وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها " ولهذا قال: { وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} من يعلم منه أن يزكى بالتزكية، ولهذا قال: { وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
وقوله: { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ} أي: الأزواج والمتزوجين { يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} فلا يمنعكم ما تتوهمون، من أنه إذا تزوج، افتقر بسبب كثرة العائلة ونحوه، وفيه حث على التزوج، ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر. { وَاللَّهُ وَاسِعٌ} كثير الخير عظيم الفضل { عَلِيمٌ} بمن يستحق فضله الديني والدنيوي أو أحدهما، ممن لا يستحق، فيعطي كلا ما علمه واقتضاه حكمه.
يخبر تعالى عن حالة المتخلفين عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد من المنافقين، ومن في قلوبهم مرض وضعف إيمان أنهم يقسمون بالله، ( لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ) فيما يستقبل، أو لئن نصصت عليهم حين خرجت ( لَيَخْرُجُنَّ) والمعنى الأول أولى. قال الله - رادا عليهم-: ( قُلْ لا تُقْسِمُوا) أي: لا نحتاج إلى إقسامكم ولا إلى أعذاركم، فإن الله قد نبأنا من أخباركم، وطاعتكم معروفة، لا تخفى علينا، قد كنا نعرف منكم التثاقل والكسل من غير عذر، فلا وجه لعذركم وقسمكم، إنما يحتاج إلى ذلك من كان أمره محتملا وحاله مشتبهة، فهذا ربما يفيده العذر براءة، وأما أنتم فكلا ولما، وإنما ينتظر بكم ويخاف عليكم حلول بأس الله ونقمته، ولهذا توعدهم بقوله: ( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فيجازيكم عليها أتم الجزاء، هذه حالهم في نفس الأمر، وأما الرسول عليه الصلاة والسلام، فوظيفته أن يأمركم وينهاكم، ولهذا قال:
۞ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) يخبر تعالى عن حالة المتخلفين عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد من المنافقين، ومن في قلوبهم مرض وضعف إيمان أنهم يقسمون بالله، { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ ْ} فيما يستقبل، أو لئن نصصت عليهم حين خرجت { لَيَخْرُجُنَّ ْ} والمعنى الأول أولى. قال الله -رادا عليهم-: { قُلْ لَا تُقْسِمُوا ْ} أي: لا نحتاج إلى إقسامكم ولا إلى أعذاركم، فإن الله قد نبأنا من أخباركم، وطاعتكم معروفة، لا تخفى علينا، قد كنا نعرف منكم التثاقل والكسل من غير عذر، فلا وجه لعذركم وقسمكم، إنما يحتاج إلى ذلك، من كان أمره محتملا، وحاله مشتبهة، فهذا ربما يفيده العذر براءة، وأما أنتم فكلا ولما، وإنما ينتظر بكم ويخاف عليكم حلول بأس الله ونقمته، ولهذا توعدهم بقوله: { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} فيجازيكم عليها أتم الجزاء
وأما حكم الله ورسوله، ففي غاية العدالة والقسط، وموافقة الحكمة. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النور - الآية 32. وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وفي هذه الآيات، دليل على أن الإيمان ليس هو مجرد القول حتى يقترن به العمل، ولهذا نفى الإيمان عمن تولى عن الطاعة، ووجوب الانقياد لحكم الله ورسوله في كل حال، وأن من ينقد له دل على مرض في قلبه، وريب في إيمانه، وأنه يحرم إساءة الظن بأحكام الشريعة، وأن يظن بها خلاف العدل والحكمة. ولما ذكر حالة المعرضين عن الحكم الشرعي، ذكر حالة المؤمنين الممدوحين، فقال: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ( 52). أي: ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) حقيقة، الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم حين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، سواء وافق أهواءهم أو خالفها، ( أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) أي: سمعنا حكم الله ورسوله، وأجبنا من دعانا إليه، وأطعنا طاعة تامة، سالمة من الحرج.
ذات صلة أبو فراس الحمداني ابو فراس الحمداني قصائد أبو فراس الحمداني هو أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني، ولد في 932م، وقُتل عام 986م في مدينة حمص ، انحدر من عائلة حمدانيّة قويّة بسطت نفوذها على سوريا والعراق في العصر العباسي، نشأ أبو فراس يتيماً في رعاية ابن عمّه سيف الدولة. تحميل كتاب ديوان ابي فراس الحمداني ل دار إحياء التراث العربي pdf. كان شاعراً عذباً اتصف شعره بقوّة التراكيب والسلاسة، وروعة الفصاحة، والانسياب، حتى كاد شعره يصل إلى مستوى المعلّقات، كان فارساً مقداماً عندما تعرّضت إمارة ابن عمّه سيف الدولة الحمداني للهجمات من الروم، وقد وقع أسيراً عندهم لفترة زمنية. ألّف معظم شعره خلال فترة السجن، وكانت معظم قصائده تُعبر عن معاناة الأسر، واشتهر بقصيدته التي ألّفها ( أراك عصيّ الدمع شيمتُك الصبر أما للهـوى نهـيٌ عليـك ولا أمر)، شارك بالهجمات التي وقعت على إمارته ضد الروم، واشتهر ببسلاته وشجاعته وإقدامه في مواجهة الأعداء، فكان العلماء يحتارون بوصفه قائداً عسكرياً أم شاعراً بارعاً. [١] ديوان أبو فراس الحمداني انشغل الشاعر والقائد العسكري أبو فراس الحمداني في الحروب والحملات العسكريّة ضد الروم، فلم يتسنّ له الوقت لتجميع قصائده في كتاب، مما دفع أكثر من كاتب ومؤرخ لتجميع قصائد أبي فراس، فجمّع المؤرخ التاريخي خالويه جزءاً من قصائده، إلّا أنّ الكاتب الثعالبي اشتهر بديوان الروميّات الذي أنشأه لتجميع وحفظ قصائد أبي فراسي الحمداني.
المراجع ↑ "نبذة حول الشاعر: أبو فراس الحمداني" ، أدب. بتصرّف.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب ديوان أبي فراس الحمداني كتاب إلكتروني من قسم كتب دواوين الشعر للكاتب الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون أبو فراس. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا مشاركات القراء حول كتاب ديوان أبي فراس الحمداني من أعمال الكاتب الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون أبو فراس لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟ إقرأ أيضاً من هذه الكتب
ولقد حفل تاریخ أبي فراس في حروبه مع الّروم بالبطولات والمكرمات، حتى أنه وقع أسیرً ا في إحدى المّرات، أسره تیودور الروماني قرب منبج حینما فّر أصحاب الشاعر وتخّلوا عنه، فأصابه سهم من الأعداء، فحمل إلى خرشنة، ولبث في السجن ردحًا من الزمن، ثم أسر ثانیة، فحمل إلى القسطنطینیة، وظَّل أسیرً ا فیها یكابد الوحشة والغربة، ویبعث إلى حلب الكتاب تلو الكتاب، والأشعار تلو الأشعار، لعَّل قلب أمیر حلب یر ّق له ویفادي عدداً من أسرى الروم به، أو یدفع عنه مقداراً من المال، وأخیراً ر َّق قلب الأمیر فافتداه، وأطلق سراح الشاعر بعد أن قضى وراء القضبان، قضبان الأسر أربع سنین. وكان القدر للشاعر بالمرصاد، فكمن له بعض عدّوه من الأعراب فقتل قریبًا من تدمر سنة 357 هـ / 967 م، عن عمر یناهز السابعة والثلاثین. وفي روایة، أن الذي قتله هو سعد الدولة بن سیف الدولة، وكان سعد قد ولي إمارة حلب بعد وفاة أبیه، فآنس من الشاعر نزوعًا إلى منافسته، فبعث إلیه من تصّدى له واغتاله، وذلك في محّلة یطلق علیها اسم » صدد « قریبًا من حمص. ديوان أبو فراس الحمداني - موضوع. وأیًا یكن، فإن الذي یهمنا هو أن أبا فراس كان شاعرً ا ملهمًا ترّفع في شعره عن التك ّسب والابتذال والفحش، فكان صادق الإحساس، جّیاش العاطفة، معانیه سامیة، وعبارته جزلة، وألفاظه غیر نابیة إطلاقًا، فیها سهولة ووضوح إجما ً لا، وأجمل شعره، وأصدقه، هو ذلك الشعر الذي قاله وهو في الأسر، ویعرف » بالرومّیات « ، من أر ِّق الشعر الوجداني الغنائي وأصفاه.
أَبُنَيَّتي لاتَحزَني كُلُّ الأَنامِ إِلى ذَهابِ أَبُنَيَّتي صَبراً جَمي لاً لِلجَليلِ مِنَ المُصابِ نوحي عَلَيَّ بِحَسرَةٍ مِن خَلفِ سِترِكِ وَالحِجابِ قولي إِذا نادَيتِني وَعَيَيتِ عَن رَدِّ الجَوابِ زَينُ الشَبابِ أَبو فِرا سٍ لَم يُمَتَّع بِالشَبابِ نبذة عن القصيدة