وتابع عاشوري "كان إضراب سري عن الطعام"، مضيفا "لأنه عندما تضرب عن الطعام فهذا احتجاج على شيء.. لكنني لم أرغب في ذلك". وبينما كان يقبع في السجن، اختارت عائلة عاشوري عدم التحدث علانية، معتقدين أن الدبلوماسية ستكون فرصته لينال الحرية. وبعد عامين من اعتقاله، أدين عاشوري في قضية تجسس، وحينها قررت عائلته بدء حملتهم للدفع لإطلاق سراحه. وتندم زوجته على عدم بدء الحملة في وقت أقرب، قائلة: "كان يجب أن أبدأ فورا بعد اعتقاله. أحث جميع العائلات على فعل الأمر نفسه لأنه من السهل جدا أن تذهب طي النسيان". وبعد محاولات الانتحار، نقل عاشوري إلى زنزانة مختلفة مع سجناء آخرين الذين بدؤوا التواصل معه. طلبة «اللِبّن الشرقية».. هدف يلاحقه الاحتلال خارج المدارس وداخلها. "جامعة إيفين" وتضمنت تلك المجموعات، التي تشكلت من سجناء سياسيين آخرين فيما يمزح عاشوري بوصفه "جامعة إيفين"، مناقشات وورش عمل في الفيزياء، والاقتصاد، والشعر، والإسبانية. وكانت تلك الأنشطة إحدى السبل التي ساعدته في الحفاظ على سلامته العقلية، حيث تمكن أحيانا من أن ينسى أنه موجود بالسجن "لأنك منهمك للغاية في فعل تلك الأشياء". وبالوقت الراهن، يحاول عاشوري المضي بحياته وفي نفس الوقت يناضل من أجل إطلاق سراح السجناء الآخرين، قائلًا: "عندما ترى آخرين يغادرون وأنت لا تزال باقيا، إنها عذاب آخر".
وعن ذلك يقول مدير مدرسة اللبن - الساوية: «في شهر نوفمبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل حسن داوود، الذي يعاني صعوبة في الحركة، ومصاب بخلل في توازن جسده، بينما كان متجهاً من منزله إلى المدرسة، بذريعة توجيهه شتائم ضد الجنود، وإلقاء الحجارة عليهم، رغم أنه يعاني صعوبة بالغة في النطق والحركة»، مضيفاً: «اقتاد الجنود الطالب حسن إلى مركز التحقيق، وأمضى يومين معتقلاً لدى جنود الاحتلال، الذين لم يفرجوا عنه إلا بعد إجبار والده على دفع غرامة مالية قدرها 1200 شيكل، على الرغم من تدهور الأوضاع المادية لأسرته». «جيبات» عسكرية في المدارس هنا مازالت الاعتداءات خارج أسوار مدارس قرية اللبن الشرقية، وبالانتقال إلى الحديث عن الجانب الآخر للاستهداف الإسرائيلي المتعمد للطلبة ومسيرتهم التعليمية، يؤكد مدير مدرسة اللبن – الساوية، أن عمليات اقتحام جنود جيش الاحتلال لساحات وفصول مدارس القرية كثيرة، فمدرسته تعرضت خلال وقت قصير للاقتحام خمس مرات، المرة الأولى كانت من خلال تسلل الجنود عبر جدران المدرسة، بذريعة إلقاء حجارة على مركبات المستوطنين خلال عبورها الشارع العام. ويقول غازي: «في إحدى المرات فوجئنا بجنود يتواجدون أمام باب المدرسة من أجل اعتقال أحد الطلبة، بحجة إلقاء الحجارة على جيب عسكري، وعندما رفضنا ذلك، اقتحموا ساحات المدرسة، وأطلقوا قنابل الغاز بين الفصول والطلبة والمعلمين».