وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللهِ، وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّهْلِيلَ وَالتَّكْبِيرَ وَالتَّحْمِيدَ» [4]. وفي هذه الأيام العشر يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القر، وهي من أعظم الأيام عند الله، روى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن قرط: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [5] [6]. وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟» [7]. ١٠ ذو الحجة 3 اغسطس. فهو يوم المغفرة والعتق، وصومه يكفر سنتين، روى مسلم والترمذي من حديث أبي قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ: إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [8].
ذات صلة ما فضل أيام عشر ذي الحجة فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة فضل العشر من ذي الحجة للعشر الأوّل من شهر ذي الحجة العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي: [١] أقسم الله -تعالى- بها بقوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) ، [٢] وهذا يدُل على فضل لياليها وأيامها. فضّلها الله -تعالى- على باقي الأشهر الحُرُم. صيام عشرة من ذي الحجة - موضوع. جعلها الله -تعالى- في آخر أشهر الحجّ، لتؤدّى فيها أكثر مناسك الحج وذلك لبركتها. سمّاها الله -تعالى- بالأيام المعلومات التي أذن فيها للناس بذكره؛ فقال: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) ، [٣] وقد ذهب جُمهور العُلماء، ومنهم ابن عمر، وابن عباس، -رضي الله -عنهم- وغيرهم إلى أنّ الأيام المعلومات هي العشر الأول من ذي الحجة.
[٦] فضل التاسع من ذي الحجة يُسمى اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بيوم عرفة، الذي يقف فيه الحُجّاج على صعيد عرفات، ولهذا اليوم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي: [٧] اليوم الذي أكمل الله -تعالى- فيه الدين، وأتمّ النعمة على عباده، لقوله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). [٨] يوم عيد للمُسلمين؛ وهو خاصّ بالحاج، قال -عليه السلام-: (إنَّ يومَ عرفةَ ويومَ النحرِ وأيامَ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ وهنَّ أيامُ أكلٍ وشربٍ). ١٠ ذو الحجة المقبل. [٩] يوم يغفر الله -تعالى- فيه الذنوب، ويتجاوز عنها، كما يُعد يوم عتقٍ من النار، ويباهي الله -تعالى- فيه الملائكة بالحُجاج، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟). [١٠] يوم أقسم الله -تعالى- به في أكثر من آية في كتابه؛ كقوله: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) ، [١١] والشفع هو يوم عرفة، وقوله: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود) ، [١٢] والشاهد هو يوم عرفة.
• الصيام ، صيام العشر الأوائل من ذي الحجة له فضل عظيم ويعد من أفضل الأعمال المحببة لدى الله ، ومن يصوم يوم عرفة تحديدا فقد يكفر الله له ذنوبه في السنة التي قبله وبعده. الإفتاء توضح حكم صيام الـ 10 من ذي الحجة كاملة أم ناقصة | مصراوى. • الإكثار من النوافل ، ففي هذه الأيام المباركة يفضل أن يكثر المسلم من أداء صلوات النوافل لتزيد من قربه بالله والتكفير عن ذنوبه ، كما حثنا رسول الله الكريم عليه الصلاة والسلام أن يحافظ المسلم على صلاة الجماعة وفي أوقاتها. • الإكثار من الذكر والتكبير والتهليل ، لما أمرنا به سبحانه وتعالى لقوله " وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ " والمقصود بالأيام المعلومات أيام العشر ذي الحجة. • الصدقة ، والإكثار من الصدقات في هذه الأيام له فضل عظيم لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون " • ترك المعاصي والتوبة الخالصة لوجه الله تعالى ، فهذه أفضل الأيام التي يتوب فيها المسلم عن المعاصي والذنوب لما فيها من أيام مباركة. • ذبح الأضحية في يوم النحر أو في أيام التشريق ، فهي من الأعمال المحببة حيث أنها تقرب المسلم إلى ربه ففي ذبح الأضحية معاني كثيرة تعزز قيمة الفداء والتضحية لأجل الله تعالى واقتداءا بنبينا إبراهيم عليه السلام.