وأبان فضيلة خطيب وإمام المسجد الحرام أن مِن أبلغِ بواعث عُلُوِّ الهمَّة في نفس المؤمنِ: قِصَرَ الأملِ، وتذكُّرَ سُرعة انقضاء الدُّنيا، فمتى علم العبدُ ذلك وأيقنَهُ؛ توفَّرتْ هِمَّتُه على المعالي واطَّرحَ الصَّغائرَ، واستبقَ الخيرات، وسارع إلى بلوغ المَكْرُماتِ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- بمَنْكِبي فقال: " كُن في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ
وأشاد الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني تحت وسم «الحرم_المكي» ببطولة رجال الأمن وقال أحد جنودنا البواسل ومن أبناء قرية مولغ، الوكيل رقيب محمد بن علي الزهراني، يسطر اليوم مجدًا عظيمًا في التفاني والتضحية؛ إذ تصدى للمعتدي على إمام الحرم الشريف الشيخ بندر بليلة".
ترجمة الخطبة ولأن خطبة عرفة رسالة إسلامية للعالم فإنها تبثّ حالياً بعشر لغات غبر اللغة العربية هي الإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردو والفارسية والصينية والتركية والبنغالية والهاوسا والملاوية، بواسطة أكثر من عشرات الموظفين المؤهلين بين مترجمين وفنيين. ويأتي ذلك تحت شعار (نشر الهداية للعالمين)، وذلك من خلال دعم التطبيقات الإلكترونية، ومنصة منارة الحرمين، وكذلك الدور الذي تقدمه الوسائل التقنية الحديثة، وعبر ترددات البث عبر الأثير FM في المسجد الحرام والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، باستخدام أحدث أجهزة البث وأكثرها تطوراً على مستوى العالم. يستهدف مشروع الترجمة، الحجاج المتواجدين في مشعر عرفة، أبناء العالم الإسلامي في جميع أنحاء العالم، المهتمين والراغبين بالاستماع للخطبة من المسلمين غير الناطقين بالعربية وغير المسلمين.
حالياً هو إمام وخطيب في المسجد الحرام بمكة المكرمة بالإضافة لعمله أستاذًا مساعدًا في جامعة الطائف، صدر قرار سامي ملكي بتعيينه خطيباً ليوم عرفة عام 2021م إجابة سؤال ماهو أصل الشيخ بندر بليلة الجواب الصحيح يكون هو/ أصل الشيخ بندر بليلة يعود إلى قبيلة بلي من قضاعة، وهي قبائل من شمال وغرب شبه الجزيرة العربية، وتتواجد حالياً في بعض الدول العربية وكذلك الأوروبية مثل أسبانيا.
وكانت آخر فقرة التكريم حيث تم تكريم فضيلة الشيخ بندر بليلة ثم الشيخ علي العبدلي انابه الدكتور فايز الشهري ثم مؤذن الحرم الشيخ أحمد يونس خوجه ثم أبناء ورثة المغفور له صديق كنسارة ثم لشركة المنفذة للمشروع ثم للشيخ حامد عباس تمراوي ثم للشيخ محمد النصيري وأخيراً درع للشيخ زاهر الشمراني وبعد صلاة العشاء تناول الجميع وجبة العشاء بمجلس الضيافة الخاص بالجامع.
أروع منافسه بين إمام الحرم المكى د/ بندر بليله وإبنه الشيخ عبد العزيز بندر بليله....... روائع - YouTube
وأشاد الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني تحت وسم «#الحرم_المكي» ببطولة رجال الأمن وقال أحد جنودنا البواسل ومن أبناء قرية مولغ، الوكيل رقيب محمد بن علي الزهراني، يسطر اليوم مجدًا عظيمًا في التفاني والتضحية؛ إذ تصدى للمعتدي على إمام الحرم الشريف الشيخ بندر بليلة".
إنَّه يُريد أن ينتظر المعركة بين المسلمين والعرب، فإذا انتصر المسلمون فهو معهم، وإذا انتصر العرب فلا ضير، فسيكون معهم كذلك! وظلَّت فيه هذه الصفة الذميمة إلى آخر أيَّام عمره؛ حيث كان يَنْهَى الجيشَ المكي عن حرب المسلمين في بدر، وقد أدرك بحكمته ورجاحة عقله أنَّ المعركة خاسرة؛ لكنَّه في النهاية اتَّبَع الجموع، وأعرض عن الحقِّ، وكانت النتيجة أن قُتل كافرًا في أُولى لحظات المعركة. وقد أوضحت رواية البيهقي الأخيرة موقفًا مخزيًا لعتبة حين جاءه أبو جهل يَتَّهمه بترك الوثنيَّة للإسلام، فإذا بعتبة يشرح له بالتفصيل روعة القرآن، وقوَّة حجَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُؤَكِّد صدقه التامِّ؛ بل يُبدي رعبه من نزول الصاعقة التي حذَّرهم منها محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد كلِّ هذا رأيناه يُقْسِم بالله! على أيِّ شيء أَقْسَمَ؟! لقد أقسم ألَّا يُكَلِّم محمدًا أبدًا!! أَبَعْدَ كلِّ هذا اليقين في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم يكون البُعد عنه؟ ولماذا؟ هل لأنَّ الجموع الكافرة آنذاك أكثر من المسلمين؟ وهل عندما يكثر المسلمون ستترك الوثنيَّة إليهم؟ أيُّ حماقةٍ تلك التي يعيشها هؤلاء الناس! وكأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحدَّث عن عتبة بن ربيعة وأمثاله حين قال: « لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا » [2].
ذرية وعقب أبو هاشم شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي شيبة بن ربيعة (حوالي 560-624) هو شقيق عتبة بن ربيعة من عشيرة بني عبد شمس (عشيرة بني أمية الأم) من قبيلة قريش بمكة.
قصة عتبة بن ربيعة مع رسول الله وفي المسجد الحرام حيث كان رسول الله r يجلس بمفرده ذهب عتبة، وجلس معه وبدأ حواره، ولأنه كان ذكيًّا فقد بدأ عتبة بن ربيعة الكلام وقد رتبه ونظمه، ونوّع فيه بين الإغراء والتهديد، وبين مخاطبة العقل ومناجاة القلب. ولا غرو فهو كما يقولون كان من الحكماء، ابتدأ عتبة كلامه يرفع من قدر رسول الله r بقصد إحراجه نفسيًّا قائلاً: يا ابن أخي، إنك منّا حيث قد علمت من السِّطَة -أي المنزلة- في العشيرة والمكان في النسب. ثم أتبع ذلك بالتلويح بما يعتبره جرائم ضخمة، لا يجب في رأيه أن تأتي من هذا الإنسان رفيع القدر قائلاً: إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فَرَّقت به جماعتهم، وسفّهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم. يريد وبمنتهى الوضوح أنك متهم بزعزعة نظام الحكم في مكة، فما لك أنت والدين؟! دع الدين لأهل الدين، كان عليك أن تدعه للكهّان ومن يخدم الأصنام، أنت قد أقدمت على هذا العمل، وقد تسبب عنه لقومك كذا وكذا وكذا، وقد يكون ما أقدمت عليه هذا مجرد خطأ غير مقصود، ومن ثَمَّ -ولمنزلتك عندنا- سنعرض عليك أمورًا فاختر منها ما شئت. بهذه الطريقة الثعبانية يريد عتبة أن يخبر رسول الله r أن هذه الاقتراحات التي سنطرحها عليك ليست مجرد اقتراحات مغرية فقط، بل إن مجرد رفض هذه الاقتراحات معناه توجيه وإثبات التهم الخطيرة عليك، والتي عقابها أنت تعلمه ولن أذكره لك.
فقال أبو جهل: يا معشر قريش ، والله ما نرى عتبة إلا قد صبا إلى محمد ، وأعجبه طعامه ، وما ذاك إلا من حاجة [ قد] أصابته ، فانطلقوا بنا إليه. فانطلقوا إليه فقال أبو جهل: يا عتبة ، ما حبسك عنا إلا أنك صبوت إلى محمد وأعجبك طعامه ، فإن كانت لك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد. فغضب عتبة ، وأقسم ألا يكلم محمدا أبدا ، وقال: والله لقد علمتم أني من أكثر قريش مالا ولكني أتيته وقصصت عليه [ القصة] فأجابني بشيء والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر ، وقرأ السورة إلى قوله: ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فأمسكت بفيه ، وناشدته بالرحم أن يكف ، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب ، فخشيت أن ينزل بكم العذاب. وهذا السياق أشبه من سياق البزار وأبي يعلى ، والله أعلم. وقد أورد هذه القصة الإمام محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة على خلاف هذا النمط ، فقال: حدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة - وكان سيدا - قال يوما وهو جالس في نادي قريش ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها ، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم حمزة ، ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون ويكثرون ، فقالوا: بلى يا أبا الوليد ، فقم إليه فكلمه.
أدرك الإسلام وطغى، وشهد بدرًا مع المشركين. وكان ضخم الجثة، عظيم الهامة، طلب خوذة يلبسها يوم " بدر " فلم يجد ما يسع هامته، فاعتجر على رأسه بثوبٍ له، وقاتل قتالًا شديدًا، فأحاط به علي بن أبي طالب و حمزة وعبيدة بن الحارث، فقتلوه [1]. ولعتبة عدَّة أبناء وهم: الوليد وهو ما يُكنَّى به وقد قُتِل مشركًا معه في بدر، وبقيَّة أبنائه من الصحابة الكرام، وهم أبو حذيفة بن عتبة وهو من السابقين في الإسلام وهاجر إلى الحبشة ثُمَّ إلى المدينة وشهد بدرًا واستشهد في اليمامة رضي الله تعالى عنه، وكذلك منهم أبو هاشم وأم أبان وهند وفاطمة أبناء عتبة، وقد أسلموا بعد فتح مكة رضوان الله عليهم. وقفة مع شخصيَّة عتبة بن ربيعة: لقد وهب الله عزَّ وجلَّ عتبة بن ربيعة عقلًا راجحًا يستطيع أن يُميِّز به بين الحقِّ والباطل، ووهبه لسانًا بليغًا يستطيع أن يُحاور به ويُناور، ووهبه مكانة تجعل الناس يسمعون رأيه، ويَتَّبعون فكره؛ لكنه للأسف الشديد كان مصابًا بداء خطير نسف كلَّ إمكانيَّاته، وحطَّم كلَّ مواهبه، ألا وهو داء «الإمعية»! لقد ضعفت شخصيَّة عتبة حتى صار يسير بلا إرادةٍ وراء زعماء آخرين لعلَّهم أقلُّ حكمةٍ منه؛ ولكنَّهم أقوى شخصيَّةً؛ وذلك بصرف النظر عن مسألة الحقِّ والباطل؛ فقد أدرك عتبة حقَّ الإسلام؛ ولكنَّه سار مع باطل مكة، وفَهِمَ معجزة القرآن؛ لكنَّه اتَّبَع تفاهات زعماء قريش، ثُمَّ أطلقها صريحةً واضحةً: «خَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَرَبِ»!
ثم يرتفع التحذير والتهديد فيبلغ أقصاه حين يقرأ رسول الله r: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصِّلت: 13]. وهنا لم يتمالك عتبة نفسه عن عدم السماع، وقد أخذ به الرعب والهلع كل مأخذ، وكاد قلبه ينخلع، وشعر وكأن صاعقة ستنزل عليه في لحظة أو في لحظات، وفي حالة نسي فيها أمر عدائه، ونسي أمر المفاوضات، بل نسي مكانته وهيبته، قام فزعًا وقد وضع يده على فم الرسول r وهو يقول: أنشدك الله والرحم، أنشدك الله والرحم. ومن فوره قام عتبة يجرُّ ثوبه يتبعثر فيه مهرولاً إلى قومه، لا ينظر خلفه، عيناه زائغتان، أنفاسه متقطعة، حتى دخل على زعماء قريش. لم يكن الأمر يحتاج إلى كثير ذكاء حتى يعرف الجمع ما حدث، لقد كان وجهه ينطق بشيء، حتى لقد قال بعضهم: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. وحين جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟! وبلسان عجيب وفي غاية الصدق، بدأ أبو الوليد عتبة يحكي تجربته، بدأ يتحدث وكأنه أحد الدعاة للإسلام فقال: ورائي أني سمعتُ قولاً والله ما سمعت مثله قَطُّ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت منه نبأٌ عظيمٌ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به.
نسأل الله -تعالى- حسن الخاتمة، ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ---------------------------------------- 1 - الأنعام: 33. 2- سيرة ابن هشام (1/293). 3- تفسير ابن كثير (4/96). ط: دار الفيحاء، عام 1992م.