القصر في السفر في أرجح قولي العلماء هو عزيمة وليس برخصة ، أي يجب عليه أن يقصر فلا يجوز له الإتمام وذلك لأحاديث كثيرة جاءت بهذا الصدد، من أهما قول السيدة عائشة رضي الله عنها:" فرضت الصلاة في السفر ركعتين ،فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فأُ قرت في السفر وزيدت في الحضر"، فإذاً أصل المفروض من الصلوات هو ركعتان ركعتان، إلا صلاة المغرب كما في رواية في مسند الإمام أحمد رحمه الله، فقولها فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ، تنبيه قوي جداً إلى أن الأصل في الصلاة أنها ثنائية، فإذا قالت فيما بعد فاُقرت في السفر أي هذه الفريضة اُقرت في السفر وزيدت في الحضر.
، والحَنابِلَة قال ابن قاسم عند قولِ الماتن: (وإن سافرَ ليُفطِرَ حَرُمَا)- قال: (أي: السَّفر والإفطار، حيث لا عِلَّة للسفر إلا الفطر، فأمَّا الفطر فلعدمِ العُذر المبيح، وهو السَّفر المباح، وأمَّا السفر فلأنَّه وسيلةٌ إلى الفِطر المحرَّم) ((حاشية الروض المربع)) (3/375)، ويُنظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/506). ، واختارَه ابنُ القيِّم قال ابن القيِّم: (وإن كانت الحيلة فِعلًا يُفضي إلى غرض له، مِثل أن يُسافر في الصيف ليتأخَّرَ عنه الصوم إلى الشِّتاء، لم يحصُلْ غرضُه، بل يجب عليه الصومُ في هذا السفر) ((إغاثة اللهفان)) (1/372). ، وابنُ عثيمين قال ابنُ عثيمين: (الصِّيام في الأصل واجبٌ على الإنسان، بل هو فرضٌ ورُكن من أركان الإسلام كما هو معلوم، والشيء الواجب في الشَّرع لا يجوزُ للإنسان أن يَفعل حيلةً ليسقطَه عن نفسه، فمَن سافر من أجْل أن يفطر كان السفرُ حرامًا عليه، وكان الفطر كذلك حرامًا عليه، فيجب عليه أن يتوبَ إلى الله عزَّ وجلَّ، وأن يرجِع عن سفره ويصوم، فإنْ لم يرجع وجَب عليه أن يصومَ، ولو كان مسافرًا، وخلاصة الجواب: أنَّه لا يجوز للإنسان أن يتحيَّل على الإفطار في رمضان بالسَّفر؛ لأنَّ التحيُّل على إسقاط الواجب لا يُسقِطُه كما أنَّ التحيُّل على المحرَّم لا يجعله مباحًا) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (19/133).
ذات صلة متى يجوز قصر وجمع الصلاة أحكام صلاة القصر شروط صلاة القصر يلزم توافر عدّة شروطٍ حتى يُباح للمسافر قصر الصلاة في السفر، وهي فيما يأتي: [١] [٢] نيّة السفر: يجب على المسافر أن ينوي السفر حتى يُباح له قصر الصلاة في السفر، فإن لم ينوِ السفر وإنّما خرج مسافةً طويلةً تعادل مسافة القصر بدون نيّة السفر فلا يجوز له قصر الصلاة. مسافة السفر: تعدَّدت آراء العلماء في تحديد المسافة التي إذا قطعها المسافر جاز له قصر الصلاة فيها، فذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى القول بأنَّ مسافة السفر المبيحة لقصر الصلاة مَسيرة يومين، أي ما يُعادل ثمانين كيلو متراً، وهو رأي الصحابة والتابعين كذلك، أمّا الحنفية فذهبوا للقول بأنّ مسافة السفر تُعادل ثلاثة أيامٍ بلياليها، واتّفق العلماء على أنَّ المسافر بالوسائل الحديثة من طائرةٍ أو سيارةٍ أو قطارٍ يُباح له قصر الصلاة، لأنّ علّة إباحة قصر الصلاة في السفر ليست المشقّة وإنمّا السفر. السفر المباح: يجب أن يكون مقصود المسافر في سفره إمّا مباحاً؛ كمن خرج للتّرفيه عن نفسه، أو واجباً؛ كمن خرج لأداء الحجِّ، أو مندوباً؛ كمن سافر لأداء الحجِّ مرةً أخرى، فإن سافر سفراً فيه معصية أو فعلاً مكروهاً؛ كمن سافر للسرقة، فلا يجوز له قصر الصلاة في السفر.
ثالثا: مِنَ الِإِجْماع نقَل الإجماعَ على مشروعيَّة قَصْر الصَّلاةِ للمسافرِ: ابنُ المنذر قال ابنُ المُنذر: (أجمَع أهلُ العلم على أنَّ لِمَن سافر سفرًا يُقصَر في مثله الصلاة وكان سفرُه في حجٍّ، أو عُمرة، أو جِهاد، أن يَقصُر الظهرَ والعصر والعشاء، فيُصلِّي كلَّ واحد منها ركعتَينِ ركعتَينِ) ((الأوسط)) (4/379). وقال أيضًا: (أجمَع أهلُ العِلم لا اختلافَ بينهم على أنَّ لِمَن سافر سفرًا يُقصَر في مِثله الصَّلاة، وكان سفره في حجٍّ، أو عُمرة، أو غزوٍ، أنَّ له أن يقصُر الصلاةَ ما دام مسافرًا) ((الأوسط)) (4/396). ، وابنُ عبد البَرِّ قال ابنُ عبد البَرِّ: (أجمَع العلماء على أنَّ للمسافر أن يَقصُر الصَّلاةَ إذا سافَر في حجٍّ، أو عُمرة، أو غزوٍ، سفرًا طويلًا أقله ثلاثة أيَّام، فله أن يَقصُرَ ثلاثة أيَّام صلاةَ الظهر والعصر والعشاء، من أربع إلى اثنتين، لا يختلفون في ذلك) ((الاستذكار)) (2/218). ، وابنُ رُشد قال ابنُ رُشد: (أمَّا القصر فإنَّه اتَّفق العلماءُ على جواز قصْر الصَّلاة للمسافر، إلَّا قول شاذٌّ، وهو قول عائشةَ، وهو: أنَّ القصر لا يجوز إلَّا للخائف؛ لقوله تعالى: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ((بداية المجتهد)) (1/166).
يُشرَعُ قَصرُ الصَّلاةِ الرُّباعيَّةِ في السَّفرِ، في الجُملةِ.
وصلت إلى (الوعي) نسخة من (مناشدة) وجهها عدد من العلماء الأفاضل في السعودية إلى الشيخ عبد العزيز بن باز. كتاب ناصر عبد الكريم. وكان الأصح أن يوجهوا (هجوماً) وليس (مناشدة) وأن يوجهوه إلى الحكام المسؤولين وليس إلى ابن باز، ولكن يبدو أن ظروفهم صعبة فاكتفوا بما وجّهوا وفيما يلي المناشدة: بسم الله الرحمن الرحيم (مناشدة) إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (حفظه الله تعالى) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد سمعنا كما سمع غيرنا بالأنباء الكثيرة عن خطط غربية جديدة تهدف إلى إنهاء حالة العداوة بين المسلمين واليهود في فلسطين باسم جهود السلام. ونظراً لأن هذه القضية تتعلق بالأمة كلها، وتهم كل فرد في مشرق بلاد الإسلام ومغربها، وليست قضية خاصة أو متعلقة ببلد معين، رأينا من واجبنا الشرعي الذي لا يسعنا التخلي عنه بحالٍ من الأحوال أن نقدم لكم اجتهادنا في المسألة رجاء أن تتأملوه، ثم تقدموه لمن ترون مصلحة في تقديمه له. وإنما حدا بنا إلى كتابه هذا الكتاب لسماحكم الخوف من دخولنا تحت وعيد كتمان العلم الذي ائتمننا الله عليه. ونلخص – سماحة الشيخ – اجتهادنا في النقاط التالية: 1- الصلح المزعوم هو عبارة عن هدنة مطلقة غير محدّدة بمدة معلومة.
إن النبي صلى الله عليه وسلم حين هم بمصالحة غطفان لحماية أرض المسلمين وردّ العدو حتى يتقوى المسلمون على قتالهم، وحين علم كراهية الأنصار لذلك رفضه، فكان ذلك خيراً عظيماً للمسلمين، في كسر شوكة الأحزاب، وردّهم بغيظهم لم ينالوا خيراً. أما الاستسلام المعروض اليوم فليس معه جهاد ولا إعداد ولا تقوية للمسلمين في المستقبل، ولم يتمّ عن مشورة المسلمين ولا عن موافقتهم. 8- وأخيراً سماحة الشيخ: فإننا نعتقد أن الطريق الوحيد والمضمون لإحباط كيد اليهود،وحقن دماء المسلمين ورد الفتن العامة والخاصة هو الجهاد في سبيل الله، وتربية الناس على ذلك، وإعدادهم له. وإذا لم نملك ذلك الآن فيجب أن يبدأ التوجه الصادق لتحريك همم الشعوب الإسلامية وإعدادها إعداداً مادياً ومعنوياً:] وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [ [الحج: 40]. وإذا لم تر مصلحة في أن ننكر هذه المصالحة ونردّها، فلا أقل من أن يحفظ علماء المسلمين سمعتهم من أن تنالها الألسنة بسوءٍ نتيجة اجتهادٍ كانت الأمور كلها ستتم – والله أعلم – دون الحاجة إليه. شرح كتاب ناصر عبد الكريم علي السبيعي. 9- سماحة الشيخ: إن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا، وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكلنا وإليه ننيب.
3- إن هذا الاستسلام سيوقعه عن الأمة أناس لم تفوضهم الأمة به وهم لا يمثلونها ولا يؤتمنون على مصالحها لأن حكمهم قائم على عقائد ومبادئ مغايرة للإسلام، والحكومة الباطنية (…) أوضح مثال على ذلك. 4- إن وراء جهود المصالحة خطة أبعد لإنهاء حالة العداء بين جميع الشعوب والأديان من منطلق بدعة (النظام الدولي الجديد) الذي يفترضون فيه أن تنتهي الخصومات والحروب بين الشعوب في ظل هيمنة العالم الغربي. وسيترتب على ذلك نزع السلاح – خاصة من أيدي المسلمين – بحجة أنه لا مسوّغ له بعد المصالحة. ملف اسئلة الاختياري للغة الإنجليزية بكالوريا علمي أدبي سلسلة إيمار المنهاج السوري | مناهج عربية. كما سيترتب عليه – وهذا هو الأهم – جهود ضخمة للتطبيع، وتغيير المناهج الدراسية والسياسات الإعلامية وغيرها لحذف كل ما يعتقدون أنه إساءة إلى اليهود، ومنع الحديث عن هذه الأمور باعتباره إساءة إلى إحدى الدول المجاورة أو القريبة، ويمكن مراجعة الوثائق الخطيرة المنشورة في كتاب [التطوير بين الحقيقة والتضليل] وكتاب [التاريخ بين الحقيقة والتضليل: للدكتور جمال عبد الهادي]. وسيرتب عليه رفع الحظر عن بضائعهم، وتبادل الخيرات والمصالح والمعلومات المتنوعة معهم. ولذلك بدأت الصحافة تطالعنا بمقالات وتحقيقات وندوات تؤكد أنه لم يعد هناك أعداء للإسلام، وأننا يجب أن نقيم علاقتنا مع الجميع على ضوء المصالحة المتبادلة فحسب!