ذات صلة هل الحجاب فرض لماذا شرع الله الحجاب الحكمة من فرض الله الحجاب ما من أمر يفرضه الله تعالى على عباده إلا يكون به مصلحة لهم في الدنيا والآخرة، وكذلك فقد فرض الله تعالى الحجاب على المرأة لغايات وحكم متعددة، نوجزها فيما يأتي: [١] اتباع أوامر الله -تعالى- وتطبيق أحكامه إنّ الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وامتثال أوامره، وطاعة الله واجبة في كل ما شرع، و إنّ التزام المسلمة بحجابها هو امتثال لأمر الله القائل: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ). [٢] صيانةً للمرأة وحفظًا لها من أذى الفاسقين إنّ الحجاب يحفظ المرأة من أنواع الأذى، قال تعالى: ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) ، [٢] ونجد أن دلالة اللفظ القرآني ( فلا يؤذين) واضحة تمامًا. [٣] طهارة القلوب إنّ التزام المرأة بحجابها؛ أدعى لأن تكون قلوب المؤمنين والمؤمنات طاهرة ومليئة بالتقوى، فقد قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [٤] الحجاب دلالة على مكارم الأخلاق إنّ العفة والحياء من مكارم الأخلاق التي تتحقق بالحجاب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الحَياءُ لا يَأْتي إلَّا بخَيْرٍ).
وفي نهاية استدلالها أكدت عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أنه على المرأة أن تلتزم بجميع الفرائض التي فرضها المولى عز وجل عليها حتى تنال أجرها كاملًا، وأن من صامت والتزمت بالحجاب الشرعي أفضل ممن لم تلتزم بالحجاب.
أما زوجات النبي صلى الله عليه و سلم فلهن حكمٌ خاص فيجب عليهن ستر جميع أبدانهن حتى الوجه و الكفين و هذه الآية الكريمة لا تفيد وجوب تغطية الوجه على المرأة لأن الجلباب ليس هو ما يستر به الوجه بل إنما يستر به الوجه يسمى نقاباً و ما يستر به الرأس و النحر يسمى خماراً و معنى قوله تعالى { ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}، لأن الحرائر أقرب للسلامة من أذى السفهاء إذا تميزن عن الإماء لأن الفساق كانوا يتعرضون للحرائر إن ظنوا أنهن إماء ففي ستر الحرة رأسها و عنقها سلامة من تعرض الفساق لها. اللهم ثبتنا على الحق و مناصرته اللهم اجعلنا من أصحاب القول السديد و زهدنا في الدنيا و رغبنا في الآخرة و تب علينا، ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب و الحمد لله رب العالمين.
ففي الآية الأولى التصريح بوجوب ستر الزينة كلها وعدم إظهار شيء منها أمام الأجانب إلا ما ظهر بغير قصد منهن فلا يؤاخذن عليه إذا بادرن إلى ستره. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: أي: لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، قال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه. تفسير الاية { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } حكم الخمار في الشرع. ثانيا: ( أن لا يكون زينة في نفسه) لقوله تعالى: { { ولا يبدين زينتهن}} فإنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت مزينة تلفت أنظار الرجال إليها ويشهد لذلك قوله تعالى: { { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}} [سورة الأحزاب:33] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا ، وأمة أو عبد أبق فمات ، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم ". أخرجه الحاكم (1/119) وأحمد (6/19) من حديث فضالة بنت عبيد وسنده صحيح وهو في " الأدب المفرد ". ثالثا: ( أن يكون صفيقا لا يشف) فلأن الستر لا يتحقق إلا به ، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة ، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات " زاد في حديث آخر:"لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ".
انتهى. وقد توارد عمل المسلمين قاطبة ، في الأمصار كلها ، وعلى مر الأزمان بالحجاب ، يرونه فريضة شرعية لازمة للمرأة. وتوارد تأكيده على التزام الحجاب الكامل ، بتغطية الوجه والكفين ، عند خوف الفتنة ، مع وجود الخلاف المعتبر في أصل المسألة ؛ دون نظر إلى حال دون حال ، أو شخص دون شخص. قال الإمام أبو المعالي الجويني رحمه الله: " والنظر إلى الوجه والكفين: يحرم عند خوف الفتنة ، إجماعاً. فإن لم يظهر خوف الفتنة: فالجمهور يرفعون التحريم، لقوله تعالى: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور: 31] قال أكثر المفسرين: الوجه والكفان، لأن المعتبر الإفضاء في الصلاة، ولا يلزمهن ستره، فيلحق بما يظهر من الرجال. وذهب العراقيون وغيرهم إلى تحريمه من غير حاجة. قال: وهو قوي عندي، مع اتفاق المسلمين على منع النساء من التبرج والسفور وترك التنقب. يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين رجال صدقوا. ولو جاز النظر إلى وجوههنّ لكُنَّ كالمُرد ، ولأنهنّ حبائل الشيطان، واللائق بمحاسن الشريعة حسم الباب وترك تفصيل الأحوال، كتحريم الخلوة تعمّ الأشخاص والأحوال ، إذا لم تكن محرميّة. وهو حسن " انتهى ، من "نهاية المطلب" (12/31). وقال تلميذه ، أبو حامد الغزالي: ".. لم يزل الرجال على ممر الأزمان مكشوفي الوجوه ، والنساء يخرجن متنقبات " انتهى ، من "إحياء علوم الدين" ( 2/53).
الشيخ صالح الفوزان | معنى قول الله تعالى كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق - YouTube
[تفسير قوله تعالى: (كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق)] قال تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} [القيامة:26] الترقوة هي مكان الحشرجة، مكان نزع الروح من الجسد بين العاتقين والرقبة، والروح تسكن في سائر الجسد، كما قال شيخ الإسلام: وحال الروح مع الجسد كحال الماء مع الإسفنجة، فهي في كل أنحاء الجسد، ينزعها ملك الموت وأعوانه من الساقين إلى الفخذين إلى البطن إلى الصدر حتى تصل إلى التراقي، إلى الحلقوم، عند ذلك الروح تأبى أن تفارق الجسد، أما روح المؤمن فينزعونها في رفق وسهولة، كما تنزل القطرة من في السقاء، أما روح الكافر العاصي المنافق فيضربون الدبر والوجه حتى تخرج؛ لأنها لا تريد الخروج. والأهل يستعدون بالكفن للجسم، والملائكة يستعدون بالكفن للروح، فتخرج الروح وعند ذلك تتعالى الأصوات: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} [القيامة:27] ، أي: هل من أحد يرقيك؟ هل من طبيب معالج؟ استدعوا الطب والعلاج، لكن هيهات هيهات. وفي تفسير آخر أن ملك الموت يسأل الأعوان: من سيرقى بها؟ يعني: من سيحملها إلى السماء؟ قال تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} [القيامة:28] أي: الفراق من الدنيا والإقبال على الآخرة، {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} [القيامة:29] الساقان اللذان كانا يحملان العبد في الدنيا فيسير عليهما متبختراً متكبراً، تلتوي ساق على ساق في آخر أيامه في الدنيا.
قوله تعالى: كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق قوله تعالى: كلا إذا بلغت التراقي كلا ردع وزجر; أي بعيد أن يؤمن الكافر بيوم القيامة; ثم استأنف فقال: إذا بلغت التراقي أي بلغت النفس أو الروح التراقي; فأخبر عما لم يجر له ذكر ، لعلم المخاطب به; كقوله تعالى: حتى توارت بالحجاب وقوله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم وقد تقدم. وقيل: كلا معناه حقا; أي حقا أن المساق إلى [ ص: 101] الله إذا بلغت التراقي أي إذا ارتقت النفس إلى التراقي. وكان ابن عباس يقول: إذا بلغت نفس الكافر التراقي. والتراقي جمع ترقوة وهي العظام المكتنفة لنقرة النحر ، وهو مقدم الحلق من أعلى الصدر ، موضع الحشرجة; قال دريد بن الصمة: ورب عظيمة دافعت عنهم وقد بلغت نفوسهم التراقي وقد يكنى عن الإشفاء على الموت ببلوغ النفس التراقي ، والمقصود تذكيرهم شدة الحال عند نزول الموت. وقيل من راق وظن انه الفراق. قوله تعالى: وقيل من راق اختلف فيه; فقيل: هو من الرقية; عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما. روى سماك عن عكرمة قال: من راق يرقي: أي يشفي. وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس: أي هل من طبيب يشفيه; وقاله أبو قلابة وقتادة; وقال الشاعر: هل للفتى من بنات الدهر من واق أم هل له من حمام الموت من راق وكان هذا على وجه الاستبعاد واليأس; أي من يقدر أن يرقي من الموت.
بتصرّف. ↑ سورة إبراهيم، آية:30 ^ أ ب سورة البقرة، آية:16 ↑ إبراهيم الجرمي (2001)، معجم علوم القرآن (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 28. بتصرّف. ↑ سورة النمل، آية:22 ↑ محمد ابن بلبان (2001)، بغية المستفيد في علم التجويد (الطبعة 1)، بيروت:دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 42، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية:33 ↑ سورة النساء، آية:78 ^ أ ب ت محمد ابن بلبان (2001)، بغية المستفيد في علم التجويد (الطبعة 1)، بيروت:دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 40، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الإنسان، آية:2 ↑ سورة يوسف، آية:11 ↑ سورة الكهف، آية: 95. ↑ سورة البقرة، آية: 271. ↑ عبد الواحد المالقي (1990)، الدر النثير والعذب النمير ، جدة:دار الفنون للطباعة والنشر ، صفحة 54، جزء 2. بتصرّف. ↑ سورة المؤمنون، آية: 29. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القيامة - الآية 27. ↑ سورة المرسلات، آية: 20. ↑ سورة النبأ، آية: 10. ↑ سورة المؤمنون، آية: 112. ↑ سورة المؤمنون، آية:112 ↑ فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن ، القاهرة:دار الإيمان، صفحة 143-145. بتصرّف. ↑ سورة هود، آية:42 ↑ فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن ، القاهرة:دار الإيمان، صفحة 140-143.
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} [ القيامة] { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}: يحدثنا سبحانه عن أحوال المحتضرين حين تبلغ الأرواح إلى حدود الرقاب, والأمر ساعتها لا تنفع فيه كل أسباب الدنيا إذ انقطعت الأسباب فلا طبيب ينقذ من الموت ولا حبيب يفدي من أحب, حينها لا تنفع رقية ولا يفلت عبد من أصابع الموت. إنها لحظات الفراق المؤلمة التي تشتد فيها على الإنسان المصاعب وتبدأ النفس تغادر الجسد الذي ألفته وتستعد للقاء الله ليجازيها عما قدمت. قال تعالى: { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} [ القيامة] قال السعدي في تفسيره: يعظ تعالى عباده بذكر حال المحتضر عند السياق ، وأنه إذا بلغت روحه التراقي، وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر، فحينئذ يشتد الكرب، ويطلب كل وسيلة وسبب، يظن أن يحصل به الشفاء والراحة،{ { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}} أي: من يرقيه من الرقية لأنهم انقطعت آمالهم من الأسباب العادية، فلم يبق إلا الأسباب الإلهية.
⁕ حدثنا أبو هشام، قال: ثنا جعفر بن عون، عن أبي جعفر، عن الربيع مثله، وزاد: ويقال: التفافهما عند الموت. ⁕ حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن يمان، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية قال: الدنيا والآخرة. ⁕ قال: ثنا ابن يمان، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: أمر الدنيا بأمر الآخرة. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ قال: أمر الدنيا بأمر الآخرة. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ قال: الشدّة بالشدّة، ساق الدنيا بساق الآخرة. ⁕ حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: سألت إسماعيل بن أبي خالد، فقال: عمل الدنيا بعمل الآخرة. ⁕ حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سلمة، عن الضحاك، قال: هما الدنيا والآخرة. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ قال: العلماء يقولون فيه قولين: منهم من يقول: ساق الآخرة بساق الدنيا. وقال آخرون: قلّ ميت يموت إلا التفَّت إحدى ساقيه بالأخرى. قال ابن زيد: غير أنَّا لا نشكّ أنها ساق الآخرة، وقرأ: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ قال: لما التفَّت الآخرة بالدنيا، كان المساق إلى الله، قال: وهو أكثر قول من يقول ذلك.