السؤال / الميرزا / عمان بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد هل الطوفان الذي كان عقابا لقوم نبي الله نوح عليه السلام شمل كل وجه الأرض أو فقط منطقة محددة ؟ والسلام عليكم الجواب الأخ الميرزا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال تعالى: (( إِنَّا لَمَّا طَغَى المَاء حَمَلنَاكُم فِي الجَارِيَةِ)) (الحاقة:11). وطغى الماء: جاوز حدّه المعتاد، وعن علي (عليه السلام) ((لم تنزل قطرة من الماء إلاّ بمكيال على يد ملك إلا يوم الطوفان، فإنه أُذن لها دون الخزان فخرجت وذلك قوله: (( إِنَّا لَمَّا طَغَى المَاء))، الحديث. ومنه يُستفاد أن الماء قد عم جميع اليابسة. ويؤيده ما ذكره العلامة الطباطبائي(رحمه الله) في تفسير الميزان: إن نوح (عليه السلام) أُمر أن يحمل من كل جنس من أجناس الحيوان زوجين اثنين، فإن ذلك كالنص في أن الطوفان عّم البقاع اليابسة من الأرض جميعاً أو معظمها الذي هو بمنزلة الجميع. أحمد عبد القادر يسجل الهدف الثالث للأهلي في شباك المريخ - قناة صدى البلد. فالحق أن ظاهر القرآن الكريم ـ ظهوراً لا ينكر ـ أن الطوفان كان عاماً للأرض، وإن من كان عليها من البشر أغرقوا جميعاً، ولم يقم لهذا الحين حجة قطعية تصرفها عن هذا الظهور. (الميزان ج10/ 266).
لَقَبُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: الصَّادِقُ الأَمِينُ، قَوْلُ قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا جَرَّبْنَا عَليْكَ كَذِبًا، وَكَانُوا يَدْعُونَهُ صلى الله عليه وسلم بـالأَمِينِ. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. الكلمات الدلائليه: فيديو
قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (الأحقاف: 35). ويتفاوت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويتفاضلون في الصبر، فصبر أولي العزم من الرسل هو أعظم الصبر؛ لأنهم واجهوا من الأذى والصد ما لم يواجهه نبي قط، وقد جاء التنويه بذكر صبرهم في قوله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾، فنوح عليه السلام من أولي العزم، صبر في دعوته لقومه صبرا عظيما. كتب نوح عليه السلام سلسلة قصص الأنبياء والمرسلين - مكتبة نور. (الجليل، 1998، ج3، ص 107). صبر نوح -عليه السلام- على قومه، فقد أنذرهم لأجل أن يتعظوا ويخشوا الله فيما يفعلونه فلم يستجيبوا، ومع ذلك صبر على أنهم لم يستجيبوا لدعوته التي دعاهم إليها، وهي أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، ولقد استمر فيهم داعيا ومبينا لهم خطورة كفرهم وشركهم بالله، ومع ذلك لم يستجيبوا أيضا، وأعاد الكرة عليهم مرات عديدة؛ لأجل أن يتقوا الله ويؤمنوا به فلم يستجيبوا، وأنبأهم ليلا ونهارا بمغفرة الله لمن يؤمن منهم ويتوب ويتقي، فازدادوا ضلالا وإصرارا واستكبارا، ومع ذلك صبر ولم يستسلم لرفضهم واستكبارهم فازدادوا إصرارا، وهكذا كلما ازدادوا إصرارا ازداد نوح صبرا.
(عقيل، 2011، ص 89). عاش نوح -عليه السلام- عمرا مديدا ودهرا طويلا، حيث بلغ ألف سنة إلا 50 عاما، لبثها في دعوة قومه إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له والحث على تقواه وطاعته، لا يكل ولا يمل، ليلا ونهارا، سرا وإعلانا وجهارا، وهذا من شدة حرصه على قومه، والتزامه أوامر في تبليغ دعوته. إنَّ دعوة نوح عليه السلام والرسالة التي كلفه الله تعالى بتبليغها إلى قومه كانت تؤسس منهجا عاما للأنبياء والرسالات بعد نوح عليه السلام؛ وذلك بسبب: أنها أول دعوة تحمل شريعة بعد آدم عليه السلام. طول المدة التي استغرقتها. الإيمان هو الأصل. الشرك والكفر هما طارئان. إظهار أسلوب الدعوة. توضيح طريق الدعوة. الدعوة من حيث الزمن {ألف سنة إلا خمسين عاما}. الدعوة من حيث الوقت {ليلا ونهارا}. أسست نبوة نوح -عليه السلام- ودعوة قومه -هذه المدة الطويلة- للأنبياء النهجَ والفكر والأسلوب والمطاولة والجدل والحوار والصراع والابتلاء والعبر، وما من نبي جاء بعد نوح إلا وكان له في نوح أسوة حسنة. (عقيل، 2011، ص 246). وكذلك لمن حوله من أتباعه الذين آمنوا به، فهل هناك أعظم من صبر نوح عليه السلام الذي بقي يدعو قومه قرابة 10 قرون من الزمن، ثم بعد ذلك لم يؤمن معه إلا قليل؟!
إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم وتوفيقهم أجورهم بغير حساب ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب﴾ (الزمر:10). قال الإمام الغزالي -رحمه الله- فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر، ولأجل كون الصوم من الصبر وأنه نصف الصبر، قال الله في الحديث القدسي "الصوم لي وأنا أجزي به"، فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات. (الغزالي، 2016، ج4، ص 310). وقال العلامة ابن القيم "الصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصف صبر ونصف شكر". (ابن القيم، 1991، ج2، ص 115). الحصول على درجة الإمامة في الدين، نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية قوله "بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين"، ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ (السجدة: 24). وقرأ سفيان بن عيينة الآية فقال "أخذوا برأس الأمر -يعني الصبر- فجعلهم رؤساء". (الرقب، 2010، ص 159). إن خُلق الصبر وقيمته أصيلة في نشأة الحضارات الإنسانية، ولا يمكن أن ترتقي على المستوى المادي والمعنوي إلا بخلق الصبر على مستوى القيادة والأفراد والمجتمع، فمن ملامح ومعالم الحضارة الإنسانية الثانية خلق الصبر الذي تميز به نوح عليه السلام وربى عليه أتباعه.