شعر النقائض هو أحد فنون الأدب والذي بدأ ظهوره في العصر الجاهلي ، ثم تطور وأصبح من أبرز الفنون القائمة بذاتها في العصر الأموي ، وأشهر شعراء النقائض في العصر الأموي هم جريرو الفرزدق والأخطل ، وبرزت نقائض جرير والفرزدق وحققت شهرة كبيرة في هذا العصر ، كما لم تزل تتمتع بشهرة وعمق كبيرين في تاريخ الأدب العربي على مر العصور الأدبية. تعريف النقائض كانت النقائض عند ظهورها عبارة عن لون جديد من ألوان الأدب العربي والتي ظهرت على شكل مناظرات أدبية ، كما كان لهذا اللون فضل كبير في تسجيل تاريخ العرب وصفاتهم وأنسابهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وجميع حكاياتهم ، وكان لهذا اللون الأدبي فضل كبير في الإثراء اللفظي للغة العربية في العصر الأموي وامتد تأثيره لباقي العصور. النقائض في اللغة هي كلمة جمع مفردها نقيضة ، وتحمل الكثير من المعاني ، ولكن معناها في هذا المجال هو التناقض في القول ، أي التحدث بخلاف المعنى.
وصح أنه قال الشعر أربعاً وسبعين سنة لأن أباه جاء به إلى علي وقال إن ابني هذا شاعر في سنة ست وثلاثين، وتوفي الفرزدق سنة عشر ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك……. وكان الفرزدق سيداً جواداً فاضلاً وجيهاً عند الخلفاء والأمراء ( [1]) من هو جرير؟ جرير ابْنُ الْخَطَفَى، وهو جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلمة، أبو حزرة التميمي البصري [الوفاة: 101 – 110 ه] الشاعر المشهور. شعر النقائض - موضوع. مدح يزيد بن معاوية ومن بعده من الأمويين، وإليه المنتهى وإلى الفرزدق في حسن النظم……… قال بشار بن برد: أجمع أهل الشام على جرير والفرزدق، والأخطل دونهما، وممن فضل جريرا على الفرزدق: ابن هرمة، وعبيدة بن هلال. ( [2]) قال د. شوقي ضيف: « هيأ استعار العصبيات في البصرة وخراسان لاشتعال الهجاء طوال هذا العصر, كما هيأ لنمو فن النقائض نموا واسعا, وقد كان لهذا النمو أسباب كثيرة, يرجع بعضها إلى عوامل اجتماعية وبعضها إلى عوامل عقلية ….
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً..... وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُ _المعنى: إنهم ذوو حِلم وصبر ، وإن غضبوا أو جهلوا فهم كالجن. * ديوان الفرزدق ( شرح مجيد طراد) ص: 211 ************* _المعنى: يقول إنهم متحملّون ويطول أمد صبرهم ، ولكنهم إذا استثيروا ، فإنهم يجهلون وكأنهم الجن. من كتاب: شرح ديوان الفرزدق / إيليا الحاوي ( ص: 321) ********** _ معنى " أحلامنا " أي عقولنا. _ معنى " تخالهم " أي تحسبهم أو تظنهم. _ المقصود بــ " نجهل " في البيت: بمعنى نغضب. _ معنى البيت كاملا: قال إنهم حلماء عقولهم راسية ثابتة كما الجبال ولكن هذا الحلم والهدوء ينقلب إلى صورة مروعة كصورة الجن المرعبة إذا ما حاول أحد أن يعتدي عليهم أو يمس حماهم وصدر البيت تشبيه بليغ: شبه العقول بالجبال أما العجز فتشبيه مرسل شبه قومه بالجن وأداة التشبيه هي فعل"تخال"ـ ووجه الشبه هي الصورة المرعبة التي تدخل الخوف في النفوس ( ينظر هنا) والله أعلم بالصواب ،،،
الفرزدق من شعراء العصر الإسلامي يبدأ العصر الإسلامي من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى نهاية العصر الأموي. أي من عام بداية بعثة الرسول وحتى عام 132 للهجرة، فيكون امتداد هذا العصر يقرب من ال 150 سنة. وتعد هذه المرحلة انتقالية للشعر، فهي تنتقل من النمط الجاهلي إلى نمط أكثر تمدنا ولكن لا تزال عوالق من كلا المرحلتين فيه. حيث إذا نظرنا إلى شاعرين معروفين في هذا العصر وهما الفرزدق وجرير سنرى أن جرير مثلا ما زال يبدأ شعره بالبكاء على الأطلال بالرغم من عيشه في حضر لا في بادية، وسنجد أن معاني الفخر بالنسب من الأغراض الرئيسية في هذا الشعر. بالرغم من أنه أيضا بداية لنمط جديد من الشعر يستمر في العصر العباسي وهو الثناء على خليفة المسلمين وأمير المؤمنين. حيث اشتهر الفرزدق وجرير والأخطل وغيرهم من الشعراء بأنهم شعراء بني أمية، حيث يكيل الشعراء المديح للخلفاء ويكافئون بالمال والقرب من الخليفة ومجلسه. حتى كان تنافس الشعراء فيما بينهم لغرض الاستحواذ على اهتمام الخليفة وإثبات الجدارة أمامه لا لهدف رفع مكان القبيلة، أو لغرض قتال كما كان في الجاهلية.
يا فارس الخيل تَردي في أعِنَّتها والشَّاهدان بها حربٌ وميدانُ اِنْ لَقَّبوكَ لدين المصطفى أسداً فانَّ فعلك للتَّلقيبِ بُرهانُ تُغادر البطل الجحجاح في رهجٍ شِلْواً تناهبهُ طيرٌ وسيدانُ وتفضلُ الغيث والأيامُ مُجدبَةٌ بأنَّ جودكَ في العافينَ تَهْتانُ حُبِّي ذوي الهمم العلياءِ أنْطقني بمدح ذي همَّةٍ فيها له شأنُ
شذرات الحب في هذه القصيدة العالية «عالم الخيل» شذرةٌ غالية من شذرات الحب المكنون في قلب هذا الفارس المهيب للخيل العربية الأصيلة، وهو حُبٌّ أصيل قد توارثه عن آبائه الصِّيد الكرام منذ تلك العروق العربية الماجدة التي كانت ترى في الخيل عنوانا للفروسية والشجاعة والكرم، وتحتفظ بأنساب خيلها كما تحتفظ بأنساب أبنائها، ويتفنّن شعراؤها في وصف الخيل والتغني بها، وتكريمها وتقديمها على النفس والولد، وحين سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب: كيف معرفتك بعِراب الخيل؟ قال: معرفةُ الإنسان بنفسه وأهله وولده.
أبو بكر المخزومي المورورى المُدَوَّري المعروف بالأعمى الشريف (نسبته إلى الحصن المدور بقرب قرطبة): شاعر هجّاء ترجم له الحجاري في المسهب قال: (بشار الأندلس انطباعاً ولسناً وأذاة، وهو الذي أحيا سيرة الحطيئة بالأندلس فمقت، وكان لا يسلم من هجوه أحد، ولا يزال يخبط الآفاق بعصاه، ويقع فيمن أطاعه أو عصاه. وأصله من المدور، وقرأ بقرطبة ثم جال على البلدان، وأكثر الإقامة في غرناطة، وتعرض لشاعرتها نزهون، وهجاها (ثم أورد الهجاء ورد نزهون عليه) ترجم له الوزير لسان الدين في الإحاطة ونقل أخباره عن كتاب الطالع السعيد (1) لأبي الحسن ابن سعيد قال: كان أعمى، شديد القحة والشر، معروفاً بالهجاء، مسلطاً على الأعراض، سريع الجواب، ذكي الذهن، فطناً للمعاريض، سابقاً في ديوان الهجاء، فإذا مدح ضعف شعره ثم سرد أخباره ومنها مهاترته مع نزهون بنت القلاعي (ت 550ه1155م) ثم قال: وحديث مقامه بغرناطة يقتضي طويلا. وفاته: قال أبو القاسم بن خلف، كان حياً بعد الأربعين وخمسمائة (1) هذا الكتاب أحد فصول كتاب "المغرب في حلى المغرب" وقد جرى ابن سعيد على تسمية فصوله بالكتب وسماه: كتاب الطالع السعيد، في حلي قلعة بني سعيد