بقلم د. مفيدة إبراهيم على للعلم في الإسلام مكانة خاصة فقد حث عز وجل في كتابه الكريم على العلم وحث عباده على التزود منه لقوله تعالى:"وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا "طه- 114, وكذلك السنة المطهرة, فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة وهو من أجل العبادات وهو نوع من الجهاد في سبيل الله. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقا فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة " وقال: عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " " ولقوله تعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النحل -43, وطلب العلم في الوقت الحاضر لم يعد أمرا اختياريا بل أصبح ضرورة من ضرورات الحياة التي حثت عليها الشرائع السماوية جميعها. ما يراد تحققه من الدعاء بقولة تعالى : (وقل رب زدني علما) هو طلب - ما الحل. فنحن نعيش في عالم متسارع لا مجال فيه للجهل والتخلف لأن الجهل مقبرة للطموح, وطريق للضياع بعكس العلم الذي ينير القلوب قبل الدروب، فبالعلم ينمو العقل والفكر ويصبح العالم مساحة أجمل وأفضل وأسهل للحياة. فبالعلم يتميز الإنسان على سائر المخلوقات. ومن كرمه تعالى أن "علم الإنسان ما لم يعلم "، فشرفه وكرمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان.
إشراقة آية: قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114] ♦ في الآية الكريمة توجيه كريم وإرشاد عظيم للنبي المبجل والرسول الموقر صلى الله عليه وسلم بطلب الاستزادة ورجاء الوفرة من العلم والمعرفة والفقه والفهم. ♦ العلم في الآية عام مطلق يشمل كافة العلوم بجميع فروعها ومجالاتها وأقسامها ومستوياتها. وقل رب زدني علما سورة. ♦ دلت الآية الجليلة على الحاجة الدائمة والعوز المستمر للعلم والفهم والخبرة والتجربة بلا تكبرٍ ولا استعلاء ولا ضعف ولا استحياء، كما ألمحت لشرف العلم ومنزلة المعرفة وأهميتهما في تزكية النفوس وصلاح الأفراد ورقي الأمم وتطور المجتمعات. ♦ تفسير العلم الممدوح والفاضل في الكتاب والسنة بالعلم الشرعي - على اختلاف في توصيفه بأنه فن التفسير أو الحديث أو الفقه أو الاعتقاد - واعتبار ما سواه من علوم الآلة والكون والطبيعية والإنسان علوم ثانوية وهامشية ومفضولة وقاصرة جعل الأمة الإسلامية تعيش حالة من الصراع الفكري بين أرباب العلوم وأصحاب المذاهب ودهورًا من التخلف والتأخر والتبعية والاستجداء للأمم المتقدمة والحضارات المتعاقبة. ♦ المعادلة الحتمية والنظرية المنطقية: العلم يدعو للعمل، والعمل يؤدي للتهذيب والإصلاح، والإصلاح يحتاج للمصابرة والمرابطة، وهذه العناصر الأربعة هي ركائز ومقومات النجاح الديني والدنيوي.
وهذا المطلب كان من مطالب الصحابة رضى الله عنهم أجمعين فكان من دعاء عبداللَّه بن مسعود رضى الله عنه: ((اللَّهُمَّ زِدْنِي إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفَهْمًا، أَوْ قَالَ: وَعِلْمًا)) وقد جاءت أحاديث متنوعة تحث على هذا المطلب العظيم، فكان من أدعيته صلى الله عليه وسلم ((اللَّهُمَّ انْفَعَني بِمَا عَلَّمْتنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُني، وَزِدْنِي عِلْمًا)) وفي لفظ: ((اللهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وارْزُقْنِي عِلْماً تَنْفَعُنِي بِهِ)). وقد استنبط بعض العلماء ((الأدب في تلقي العلم أن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنَّى، ويصبر حتى يفرغ المُملي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض)). المصادر: قواعد التفسير تفسير الطبري تفسير ابن كثير المعجم الكبير للطبراني شعب الإيمان للبيهقي مجمع الزوائد للهيثمي سنن الترمذي، كتاب الدعوات سنن ابن ماجه، المقدمة مصنف ابن أبي شيبة السنن الكبرى للنسائي، كتاب صفة الصلاة تفسير ابن سعدي
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية
و كما كانت الآفاق العربية يومها تردد صدى هذه الفاجعة المؤلمة وقسوة ما اقترفه الأمويون بآل الرسول في كربلاء كانت العائلة النبوية تجدد ذكراها صباحاً و مساء في حزن عميق و شجن عظيم، وتبكي عليه رجالاً و نساءً، و كلما رأوا الماء تذكروا عطش قتلاهم، فلم يهنأوا بطعام و لا بمنام. اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام وكان وجوه المسلمين والموالين لآل البيت يفدون على بيوت آل النبي (صلى الله عليه و آله) بالمدينة معزين ومواسين وكان الواحد منهم يعبّر عن مشاعره وأحزانه بأبلغ ما أُوتي من روعة القول وقوة البيان وحسن المواساة لهذه المصيبة، حتى تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب التسلية والمؤاساة. وبقيت بيوت آل البيت مجللة بالحزن والسواد ولا توقد فيها النيران، حتى نهضت في العراق ثلة من فتيانه الأشاوس ومن زعماء العرب الأقحاح أمثال المختار الثقفي وإبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وسليمان الخزاعي والمسيّب الفزاري وغيرهم حيث أخذوا ثأر الحسين وقتلوا جميع قتلة الحسين أمثال ابن زياد وابن سعد وسنان وشمر وحرمله وغيرهم، فخفّت من ذلك لوعة الأشجان في بني هاشم، وهدأ منهم نشيج الزفرات ونزيف العبرات، فصارت المآتم منهم وفيهم تقام في السنة مرة بعدما كانت مستمرة.
أيسوقها زجر بضرب متونها والشمر يحدوها بسبِّ ابيها؟! عجبا ً لها بالامس انت تصونها واليوم آل امية ٍ تبديها!! حسرى، وعزَّ عليك أنْ لم يتركوا لك من ثيلبك ساتراً يكفيها وسروا برأسك في القنا، وقلوبها تسمو إليه، ووجدها يُضنيها إنْ أخَّروه شجاه رؤية حالها أو قدموه... فحاله يُشجيها وللسيد رضا الهندي أيضا ً من بائيّته المعروفة، يحكي عن سيد الشهداء سلام الله عليه: فأقام عينُ المجد فيهم مفرداً عقدت عليهم سهمامهم أدابا لم انسهُ إذ قام فيهم خاطباً فاذا هم لا يملكون خطابا يدعو: ألست انا ابن بنت نبيكم وملاذكم إنْ صرفُ دهر ٍ نابا؟! أولم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـثقلين فيكم: عترة ً وكتابا ؟! فغدوا حيارى، لا يرون لوعظه إلا ّ الأسنة والسهام جوابا حتى إذا اسفت علوج أمية ٍ ألا ترى قلب النبيّ مصابا صلت على جسم الحسين سيوفهم فغدا لساجدة الظبا محرابا ومضى لهيفاً... لم يجد غيرالقنا ظلاً، ولا غير النَّجيع شرابا ظمآن ذاب فؤاده من غُلة لو مسَّت الصخر الاصمَّ لذابا *******
4- قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له:ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة. 5- عن أبي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام) عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم قط فرئي أبو عبد الله(عليه السلام) في ذلك اليوم متبسما إلى الليل. 6- عن الامام الصادق أن الحسين (عليه السلام) ينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وأنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة.