفوت من حظوظ الدنيا ، ثقة بموعود الله ، ورجاء العوض والخلف منه سبحانه. سر اليقين بالله تعالى .. يعني ايه اليقين بالله؟.. الدكتور عمرو خالد يجيب. 3 – قوة توكلهم على الله واستشعار معيته لهم: قال صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أحدقت بهم الأخطار " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا ". قال سبحانه: ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (40) سورة التوبة. وقال موسى ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) 4- كثرة إنفاقهم في سبيل الله ليقينهم التام بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، وأن الرزق ليس بيد أحد من البشر وإنما هو بيد الله تعالى وحده ، قال سبحانه: ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ).
ومن خلال الوصول إلى هذه النقطة والتعايش معها بكل وجدانك وكيانك وحواسك سوف تصل إلى مرحلة جديدة ومختلفة من حياتك.... بداية جديدة... محتوي مدفوع
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ) ( رواه الترمذي وحسنه بعض العلماء). اليقين بالله في الدعاء المستجاب. فاليقين بالإجابة أثناء الدعاء من آداب الدعاء وشروط الإستجابة فيه ، أما صفته فهو في أصله: عمل قلبي باطني يثمر ولا بد أعمالا ظاهرة على الجوارح. ومعنى ذلك: أن أصل اليقين يبدأ من قلب الإنسان بأن يكون أثناء دعائه مطمئنا أنه يدعو الملك سبحانه الذي بيده خزائن السماوت والأرض ، يده سحاء تنفق آناء الليل وأطراف النهار ، لا يغيض خزائنه العطاء ولا ينقص مما عنده الإنفاق ، غني كريم جواد سبحانه جل في علاه. ثم هو مطمئن أنه يدعو القدير القادر المدبر مالك الملك ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير). ثم هو مطمئن أن سبحانه قريب مجيب سميع الدعاء يحب دعاء الداعين ( وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) فهذه الاعتقادات متى وقرت في قلب العبد صرفته عن التوجه إلى غير الله وجمعت قلبه على الطلب من الله وحده.
واليقين على ثلاثة أوجه ، ذكرها أبو بكر الوراق: يقين خبر ، ويقين دلالة ، ويقين مشاهدة. قال ابن القيم رحمه الله: " يريد بيقين الخبر: سكون القلب إلى خبر المخبِر، وتَوَثُّقُة به. اليقين بالله في الدعاء بعد. وبيقين الدلالة: ما هو فوقه ، وهو أن يقيم له ، مع وثوقه بصدقه: الأدلة الدالة على ما أخبر به ، وهذا كعامة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن ، فإنه سبحانه مع كونه أصدق الصادقين ، يقيم لعباده الأدلة والأمثال والبراهين على صدق أخباره ، فيحصل لهم اليقين من الوجهين: من جهة الخبر ، ومن جهة الدليل. فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة ، وهي يقين المكاشفة ، بحيث يصير المخبَر به لقلوبهم ، كالمرئي لعيونهم ؛ فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب: كنسبة المرئي إلى العين. وهذا أعلى أنواع المكاشفة ، وهي التي أشار إليها عامر بن عبد قيس في قوله: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. وليس هذا من كلام رسول الله ولا من قول علي كما يظنه من لا علم له بالمنقولات " انتهى من "مدارج السالكين" (2/400).
قال أبو نُعَيمٍ في حديثِه: جاء رَجُلٌ أو شَيخٌ مِن أهلِ المدينةِ، فنزَلَ على مسروقٍ فقال: سمِعْتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن لقيَ اللهَ لا يشرِكُ به شيئًا ؛ لم تضُرَّهُ معه خطيئةٌ، ومَن مات وهو يشرِكُ به؛ لم ينفَعْهُ معه حسنةٌ. قال عبدُ اللهِ [بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ]: والصَّوابُ ما قالَه أبو نُعَيمٍ". ويقول الإمام أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي رحمة الله عليه:"الكفر ضد أصل الإيمان، لأن للإيمان أصلاً وفروعاً فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل الإيمان الذي هو ضد الكفر". الإخلاص هو الإيمان وأصل الدين. وبالتالي فأصل الإيمان في كل فعل أو قول أو اعتقاد ينتمي إلى الكفر يكون في حقيقة الأمر هدم لأصل الإيمان. ولذلك فترك الإيمان لا يكون من خلال فعل المحرمات أو المعاصي، ولكن يكون ناتج عن الخروج عن الملة، والكفر بالله عز وجل. وبالتالي نجد أن بشكل عام الإيمان له أصل واضح، فلا يصح أو يتم الإسلام بدونه، ولا يتم الإيمان إلا بتوحيد الله عز وجل، وإتباع سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم. أصل الإيمان عند ابن تيمية يقول ابن تيمية وهو شيخ الإسلام أن أصل الإيمان يتم تعريفه على على هذا النحو:- " إذَا عُرِفَ أَنَّ أَصْلَ الْإِيمَانِ فِي الْقَلْبِ فَاسْمُ "الْإِيمَانِ" تَارَةً يُطْلَقُ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ الْأَقْوَالِ الْقَلْبِيَّةِ وَالْأَعْمَالِ الْقَلْبِيَّةِ مِنْ التَّصْدِيقِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَتَكُونُ الْأَقْوَالُ الظَّاهِرَةُ وَالْأَعْمَالُ لَوَازِمُهُ وَمُوجِبَاتُهُ وَدَلَائِلُهُ، وَتَارَةً عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ وَالْبَدَنِ جُعِلَا لِمُوجَبِ الْإِيمَانِ وَمُقْتَضَاهُ دَاخِلًا فِي مُسَمَّاهُ".
وهذا كُلُّهُ إجْماعٌ من السَّلَفِ وعلماءِ أهل الحديث، وقد حَكَى الشَّافِعِيُّ إجماع الصحابة والتابعين عليه، وحَكَى أبو ثَوْرٍ الإجماع عليه أيضًا". وقد اهتم أئمة الإسلام - قديمًا وحديثًا - بِبَيان بُطْلانِ مذهب مَنْ قال بأن الإيمان قولٌ دون عمل، واهتمّوا بالرَّدّ على أصحاب هذا المذهب وجعلوا لهذه المسألة بابًا خاصًّا في كتب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفاتٍ مستقِلَّة، كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – وغيْرُه؛ فقال - رحمه الله -: "والسلف اشتَدَّ نكيرُهم على المرجئة لمَّا أخرجوا العمل من الإيمان، ولا رَيْبَ أَنَّ قَوْلَهم بتساوِي إيمانِ النَّاسِ مِنْ أَفْحَشِ الخَطَأِ، بَلْ لا يَتَسَاوَى النَّاس في التصديق، ولا في الحب ِّ، ولا في الخشيةِ، ولا في العلم ، بل يَتَفَاضَلُونَ مِنْ وُجُوهٍ كثيرة". وقال رحمه الله: "وقدْ عَدَلَتِ المُرْجِئَةُ في هذا الأصل عَنْ بيانِ الكتاب والسُّنَّة وأقوال الصحابة والتابِعِينَ لهم بإحسانٍ، واعتمدوا على رأْيِهِمْ وعلى ما تَأَوَّلُوهُ بِفَهْمِهِمْ لِلُّغة، وهذا طريق أهل البدع " اهـ. أصل الإيمان وحقيقته وزيادته ونقصانه - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقدِ استدلَّ السَّلَفُ على أنَّ الأعمالَ داخلةٌ في حقيقة الإيمان بأَدِلَّةٍ يَضِيق بها المقام، نشير لبعضها ولِمَنْ أراد الاستزادة فَلْيُرَاجِعْ كتب العقائد كالإيمان لشيخ الإسلام: - قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143] فقد أجمع أهل العلم على أن المراد بإلإيمان في الآية هو الصلاة.