– فلان يده طويلة: هذه كناية لأنه لا يوجد ما يمنع إرادة المعني الحقيقي، فقد يكون الشخص طويل اليد بالفعل، ولكن يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف المعنى الحقيقي وهو انه لص.
أما الكناية: فيمكن أن يراد بها ذلك. إذن: تتميز الكناية عن المجاز بأن الكناية يجوز أن يراد بها المعنى الأصلي، بخلاف المجاز. وقولها: كثير الرماد، يراد به الكرم؛ لأن الكريم يكثر عنده القُصَّاد، والقُصَّاد يحتاجون إلى طعام كثير، والطعام الكثير يحتاج إلى طبخ، والطبخ يحتاج إلى حطب، والحطب يكون رمادًا. الكناية: تعريفها وأنواعها - لغتي. فإذا قيل: فلان كثير الرماد، فهو كناية عن كرمه؛ يعني: يدل على كثرة الضِّيفان، وكثرة الطعام، وكثرة الإيقاد، وهذا كناية عن الكرم. مع أنه يجوز أن يكون المرادُ حقيقةً كثرةَ الرماد. (والثاني): كناية يكون المكنى عنه فيها نسبة، نحو: المجد بين ثوبيه، والكرم تحت ردائه، تريد: نسبة المجد والكرم إليه (1). (1) معلوم أن كون المجد بين ثوبيه ليس هو المعنى، لكن هذا الرجل موصوف بأنه ذو مجد؛ فقوله: "المجد بين ثوبيه" كناية عن قوته وشجاعته. وكذلك "الكرم تحت ردائه" كناية عن كرمه، وتسمى هذه كناية نسبة، وهي كما قال المؤلف، تختلف عن المجاز بأنه قد يراد بها المعنى الحقيقي. لكن لو قال قائل: هل يمكن أن يكون المجد الحقيقي بين جنبيه؟ فالجواب أن نقول: ما دام المجد وصفًا لموصوف، والموصوف بين جنبيه، صح أن يقال: إن المجد نفسه بين جنبيه؛ لأن الصفة معنى في الموصوف.
♦ ♦ ♦ (والثالث): كناية يكون المكنى عنه فيها غير صفة، ولا نسبة؛ كقوله: الضاربين بكل أبيضَ مُخذِم ♦ ♦ ♦ والطاعنين مجامع الأضغان فإنه كنى بمجامع الأضغان عن القلوب (1). والكناية إن كثرت فيها الوسائط سميت تلويحًا، نحو: هو كثير الرماد؛ أي: كريم؛ فإن كثرة الرماد تستلزم كثرة الإحراق، وكثرة الإحراق تستلزم كثرة الطبخ والخبز، وكثرتهما تستلزم كثرة الآكلين، وهي تستلزم كثرة الضيفان، وكثرة الضيفان تستلزم الكرم (2). (1) فمجامع الأضغان ومجامع الحب ومجامع البغضاء هي القلوب؛ فالقلوب هي محل هذا. والشاعر هنا يمدحهم، فيقول: الضاربين بكل أبيضَ مخذم ♦ ♦ ♦ والطاعنين مجامع الأضغان فقوله: بكل أبيض مخذم، يعني به: السيوف. الكناية في اللغة العربية: تعريف وشرح وأمثلة. وقوله: والطاعنين مجامع الأضغان، يعني: الرماح يطعُنون بها مجامع الأضغان. ومجامع الأضغان هي - كما سبق - القلوب؛ لأن الضِّغن والحقد والكراهة والمحبة كلها محلها القلب. (2) فهذه عدة لوازم، وإذا كثرت اللوازم فهي تلميح، وضدها التصريح. ولو قلت: فلان كريم، لكفى عن هذا كله، ولكن الكناية تعتبر من باب تجميع اللفظ، وتشوق النفس لها؛ فإنك تجد الفرق بين قولك: فلان كثير الرماد، وفلان كريم، فالأول أشد في تهييج النفس بلا شك.
علم البيان: الكناية عندما تقولُ: « هذا الرّجلُ كثيرُ الرَّمَادِ »، فأنت تُثبِتُ جُودَه وكرَمهُ بأماراتٍ أشدُّ وأقوى من ذكرها حقيقةً، فالرّمادُ لا يكونُ كثيرًا إلّا لو كثُرَ استخدام النّارِ، ويكثرُ استخدام النّارِ للطّبخ، أي: للإطعام. فأنت برهنتَ على صفةٍ في هذا الإنسان لا تقبلُ الشّك. الكناية: أن تتكلّم بشيءٍ وتُريدُ غير معناه الأصلي الّذي وُضِعَ له، مع قرينةٍ تُجوِّزُ إرادة المَعنى الأصلي. أركان الكناية: المكني عنه: موضوعُ الحديثِ والكنايةِ ويُستر لإخفائه. المكني بهِ: لفظُ الكناية، ولا بدّ من التّصريح بهِ. صاحبُ الكنايةِ: قد يظهر، وقد يُستر تلطّفًا بهِ وحفاظًا عليه. أنواعُ الكنايةِ باعتبارِ المَكنيِّ عنه، ثلاثة: كنايةٌ عن صفةٍ: ذِكرُ الصّفةِ المُلازمةِ للموصوفِ، نحو: محمودٌ نقيُّ الثّوبِ. ( نسَبتَ طهارةَ النّفسِ إليهِ). كنايةٌ عن موصوفٍ: تُعرَفُ بالصِّفةِ النّائبةِ عن الموصوفِ، أو بما اشتُهرَ به، نحو: قاتلتُ ملكَ الغابةِ فصرعتهُ. ( الصّفةُ النّائبةُ «ملك الغابة» والموصوف هو «الأسد» ولكنّك لم تُصَرِّحْ باسمه). كنايةٌ عن نسبةٍ: تُعرَف بالإسنادِ إلى ما لهُ اتّصالٌ بصاحبها، نحو: المجدُ بين ثوبيكَ والكرمُ ملءَ بُرديكَ.
/ / شمعة المحبين يعطيك العافيه كلمات رائعه الله يعافيك مشكورة على المرور وايد حلوة مشكورة على الجهد كلمات جميلة سلمت الايادي على النقل تحيتي مشكورين على الرد
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 كلمات حكم على صور مرسلة بواسطة ياسمين في 5:25 ص ليست هناك تعليقات: الصفحة الرئيسية الاشتراك في: الرسائل (Atom)