{ ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} كثيرا ما أمر بهذه الآية الجليلة التي ختمها الله جل شأنه باسمين من أسمائه ( وكان الله شاكرا عليما) ، فأجدنني في كل مرة أريد أن أنزوى خجلا من الله حيث لا يرانى أحد لكنه يرى سبحانه في كل مكان! ، وهذه بعض تأملات مع هذه الآية الكريمة التي تهز القلب والوجدان هزا! أولا: إن الله تعالى جعل الهداية بيده سبحانه وهى من باب ( الفضل) والإضلال أيضا بيده وهو من باب ( العدل) ولكنه العدل المسبوق بالحلم والإمهال والستر والرحمة! ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم - YouTube. فالله سبحانه يهدى من يشاء ويعصم ويعافى فضلا ، ويضل من يشاء و يخذل ويبتلى عدلا! ، والآية الكريمة تجيب على السؤال المتفلسف ( كيف يعذب الله الضالين من عباده والإضلال بيده) فتحيل الآية على أصل عظيم فى مسألة الإيمان بالقدر وهو أن باب الإيمان بالقدر لا يمكن الدخول فيه إلا من خلال الإيمان بأسماء الله وصفاته! فمن دخل دخولا صحيحا حصل من زيادة الإيمان وقوة القلب وشدة التعلق بالله ما لا يحصله من ضل طريقه فى هذه المسألة! إن الله تعالى يخبرنا عن نفسه جل شأنه أنه ( لا يظلم مثقال ذرة) وأنه سبحانه ( لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) وهو سبحانه واسع الرحمة ( ورحمتى وسعت كل شئ) عظيم القدرة ( إن الله على كل شئ قدير) ، واسع العلم ( إن الله بكل شئ عليم) ، غنى بذاته ( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد) عظيم الحكمة ( وكان الله عليما حكيما) ويخبر عن نفسه عز وجل أن ( رحمته سبقت غضبه) وهذه الأخيرة تشير إليها الآية الكريمة ، فالله سبحانه شاكرا وشكورا ، يعطى العطاء الجزيل على الفعل القليل ويعلم من يعطى ومن يمنع فلا المعطى حرم فضله ولا الممنوع حرم عدله!
لأنه لا يجتلب بعذابكم إلى نفسه نفعا ، ولا يدفع عنها ضرا ، وإنما عقوبته من عاقب من خلقه ، جزاء منه له على جرأته عليه ، وعلى خلافه أمره ونهيه ، وكفرانه شكر نعمه عليه. فإن [ ص: 343] أنتم شكرتم له على نعمه ، وأطعتموه في أمره ونهيه ، فلا حاجة به إلى تعذيبكم ، بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعة له وشكر ، بمجازاتكم على ذلك بما تقصر عنه أمانيكم ، ولم تبلغه آمالكم "وكان الله شاكرا" لكم ولعباده على طاعتهم إياه ، بإجزاله لهم الثواب عليها ، وإعظامه لهم العوض منها"عليما" بما تعملون ، أيها المنافقون ، وغيركم من خير وشر ، وصالح وطالح ، محص ذلك كله عليكم ، محيط بجميعه ، حتى يجازيكم جزاءكم يوم القيامة ، المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته. وقد: - 10748 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما " ، قال: إن الله جل ثناؤه لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا.
والعرب تقول في المثل: " أشكر من بروقة " لأنها يقال: تخضر وتنضر بظل السحاب دون مطر. والله أعلم.
إذًا؛ فالشكر دأب المؤمن؛ فذلك عمله وسعيُه.
فعطف الإِيمان على الشكر من باب عطف المسبب على السبب. وقوله: وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً تذييل قصد به تأكيد ما سبق من الله - سبحانه - لا يعذب عباده الشاكرين المؤمنين. أى: وكان الله شاكراً لعباده على طاعتهم. أي مثيبهم ومجازيهم الجزاء الحسن على طاعتهم، عليما بجميع أقوالهم وأفعالهم، وسيجازى كل إنسان بما يستحقه. فالمراد بالشكر منه - سبحانه - مجازاة عباده بالثواب الجزيل على طاعتهم له ووقوفهم عند أمره ونهيه. وسمى - سبحانه - ثواب الطائعين شكراً منه، للتنويه بشأن الطاعة، وللتشريف للمطيع، ولتعليم عباده يشكروا للمحسنين إحسانهم. فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ورحم الله الإِمام ابن القيم حيث يقول:وهو الشكور. ما يفعل الله بعذابكم الشعراوي. فلن يضيع سعيهم لكن يضاعفه بلا حسبانما للعباد عليه حق واجب هو أوجب الأجر العظيم الشأنكلا ولا عمل لديه بضائع إن كان بالإِخلاص والإِحسانإن عذبوا فبعدله، أو نعموا فبفضله، والحمد للرحمنوإلى هنا نرى أن الآيات الكريمة التى بدأت بقوله - تعالى - بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ قد كشفت عن حقيقة النفاق والمنافقين فى المجتمع الإِسلامي، وأماطت اللثام عن طباعهم المعوجة، وأخلاقهم القبيحة، ومسالكهم الخبيثة، وهممهم الساقطة، ومصيرهم الأليم.
من فوائد البغوي في الآية: قال رحمه الله: قوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ} أي: إن شكرتم نعماءَهُ {وَآمَنْتُمْ} به، فيه تقديم وتأخير، تقديره: إن آمنتم وشكرتم، لأن الشكر لا ينفع مع عدم الإيمان، وهذا استفهام بمعنى التقرير، معناه: إنه لا يعذب المؤمن الشاكر، فإن تعذيبه عبادَهُ لا يزيد في ملكه، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا يُنْقِصُ من سلطانه، والشكرُ: ضد الكفر والكفر ستر النعمة، والشكر: إظهارُها، {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} فالشكر من الله تعالى هو الرضى بالقليل من عباده وإضعاف الثواب عليه، والشكر من العبد: الطاعة، ومن الله: الثواب. اهـ.. من لطائف الفخر في الآية: في تقدم الشكر على الإيمان وجهان: الأول: أنه على التقديم والتأخير، أي إن آمنتم وشكرتم، لأن الإيمان مقدم على سائر الطاعات. الشيخ الشعراوي - سورة النساء - ما يفعل الله بعذابكم - YouTube. الثاني: إذا قلنا: الواو لا توجب الترتيب فالسؤال زائل. الثالث: أن الإنسان إذا نظر في نفسه رأى النعمة العظيمة حاصلة في تخليقها وترتيبها فيشكر شكرًا مجملًا، ثم إذا تمم النظر في معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرًا مفصلًا، فكان ذلك الشكر المجمل مقدمًا على الإيمان، فلهذا قدمه عليه في الذكر.
التخطي إلى المحتوى قد تُخطئُ احياناً وتدخُل في مواقع او مشاهدة المحرمات والعياذُ بالله، فجدد الايمان في قلبك وازرع الهُدى فيةِ عن طريق دعاء التوبة من مشاهدة المحرمات الذي يجلبُ لك الراحة والطمأنينة ويزيدُ النور في قلبك كُلما توكلتُ عليةِ بقلبٍ نقي وواثقُ بةِ دائماً، شارك من حولك دعاء التوبة من مشاهدة المحرمات من اجل ان تُحصن نفسك ونفوس من حولك بالابتعاد و ترك مشاهده المحرمات التي تجلبُ لك الهموم والذنوب والحُزن والابتعاد عن طاعة الله، توجة الى الله بثقةٍ تامة من اجل ان يبعث في قلبك الهُدى والنور لعدم تكرار الاخطاء ومشاهدة المحرمات. دعاء التوبة من مشاهدة المحرمات عندما تكونُ وحيداً قد ينزغُ الشيطانُ وتبحثُ عن مُشاهدةً المُحرمات وخصوصاً اذا كُنت بعيداً عن الله تعالى وعن طاعاتةِ، فمن الجميل ان تجد ما يجلبُ لك النور والهُدى في قلبك عن طريق دعاء التوبة من مشاهدة المحرمات لتُحصن نفسك بحبلِ الله. اللهم اعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك واجعلنا نخشاك كأننا نراك واسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك واغفر ذنوبنا. من ترك النظر إلى المحرمات عوضه الله نورا وجلاء ولذة يجدها في قلبه يارب أبعدني عن كل مايبعدني عنك.
وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت. اللهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد بأنك أنت الله لا إله إلّا أنت الواحد الأحد، الفرد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. اللهمّ عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله فأنت أهل التّقوى وأهل المغفرة. سبحان الّذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع العليم. اللهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن دعاءٍ لا يستجاب يا ربّ العالمين. اللهمّ إنّي أعوذ بك من جهل البلاء ، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. الاستغفار من الذنوب اللهمّ إنّي أسألك عيش السّعداء، ونزل الشّهداء، ومرافقة الأنبياء، والنّصر على الأعداء، يا سميع الدّعاء، يا ذا قولٍ وعطاءز وجّهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ سيّئة ارتكبتها في بياض النّهار وسواد الليل، في ملأ وخلاء وسرٍّ وعلانية وأنت ناظر إليّ. دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي يعد دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي من الأدعية، والتي يجب أن يرددها العبد عندما يخطأ في حق الله.
خاتمة دعاء الاستغفار من الذنوب الكبيرة التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لذلك فإن الإنسان الذي يفعل الكثير من المعاصي والذنوب. ثم يعود عن هذه الأفعال ويعترف بذنبه ويلجأ إلى الله، من خلال دعاء التوبة من الذنوب والمعاصي ويكثر من الاستغفار. سيجد الله رحيماً يمد له يده، ويغفر له هذه الذنوب، وسيجد أن الله ييسر له الحلال ويبعده عن الحرام. شاهد أيضاً: دعاء سيد الاستغفار وفضله العظيم مكتوب وفي نهاية مشوارنا حول موضوع دعاء الاستغفار من الذنوب الكبيرة، نتمنى أن يكون قد نال إعجابكم وكشف لكم العديد من الأدعية الخاصة بالتوبة والاستغفار. كما ندعو الله أن يغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين ويصلح من أحوالنا جميعاً في الخير، دمتم بخير.