ويقول الامام القرطبي في تفسيرها: بين الله تعالى في هذه الآية الفرق بين حال الدنيا وحال الآخرة بأن هذه تنفد وتحول ، وما عند الله من مواهب فضله ونعيم جنته ثابت لا يزول لمن وفى بالعهد وثبت على العقد. وروى الامام أحمد في مسنده: (عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ دنياه أضر بآخرته، ومن أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى». وقال السعدى: وفي هذه الآية الحث والترغيب على الزهد في الدنيا، خصوصا الزهد المتعين، وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد ،ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه ،وتقديمه على حق الله ، فإن هذا الزهد واجب.
فالتلميذ الذي يجتهد ويتعب ويتحمَّل مشقة الدرس والتحصيل يصبر على الشهوات العاجلة لما ينتظره من شهوات باقية آجلة، فوراء الدرس والتحصيل غايةٌ أكبر وهَدَفٌ أَسْمى. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: { وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ.. أي: على مشقَّات الوفاء بالعهود. { أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 96]. تفسير ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن [ النحل: 96]. أي: أجراً بالزيادة في الجزاء على أحسن ما يكون؛ فالإنسان حين يعمل مفروضاً أو مندوباً فله الجزاء، أما المباح فالمفروض ألا جزاء له، ولكنّ فضل الله يجزي عليه أيضاً. ثم يقول الحق سبحانه: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً... }.
وفي الوسيط لطنطاوي: ما عندكم من متاع الدنيا وزهرتها يفنى ،وينقضي ويزول ، وما عند الله – تعالى – في الآخرة من عطاء باق ، لا يفنى ولا يزول ، فآثروا ما يبقى على ما ينفد. ثم بشر – سبحانه – الصابرين على طاعته بأعظم البشارات فقال الله تعالى: ( وَلَنَجْزِيَنَّ الذين صبروا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ، والمعنى: أي: ولنجزين الذين صبروا على طاعتنا ، واجتنبوا معصيتنا ، ووفوا بعهودنا ، بجزاء أفضل وأكرم مما كانوا يعملونه في الدنيا من خيرات وطاعات. التميز الإنساني تدشن مشاريع روافد الخير في العشر الأواخر .. مباشر نت. وفي هذه المقارنة بين ما عند الله سبحانه وما عند الناس رد عظيم على من يقدمون بعض متاع الدنيا على ما أعده الله للمؤمنين في الجنة. وهذه الآية تذكرة – وأي تذكرة!!
كما صرح خليل الحمادي نائب رئيس مجلس الإدارة أن من المشاريع المتميزة التي تطرح في العشر الأواخر من رمضان مشروع كفالة طالب العلم في الداخل السوري بقيمة 20 دينار خلال سنة كاملة و70 دينار للاجئين السورين في لبنان حيث لدينا 26 مدرسة ونرعي ما يقارب 12 الف طالب.
U حينما يتأمل الإنسان الحياة ويسترجع تاريخ الذكريات ويتملى ما وراء الأحداث؛ لا شك أنه سيُبصر معنى جليلا وسنة ساطعة وقانونا ساريا ودرسا بليغا: إن ما عندنا ينفد وما عند الله باق. إن الحياة الدنيوية هي محطة في نهاية المطاف. إنها مسرحية مُخاتلة. إنها موطن لصقل إنسانية الإنسان (كنت أقول مازحا لبعض الأصدقاء إنها فرصة لتجريب التنازع حتى نعرف أهمية التعايش: الذي ستحلو به الحياة في الجنة). كانت ومازالت لاختبار الأعمال الجادة المُتصدية لأعباء الاستخلاف. إن السعادة الكاملة "وهم" كبير في الدنيا. إن اللذة الحقيقية "أكذوبة" مكشوفة في هذه الحياة. إن الشوق يملأ الإنسان دوما إلى عالم أفضل حيث يجتاز هذه المشاق وهذه المصاعب التي تَحُول دون حيازته للذة الحقيقية وللسعادة العميقة. إن السر العجيب المتصل بروح السعادة وجوهر اللذة يكمن في هذا الطريق: طريق البحث نحو عالم أفضل. لأن العالم "المثالي"؛ الدنيا لم تُخلق لتوفيره. لهذا فاستشعار اللذة واستنشاق عبير السعادة أمر يكون في الطريق. لأنه لا وجود لمحطة الوصول هنا. ما عندكم ينفد وما عند الله باق - أكادير24 | Agadir24. إن نقطة الوصول هي عند الله. إنها هناك: في الفردوس الأعلى. يُخيل لأحدنا أنه سوف يكتفي اكتفاء تاما إذا توافرت لديه بضع حاجات معينة.
( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) قوله تعالى: ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا). وفيه مسائل: المسألة الأولى: اعلم أنه تعالى حكى عنهم أنهم لما عصوا سلط عليهم أقواما قصدوهم بالقتل والنهب والسبي ، ولما تابوا أزال عنهم تلك المحنة وأعاد عليهم الدولة ، فعند ذلك ظهر أنهم إن أطاعوا فقد أحسنوا إلى أنفسهم ، وإن أصروا على المعصية فقد أساءوا إلى أنفسهم ، وقد تقرر في العقول أن الإحسان إلى النفس حسن مطلوب ، وأن الإساءة إليها قبيحة ؛ فلهذا المعنى قال تعالى: ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها). المسألة الثانية ؛ قال الواحدي: لا بد ههنا من إضمار ، والتقدير: وقلنا إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، والمعنى: إن أحسنتم بفعل الطاعات فقد أحسنتم إلى أنفسكم من حيث إن ببركة تلك الطاعات يفتح الله عليكم أبواب الخيرات والبركات ، وإن أسأتم بفعل المحرمات أسأتم إلى أنفسكم من حيث إن بشؤم تلك المعاصي يفتح الله عليكم أبواب العقوبات.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم قال الله تعالى: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( الإسراء: 7) — أي إن أحسنتم أفعالكم وأقوالكم فقد أحسنتم لأنفسكم؛ لأن ثواب ذلك عائد إليكم، وإن أسأتم فعقاب ذلك عائد عليكم، فإذا حان موعد الإفساد الثاني سلطنا عليكم أعداءكم مرة أخرى؛ ليذلوكم ويغلبوكم، فتظهر آثار الإهانة والمذلة على وجوهكم، وليدخلوا عليكم "بيت المقدس" فيخربوه، كما خربوه أول مرة، وليدمروا كل ما وقع تحت أيديهم تدميرا كاملا. تفسير سورة الإسراء الآية 7 تفسير ابن كثير - القران للجميع. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
والمصدر المؤوّل (أن يسوءوا.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بجواب الشرط المقدّر أي بعثنا.. والمصدر المؤوّل (أن يدخلوا.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر الأول فهو معطوف عليه. والمصدر المؤوّل (ما دخلوه.. ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي دخولا كدخولهم أوّل مرة. الواو عاطفة (ليتبّروا) مثل ليسوءوا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (علوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب. جملة: (إن أحسنتم... ) لا محلّ لها استئنافيّة. تفسير: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم). وجملة: (أحسنتم) الثانية لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: (أسأتم... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: لها (إساءتكم) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. وجملة: (جاء وعد... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب (إذا) الأولى والتقدير: بعثنا عليكم عبادا. وجملة: (يسوءوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (يدخلوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني. وجملة: (دخلوه... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ). فقد كانوا يتفاءلون بالطير ويسمونه زجرا، فإذا سافروا ومر بهم طير زجروه، فإن مر بهم سائحا، بأن مر من جهة اليسار إلى اليمين، تيمنوا وإن مر بارحا، بأن مر من جهة اليمين إلى الشمال، تشاءموا. ولذا سمي تطيرا. فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر أستعير استعارة تصريحية لما يشبهها من قدر الله تعالى وعمل العبد، لأنه سبب للخير والشر. ومنه طائر الله تعالى لا طائرك، أي قدر الله جلّ شأنه الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن.
تاريخ النشر: الخميس 17 شعبان 1436 هـ - 4-6-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 298987 26820 0 165 السؤال إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا {الإسراء: 7} ما تفسيركم لهذا؟ فأنا لم أستوعب عندما قيل لي إن المسجد ترجمت إلى معبد في الانجليزية؟ وعقلي لم يستوعب ذلك.
وضميرا «ليسوءوا وليدخلوا» عائدان إلى { عباداً لنا} [ الإسراء: 5] باعتبار لفظه لا باعتبار ما صدق المعاد ، على نحو قولهم: عندي درهم ونصفه ، أي نصف صاحب اسم درهم ، وذلك تعويل على القرينة لاقتضاء السياق بُعد الزمن بين المرتين: فكان هذا الإضمار من الإيجاز. وضمير { كما دخلوه} عائد إلى العباد المذكور في ذكر المرة الأولى بقرينة اقتضاء المعنى مراجع الضمائر كقوله تعالى: { وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها} [ الروم: 9] ، وقول عباس بن مرداس: عُدنا ولولا نحن أحدق جمعهم... بالمسلمين وأحرزوا ما جَمّعوا... فالسياق دال على معاد ( أحرزوا) ومعاد ( جَمّعوا). وسَوْء الوجوه: جَعْل المساءة عليها ، أي تسليط أسباب المساءة والكآبة عليكم حتى تبدو على وجوهكم لأن ما يخالج الإنسان من غم وحزن ، أو فرح ومسرة يظهر أثره على الوجه دون غيره من الجسد ، كقول الأعشى: وأقدِمْ إذا ما أعين الناس تَفْرق... أراد إذا ما تفرق الناس وتظهر علامات الفرق في أعينهم. ودخول المسجد دخول غزو بقرينة التشبيه في قوله: { كما دخلوه أول مرة} المراد منه قوله: { فجاسوا خلال الديار} [ الإسراء: 5]. والتتبِير: الإهلاك والإفساد. و { ما علوا} موصول هو مفعول «يتبروا» ، وعائد الصلة محذوف لأنه متصل منصوب ، والتقدير: ما علوه ، والعلو علو مجازي وهو الاستيلاء والغلب.
ثم قال تعالى: ( وليتبروا ما علوا تتبيرا) يقال: تبر الشيء تبرا إذا هلك وتبره أهلكه. قال الزجاج: كل شيء جعلته مكسرا ومفتتا فقد تبرته ، ومنه قيل: تبر الزجاج وتبر الذهب لمكسره ، ومنه قوله تعالى: [ ص: 128] إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون) [ الأعراف: 139] وقوله: ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا) [ نوح: 28]. وقوله: ( ما علوا) يحتمل ما غلبوا عليه وظفروا به ، ويحتمل ويتبروا ما داموا غالبين ، أي: ما دام سلطانهم جاريا على بني إسرائيل ، وقوله: ( تتبيرا) ذكر للمصدر على معنى تحقيق الخبر وإزالة الشك في صدقه كقوله: ( وكلم الله موسى تكليما) [ النساء: 164] أي: حقا ، والمعنى: وليدمروا ويخربوا ما غلبوا عليه.