الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط تاريخ النشر: السبت 27 محرم 1435 هـ - 30-11-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 229468 53569 0 415 السؤال هناك من يعتقد أنه لا يوجد عذاب في القبر, ولا ضمة القبر, ويحتجون على ذلك بأن الروح تغادر الجسد حال الموت، فلا حياة, ولا ألم, ولا شيء سوى السبات البرزخي, إلى أن يأذن الله تعالى، فإذا ذكرناهم بالأحاديث التي تدل على أن عذاب القبر حقيقة احتجوا بأن القرآن كتاب الله أولى بالتصديق، فلماذا لم يذكر الله عذاب القبر, وضمة القبر في القرآن, بينما ذكر عذاب النار, والحساب, وغيره؟ مع احتمالية افتراء بعض الناس في الأحاديث, ونسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون علم, فأفيدوني - بارك الله فيكم -. الإجابــة الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن القرآن لم يأت فيه تفصيل جميع العقائد والأحكام، وما دام الأمر ثبت في الأحاديث: فلا يتوقف ثبوت اعتقاده على وروده في القرآن، فإن الأصل أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي منزل من عند الله تعالى، كما قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إن هو إلا وحي يوحي {النجم:3 ، 4}.
أحاديث عن عذاب القبر كما أن هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على وجود عذاب القبر بعد الموت في البرزخ، ويتضح ذلك فيما يلي: روي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال".. رواه مسلم، وهذا دليل على وجود عذاب في القبر قبل يوم القيامة. ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سألت النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن عذاب القبر، قال: نعم عذاب القبر حق"، وهذا دليل واضح وقوي ومباشر عن وجود عذاب القبر كما أكد لنا الرسول الكريم في نص الحديث الشريف. شاهد أيضًا: معلومات عن الرعد والبرق في القرآن في ختام مقال عذاب القبر ونعيمه في القرآن، نتمنى أن ينال المحتوى الذي تم تقديمه إعجابكم، حيث عرضنا موضوع شامل يؤكد صحة الأقاويل التي تؤكد أن هناك عذاب أو نعيم في القبر، وانتظرونا في مقالات جديدة تقدم معلومات مفيدة خلال الفترة المقبلة.
السؤال: يقول: أيضاً يوجد أناس لا يصدقون بعذاب القبر وذلك لأنه لم يذكر في القرآن الكريم، فوجهونا جزاكم الله خيراً؟ الجواب: عذاب القبر حق وقد تواترت به النصوص عن النبي ﷺ، وأجمع عليه المسلمون، ودل عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا هذا معناه في البرزخ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46] فقوله: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46] هذا في البرزخ نسأل الله العافية. فالمقصود أن من أنكر عذاب القبر يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً نسأل الله العافية، نعم. المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. فتاوى ذات صلة
وفي سورة آل عمران يقول تعالي: " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" وهذه الأيات تعتبر إثبات أن الشهداء يتمتعون بنعيم وراحة في القبر فهم يسعدون بفضل الله وخيره فالله عز وجل لا يضيع اجر المحسن والمؤمن. وفي سورة الحج يقول تعالي " وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ " وفي هذه الأيات دليل على أن من يُقتل في سبيل الله أو يُقتل وهو مهاجر في سبيل الله، فالله سيجازيه في الاخرة بنعيم الجنة في القبر بنعيم أيضاً ويتضح هذا من قوله " لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا " مما يدل علي ان وجود نعيم في القبر غير النعيم في الآخرة.
إذا قيل للميت " من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ " هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: " الله ربي والإسلام ديني ومحمد نبيي " اختاروا كلمة الله وآمنوا بها وعملوها بقتضياتها فكان من إحسان الله ولطفه بهم أن عاملهم بالحسنى فثبتهم على الحق في الدنيا ودلهم على المزيد منه وثبتهم على كلمة التوحيد في أحلك المواقف: في القبر عند السؤال ويوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم ويعمهم بالله بفضله ثم تستقبلهم الملائكة ذاك الاستقبال الملكي المهيب ويزفونهم إلى ملكهم السرمدي بالبشرى والسلام. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل . [ إبراهيم: 27]. يالها من فرحة ما بعدها فرحة وياله من جزاء هو أحسن جزاء وفضل ما بعده فضل. وفي المقابل: من اختار الضلالة فله مثل ما اختار، ومن آثر الظلم فالجزاء من جنس العمل ويالها يومئذ من حسرات. { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]. قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين ، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها.
فإذا جرت محاولات إزاحة «الخط الأخضر» إلى القدس المحتلة، في تنويع آخر، ويستوي أن يتمّ بأسلحة موشي دايان أو إسحق رابين أو شارون أو دونالد ترامب؛ فإنّ ذلك الانزياح القصدي يصطدم بعبوّة بشرية ناسفة، من النوع الذي انفجر مراراً في قلب فلسطين، خاصة حين تُمسخ إلى جغرافيا توراتية صمّاء، وإلى تاريخ أشدّ صمماً وعمى. تحدث مسارات مماثلة عند انتقال القرار الصهيوني من اللاهوت الميتافيزيقي إلى السياسة الاستيطانية، عن طريق حشر الأبدية في قرارات الكنيست الإسرائيلي، بما يجعل القدس «عاصمة أبدية موحدة لشعب إسرائيل». كذلك توجّب على باطن الأرض أن يقذف الحمم الأركيولوجية المزيفة، التي تتكفل بصناعة الباطل؛ وتوجّب على الحبر الأخضر أن ينقلب إلى لون أحمر قانٍ، على سائر الخطوط. وذات يوم كان الراوي في قصيدة محمود درويش يتمشى داخل السور القديم، في القدس التي له ولآبائه وأجداده، فحدث أن استغربت جندية وجوده: «هو أنتَ ثانية؟ ألم أقتلك؟/ قلتُ: قتلتني… ونسيتُ، مثلك، أن أموت». الموت، هنا أيضاً، خطّ مرسوم للفلسطيني بحبر أحمر، يندر أن يكون أخضر!
قَالَ قَتَادَةُ: وَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قال: «وأما المنافق أو الكافر فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ». أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُظَفَّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التميمي ثنا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الله بن عدي الحافظ ثنا عبد الله بن سعيد ثنا أسد بن موسى ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يَسْمَعُ حِسَّ النِّعَالِ إِذَا وَلَّى عَنْهُ النَّاسُ مُدْبِرِينَ، ثُمَّ يُجْلَسُ وَيُوضَعُ كَفَنُهُ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ يُسْأَلُ».