قوله تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها قوله تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قال ابن عباس: سأل مشركو مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متى تكون الساعة ؟ استهزاء ، فأنزل الله - عز وجل - الآية. وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى: فيم أنت من ذكراها ؟ لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة ، حتى نزلت هذه الآية إلى ربك منتهاها. ومعنى مرساها أي قيامها. قال الفراء: رسوها: قيامها كرسو [ ص: 180] السفينة. وقال أبو عبيدة: أي منتهاها ، ومرسى السفينة حيث تنتهي. وهو قول ابن عباس. الربيع بن أنس: متى زمانها. والمعنى متقارب. "يسألونك عن الساعة .." .. تلاوة خاشعة من صلاة فجر اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان - YouTube. وقد مضى في ( الأعراف) بيان ذلك. وعن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة إلا بغضبة يغضبها ربك ". فيم أنت من ذكراها أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها ؟ وليس لك السؤال عنها. وهذا معنى ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير قال: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة حتى نزلت: فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها أي منتهى علمها; فكأنه - عليه السلام - لما أكثروا عليه سأل الله أن يعرفه ذلك ، فقيل له: لا تسأل ، فلست في شيء من ذلك.
** ورد عند القرطبي قوله تعالى: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ". (*) قال ابن عباس: سأل مشركو مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تكون الساعة استهزاء ، فأنزل الله عز وجل الآية. موقع هدى القرآن الإلكتروني. (*) وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى: "فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا" ؟ ، لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة ، حتى نزلت هذه الآية "إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا". (*) روى الزهري عن عروة بن الزبير قال: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت: "فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا" أي منتهى علمها ** ورد في الدر المنثور للسيوطي قوله تعالى: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا " (*) أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت "فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ". (*) وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال: إن مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: متى تقوم الساعة استهزاء منهم فأنزل الله: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا" يعني متى مجيئها ، "فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا " ما أنت من علمها يا محمد ، "إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا" يعني منتهى علمها (*) وأخرج البزار، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه عن عائشة قالت: مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه: " فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا" فانتهى فلم يسأل عنها.
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43) إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)} [النازعات] { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}: من العلوم التي اختص الله تعالى بها علم الساعة, فلم يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل, وإنما علمها عند الله إذ تأتي الناس بغتة, وما على الرسول إلا الإنذار والبلاغ وسيذكر من يخشى الله ويخشى لقاءه سبحانه, وساعة قيام الساعة ستكون الدنيا في أعين الخلق كأنها ساعة من نهار في ضحى أو ظهيرة.
تاريخ الإضافة: 30/8/2017 ميلادي - 8/12/1438 هجري الزيارات: 57715 ♦ الآية: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (187).
والحكمة في ذلك والله أعلم، هو أن في النفوس قلقاً من هذا اليوم العظيم، والقدر الذي تمّ بيانه من علامات الساعة وقرب قيامها قدرٌ إيجابي يجعل من هذه المعرفة دافعاً لتجويد العمل والإسراع في التوبة والإنابة إلى الله. كفر من ادعى معرفتها مرّ معنا الكثير من النصوص الصريحة الواضحة في بيان جهالة يوم القيامة وعدم إمكان معرفة توقيتها، ولذلك: فكل من ادّعى علم الساعة فهو خارج عن ملّة الإسلام، لأنه ادعى معرفة أمرٍ اختصّ الله به ولم يُطلِع عليه أحداً، لا ملكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً، وما أكثر الكهنة على مرّ التاريخ الذين تنبّأوا بزوال العالم وحدّدوا تواريخ لذلك، ثم تبيّن كذبهم وزيفهم.
أخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرًا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها، وتجيء فتن فيرقق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه; فمن أحب منكم أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ". ولقد أثنى الله –سبحانه- على الثبات حتى في الجمادات فقال: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) [إبراهيم: 24]، وإن الله -جل وعلا- ينزل الملائكة على المؤمنين ليثبتوهم على الحق ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) [الأنفال: 12].
خصائص فتن آخر الزمان وردت في السنة النبوية عدّة أحاديث تُبيّن خصائص فتن آخر الزمان ومن هذه الخصائص ما يأتي [١]: أنها كثيرة ومتعددة؛ لذلك فهي تنال من جميع نواحي الحياة كأن يُفتن العقل بالجهل، وتُدمّر الأرض بالزلازل ، كما تتفرّق الوحدة وتُنزع البركة. أنها متتالية ومتعاظمة؛ أي إن التالية تكون أعظم من سابقتها، وتحدث حدوثًا متتابعًا لا تكون بينها فترات متباعدة. أنها ملتبسة كالليل والظلام، فلا يستطيع المسلم فيها تفريق الحق من الباطل. من عوامل الثبات على الدين - الإسلام سؤال وجواب. أنها مهلكة؛ إذ تُهلك دين المرء ليُصبح كافرًا، كما أنها مؤذية ولا تضرّ الظالمين وحدهم بل تُصيب الصالحين أيضًا. أنها تُفرّق الجماعات وتُحدث الخوف بعد الأمن، والضعف بعد القوة والاضطراب بعد السكينة. أنها تُميّز المؤمن القوي عن المؤمن الضعيف؛ فتزيد المؤمن إيمانًا وتزيد الضعيف ضعفًا. اشراط الساعة إن علامات الساعة وأشراطها كثيرة ومتعددة وقد صُنفّت لعلامات صُغرى وعلامات كُبرى ومنها ما بين ذلك، ومن هذه العلامات ما يأتي [٢] [٣]: علامات الساعة الصغرى العقوق والجفاء للوالدين ، فيُعامل الابن أمه كأنه سيّد لها؛ أي تلد الأم ربّتها. تطاول رعاة الشاة الحفاة العراة في البنيان. طلب الرأي من غير المؤهلين للإجابة، وإسناد الأمر لغير أهله.
وهذا التحسن والتقدم في حال الأمة بالعموم كان سببا لتكثيف الأعداء تكالبهم على أمة الإسلام مؤخرا، حيث ظنوها قد ماتت وتبدلت وتخلت عن هويتها الإسلامية، ومن هنا زادت وتائر مكرهم وكيدهم لعرقلة هذا التقدم والتطور حتى لا يستعيد المسلمون حقوقهم المادية وأراضيهم المنهوبة والمسلوبة، وحتى لا يصبحوا قوة تمنع الظلم والعدوان كما فعلوا عبر تاريخهم. وهذا المكر والكيد والحرب من الأعداء سنة ربانية في الكون للأمة المسلمة "أحَسِب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهُم لا يُفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فلَيعلَمن الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين" (العنكبوت: 2-3)، وبسبب تحسن حالة الإيمان بالعموم للأمة المسلمة كانت الفتنة والمحنة في هذا الزمان أشد، والله أعلم. ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خطر الفتن فقال: "بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعَرض من الدنيا قليل" رواه مسلم. ومن نماذج هذه الفتن العصرية في عالمنا اليوم ما نجده في الألعاب الإلكترونية الوافدة التي غزت أطفالنا وشبابنا، وتأثروا بها حتى انتحر عدد منهم، وقُتل بعضهم آخرين بدفع منها، ولكن الأخطر من ذلك هو تأثيرها على عقيدة الأطفال الذين -دون وعي وإدراك- أصبحوا يعبدون الشيطان أو يعتقدون وجود آلهة غير الله، ويقومون بطقوس وعبادات مخالفة للإسلام، والتي تبدت حقيقتها في شلل بعض الكافيهات والحفلات المنفلتة كحفلة "قلق"، وانتشار ظواهر عبدة الشيطان والإيمو وغيرها بين طلبة المدارس، ويصاحب ذلك انتشار تداول المخدرات والخمر، وهذه فتنة ماحقة تهلك الفرد ثم الأسرة فالمجتمع.