حين أشاهد تلك اللوحة التي كتب عليها باللغة العربية الفصحى عنوان يناقض نفسه؛ بل ربما وكأني به ينزل من عليائه إلى مستوى أقل، بل إلى دلالة لا تنبئ عن الوصف الذي يستحقه وهو (الكتاب المستعمل)، عندها أشعر بالإهانة القصوى للكتاب وهو يمثل لنا أحد أوعية الثقافة والاطلاع. نعم.. أشعر بالإهانة لي كقارئ أولاً وأخيراً، ثم أشعر بها ككاتب لا يملك إلا الصدق والنقاء وحب الوطن دون مزايدة، أو مديح مخجل. بالنسبة لي عجزت عن إيجاد البديل لهذا المسمى الأعوج، ولكي أصل إلى راحة البال قلت لنفسي ذلك البيت الشعبي الجميل والصادق: كلما عدلت واحداً.. يميل الثاني؟ فجأة نبتت فكرة لها صلة بالكتابة، فكرت طويلاً؛ لماذا يطلق على الكتاب هذه التسمية ولا يطلق على رتل من الكتّاب هذا المسمى الذي يليق بهم (الكاتب.. الجاهز)؟ ولأنني أزعم بأنني أملك الإجابة، والتي لا تتجاوز المثل الشعبي الجنوبي الذي مؤداه (فلان لا يرجم ولا يجيب حيود) أي أن هذا الكاتب سيظل مدى الدهر كاتباً رمادي اللون، بل يصل إلى مرحلة الرمادية القصوى (معهم معهم، عليهم عليهم) وأحمد الله أنهم كثر! الكاتب الجاهز لا يكلف كثيراً، ولا يزعج أحداً، رغم أن هذا (الأحد) يرغب الحقيقة التي تمنحه الرؤية وتمنحه التجربة، لكن رغبة البقاء بلا مغامرة، وفكرة (كاف شره وخيره) تمنحه مدداً لصلاحية الاستكتاب.
أما الباعة فيكشفون أن معظم الباحثين عن الكتب المستعملة والقديمة هم في الأساس باحثون جامعيون، فيما كشفوا عن حالات فريدة لقراء يتجولون بين الكتب للبحث عن كل ما هو نادر وفريد، فلا يبحثون عن عناوين بعينها؛ بل عن كنوز خفية في كهوف المكتبة. كيف يحصلون على هذه الكتب؟ قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين سؤالٌ حول كيفية حصول المكتبات على الكتب القديمة، يكشف باعة في حديثهم لـ "الاقتصادية"، أن المكتبات الكبيرة والشهيرة تفسح المساحات ورفوفها للكتب الجديدة، عبر بيع جزء من مخزونها بسعر مخفّض، فيحتفظون بنسخ محدودة من الكتاب القديم، فيما يبيعون بقية النسخ. وليس تلك الوسيلة الوحيدة لاقتناء الكتب القديمة، فجزء كبير من مقتنيات المكتبات الكتاب المستعمل هي من التبرعات، حيث يقوم كثيرون بإهداء أجزاء من مكتباتهم ورفوفهم لتلك المكتبات، فيما يشتري هؤلاء الباعة مكتبات الآخرين بأسعار مخفضة، عبر صفقات هم فيها الرابح الأكبر. ومن أمثلة تلك الصفقات بحسب باعة التقتهم "الاقتصادية"، حينما أجرى ورثة متوفى أخيراً مزاداً في الحراج على مجموعة من الكتب تناهز الألفي كتاب، بيعت بألف ريال، فيما قام آخر ببيع مكتبته بعدما ضاقت به الحال بـ 3 آلاف ريال، حيث كانت تحتوي أكثر من 2500 كتاب.
مديرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تؤكد أن الهدف من تنظيم المهرجان هو تعزيز قيمة الكتاب وأهميته والتشجيع على القراءة. أعلنت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالإمارات تنظيم المهرجان السابع للكتاب المستعمل، خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير/شباط 2020 تحت شعار "اقتنِ كتاباً تُنِر درباً" ضمن فعاليات الشارقة عاصمة عالمية للكتاب. 385 ألف زائر لمعرض "جدة للكتاب".. والروايات الأكثر مبيعا وأكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام المدينة، رئيسة اللجان العليا المنظمة لمهرجان الكتاب المستعمل في الشارقة، حرص المدينة في تنظيم المهرجان منذ عام 2006، بما ينسجم مع النهج الثقافي والمعرفي الذي أسس له ورسخ دعائمهُ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقالت: "مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تهدف من تنظيمها للمهرجان إلى تعزيز قيمة الكتاب وأهميته والتشجيع على القراءة كما تهدف إلى تعزيز قيمة العمل التطوعي وتوفير إيرادات مالية مبتكرة تسهم في دعم البرامج والخدمات التي تقدمها للأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى التوعية بقضاياهم وحقوقهم في جميع المجالات".
من مبادرة تهتم بتدوير المقتنيات المنزلية المستغنى عنها كالأجهزة والأثاث والملابس، بهدف إعادة تدويرها وعرضها بأسعار تناسب ذوي الدخل المحدود، إلى تكوين أكبر تجمع للكتب المستعملة بالسعودية بمحتوى يقارب 200 ألف كتاب، تلك كانت رحلة "المعرض الدائم للكتب المستعملة" بمدينة جدة، الذي تحاكي مجلداته ملامح دهر وأنفاس سنوات مضت، وكتب تناقلتها الأيدي عبر مسافات من الزمن، حيث قيمة المحتوى والكلمات تتحدى قسوة العصر وشيخوخة الشكل. يؤكد القائمون على مبادرة "مواكب الأجر" غير الربحية، وهي الجهة المنفذة لمعرض الكتاب المستعمل أن المعرض يحتوي تنوعاً عريضاً من المؤلفات، ابتداء بكتب الفكر والروايات والقصص وعلوم الدين، وصولاً إلى كتب التراث والتاريخ والأدب والمخطوطات، وانتهاء بالكتب الأكاديمية والدراسية والمجلات، حيث تستقبل المبادرة يومياً مئات الكتب التي تم الاستغناء عنها لأسباب مختلفة، منها بسبب وفاة أصحابها، ومنها كتب ومجلات لم تجد لها صاحباً يتصفحها، وأصبحت عبئاً على المنازل، ومنها كتب تعليمية لم يعد لها مكان في خارطة ملاكها الذين تجاوز المراحل الدراسية. وقالت مديرة مبادرة مواكب الأجر عبير النويصر لـ"العربية نت" إن المعرض الدائم يساهم في نشر المعرفة بأقل التكاليف بشهادة المرتادين الذين عثروا على ضالتهم المعرفية والأدبية في المعرض بأثمان زهيدة، حيث إن 80 بالمائة من هذه الكتب لا يتعدى سعرها 10 ريالات سعودية، مشيرة إلى أن ريع بيع الكتب يذهب إلى 3900 يتيم سعودي ترعاهم جمعية رعاية أيتام محافظة الطائف.
وعدّ القاص محمد علوان إطلاق (مستعمل) على الكتاب إهانة لا تنسجم مع مكانة خير جليس ولا تليق بتاريخه المعرفي والفكري والثقافي، مؤملاً توفير وصف بديل، كالمقروء سابقاً، أو المتداول، أو الجاهز. فيما ينصح المسرحي علي السعيد الباحثين عن الكتب النادرة والمستعملة بعدم إعلام البائع بعنوان الكتاب الذي يبحث عنه، كونه سيدرك أنك بحاجة إليه، ويرفع السعر، ولكن يرى السعيد أن الأفضل التفتيش واختيار ما تريد ثم التفاوض على السعر.
وأوضحت النويصر أن رواد الكتب المستعملة يمثلون جميع شرائح المجتمع نساء، وأطفالا، وشبابا، وكبار سن، سيّما أن عوامل الجذب متنوعة، منها انخفاض السعر، وتعدد مجالات ولغات الكتب، فضلاً عن القيمة "التوثيقية" فهناك الكثير من الهواة والمتذوقين ومحبي جمع التاريخ، ممن يجدون غايتهم في كتب ومجلات، شكلت في يوم من الأيام ذكريات طفولتهم أو ذكريات حقبة تاريخية معينة، وبالتالي معرض الكتب المستعملة فرصة لأصحاب الدخل المحدود كي يسهموا في الخير، واقتناء العلم والمعرفة. ثقافة تنتشر إضافةً إلى المعرض الدائم بمقر المبادرة الكائن بحي الخالدية شمال جدة، والذي يستقبل رواده يومياً من العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً، تنظم المبادرة معارض سنوية للكتاب المستعمل خارج مقرها، وذلك بالقرب من الجامعات وأماكن التجمعات الطلابية والمكتبات العامة، خصوصاً أن التواجد هناك بشكلٍ دائم، مكلف من حيث الإيجارات بحسب عبير النويصر التي قالت إنه يتم بدعم الجهات المانحة، ويمكن تطوير فكرة الكتب المستعملة بحيث تتكرر التجربة في مناطق مختلفة من جدة والمدن الأخرى، لتصبح معالم ثقافية تساهم في تعزيز التنمية البشرية وتحفظ الذاكرة الثقافية وتدعم انتشار القراءة بين الناس.
أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عن إطلاق «جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية»، التي تستهدف تعزيز مكانة اللغة العربية وتقدير جهود العاملين في خدمتها أفرادا ومؤسسات، وتشجيعهم على نهضتها، وتعزيز انتماء أبناء المملكة خصوصا والشعوب العربية عموما إلى هويتهم، وتشجيعهم على المحافظة على سلامة اللغة العربية والاعتناء بها وتطوير طرق استخدامها.
معلومات عن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 1443، اللغة العربية لها أهمية كبرى في كثير من المجالات؛ لذلك نجد الكثيرين من الدول تعمل على إعداد المجامع العربية، ومن بين هذها لمجامع مجمع الملك سلمان، يعتبر من الجهات التي اهتمت باللغة العربية حيث يقدم العديد من الدورات لتأهيل الكفاءات المتميزة ويقدم منحاً تعليمية لمن يرغب في تعلم اللغة العربية، حيث أنه يقدم برامج قصيرة المدى تسمح للمتعلمين بغمر اللغة في سياقها الثقافي بطريقة غامرة في المجتمع والثقافة السعودية، من سياق المحادثة تصبح معلومات عنها بالإضافة إلى شرح مجمع يقدم أهدافه الرئيسية و المشاريع.
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية "جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية"، من أجل تعزيز مكانة اللغة العربيّة وتقدير جهود العاملين في خدمتها أفراداً ومؤسّسات، وتشجيعهم على نهضتها، وتعزيز انتماء أبناء المملكة خصوصاً والشعوب العربية عموماً إلى هويتهم، وتشجيعهم على المحافظة على سلامة اللغة العربية والاعتناء بها وتطوير طرق استخدامها. وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد أعرب الأمين العام المُكلّف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي عن فخر المجمع واعتزازه بإطلاق هذه الجائزة المرموقة، التي تتشرّف بأهدافها وسياقها بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، التي تؤكد الدعم والاهتمام اللذين تحظى بهما اللغة العربية من قيادتنا الرشيدة؛ لما تعكسه من إرثٍ عظيم لهذه الأمة في مختلف المجالات الفكرية والعلمية والدينية. وقال: "تحظى الجائزة بمتابعة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، وتستهدف المؤسسات الحكومية والخاصة، والأفراد المهتمين باللغة العربية، وتشمل 4 فروع هي: تعليم اللغة العربية وتعلمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية".
[7] التبادل الثقافي: زيادة انتشار المحتوى العربي والفنون والإعلام والتبادل الثقافي في العالم لتضمين موقع المملكة العربية السعودية والثقافة العربية في العالم. [7] مجالات المجمع [ عدل] يستهدف المجمع خدمة اللغة العربية في جميع مجالات الحياة، وتنقسم مجالات العمل في المجمع إلى أربعة مجالات رئيسية في أربعة قطاعات، وتندرج تحت كل قطاع من هذه القطاعات مجموعة من الأعمال والمبادرات وهي: [10] التخطيط والسياسة اللغوية [ عدل] هو القطاع الذي يهتم بجميع أعمال التخطيط اللغوي ، والسياسة اللغوية، وإجراء الدراسات الاستشرافية، وبناء الخطط المستقبلية التي تهدف إلى تحسين البيئة اللغوية، وتعزيز المكانة اللغوية. [11] ويسعى القطاع إلى العمل في برامج مختلفة، من أبرزها: ريادة التفكير اللغوي العربي عالميًا. بناء وتفعيل السياسات والمعايير اللغوية. نشر المعرفة اللغوية. [11] الحوسبة اللغوية [ عدل] هو القطاع الذي يهتم بشؤون (الحوسبة اللغوية) والإسهام الفاعل في ربط التقنيات الحديثة باللغة العربية، وبناء التطبيقات والأدوات والبرامج الكفيلة بالمحافظة على العربية في ظل التوسع التقني في اللغات الأخرى، والكفيلة بالاستفادة من التقنيات في خدمة اللغة العربية.
وفي مقدمة الجلسة، ألقى السفير ماجد عبدالفتاح عبدالعزيز كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وجاء فيها: «العروبة رابطة ثقافية، تتأسس في جوهرها على اللسان الواحد، قبل أن تكون طموحاً سياسياً أو إرادة للعمل المشترك على مختلف الأصعدة، ومن دون هذا اللسان، الذي ينطق بالضاد من المحيط إلى الخليج، لم تكن العروبة لتجد مكاناً لها أو معنى يجسدها ويعبر عنها». كما وضح فيها مبادرة «شهر اللغة العربية» التي ستنطلق في 21 فبراير وتستمر حتى 22 مارس 2022. واختتمت الجلسة بكلمة مسجلة لميغيل أنخيل موراتينوس، رحّب فيها بالحضور، وشكر «المجمع» على توجيه الدعوة له للمشاركة، منوهاً بدوره في الاهتمام بها، ومشيراً لأهمية اللغة العربية في التواصل وتبادل الثقافات بين الشعوب.
أحمد أبراهيم صحفي وكاتب مقالات محترف في الاقسام السياسية والفنية خريج كلية الاعلام جامعة طنطا واقوم بدراسة تمهيدي ماجستير اعلام