وكان يسمى (مقوي) وكان طالب علم على تقوى وصلاح كما كان ثقة عند القضاة والناس يكتب الوثائق ويرشدهم ويعظهم، وكان من الجلساء الخاصين للقاضي الشيخ حمد بن مطلق الغفيلي والإمام سليمان بن محمد الدهامي، أما أخواه عبدالعزيز ومحمد؛ فقد كانا في الرس على تقوى وصلاح ومن أئمة المساجد، وكان إماما يصلي في مسجد الرس وكان حسن الصوت جهورياً يشد المصلين بقراءته. في عام 1346هـ عينه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مع الشيخ حمد بن مطلق الغفيلي في السوارقية واعظا ومرشداً لأهلها، جاء ذلك في خطاب وجهه الملك إليهم هذا نصه (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب الإخوان الكرام حمد المطلق الغفيلي وسليمان بن عبدالرحمن بن بطي وعبدالله المحيسن بن خضير سلمهم الله.. مكتبة نجد الرس بالقصيم هو. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد ذلك بارك الله فيكم أنتم عمدناكم يم أهل السوارقية، أنت يا حمد المطلق قاضي وباقي أخوياك دبرتهم عند الله ثم عندك فأنتم تمتثلون أمر أخيكم ولا تخالفون شوفته وتحصرون على تعليم الناس برفق ولين، نرجو الله أن يصلح نيتنا ونيتكم ويجعلنا وإياكم من انصار دينه ودمتم محروسين والسلام) 21 ربيع آخر 1436هـ. كان الشيخ سليمان يكتب الوثائق في الرس ومن كتابته: وثيقة عن وصية هيا بنت محمد الدخيل الخربوش بعد موتها بقلادتها منثورة وفردتها في حجة الإسلام بشهادة محمد بن سليمان الخربوش عام: 1347هـ.
والرس مدينة تاريخية كانت مورداً للقبائل العربية في شبه الجزيرة، وكان يسكن الجزء الأكبر من نجد وخاصة القصيم قبائل بني أسد، التي تركت نجد لتحل محلها قبائل أخرى. وكان أول من سكن الرس بعد الأسديين بنو تميم الذين انتقلوا إليها من أشيقر، وتبعهم بنو لام ومن أشهر قبائلهم قبيلة الظفير وقبائل الفضول، إلى جانب آل كثير وآل مغيرة. القائد السعودي في معركة الرس بالقصيم هو - موقع محتويات. تتمتع الرس بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي المتوسط بين مدن القصيم بمناخ معتدل وهواء طيب ووفرة في المياه التي يمكن أن تكفي لسقاية الماشية، إلى جانب مرور ادي الرمة بالقرب من المدينة مما جعل من الأراضي المتواجدة حولها صالحة للزراعة، مما جعلها مقصداً للقبائل العربية والعشائر النغيرة الطامعة في أماكن وفيرة المياه ومعتدلة المناخ صالحة للإقامة والرعي. وتذكر كتب التاريخ التي تتحدث عن قبائل شبه الجزيرة العربية وعشائرها أن عشيرة آل جلاس وهم إحدى العشائر المنحدرة من العنزيين قد قاموا بالإغارة على الرس في أواخر القرن العاشر الهجري. هذا وفي بدايات العصور الحديثة في شبه الجزيرة العربية كانت الرس أحد المدن التي غزاها طوسون باشا ابن محمد علي والي مصر بتحريض من الخليفة العثماني، وذلك في عام ألف ومائتان وثلاثون هجرية، وتلاها بعامين حملة أخرى بقيادة إبراهيم باشا أخيه لنفس الغرض.
وقد فصل الشيخ عبدالله البسام في نسبهم(3)، كذلك رسم نسبهم صالح بن سليمان الخنيني من عنيزة(4)، كما ذكر الحقيل: أن الخليفة في الشنانة بالرس بالقصيم من تميم(5). يقول عنهم ابن عيسى(6) (وأما المشارفة أولاد مشرّف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر.. ومنهم آل خليفة أهل الشنانة، وآل خليفة بن عقيل أهل قصر بن عقيل المعروف بالقرب من الرس).
ولما كان مخيمه الرئيسي محاذيا للمدينة من الجهة الجنوبية فقد حفر لغما يقارب أثنين كيلاً ويبدأ هذا اللغم من موقع مخيمه وينتهي بمقصورة الرس الجنوبية، وملأه بكمية من ملح البارود بقصد نسف السور فلما علم أهل الرس بذلك ابتكروا حيلة ناجحة هي أنهم نافذة صغيرة تطل على اللغم وأتوا بقط وعقدوا في ذيله فتيلة وأشعلوا فيها النار، وثم أدخلوا هذا القط بالدبل فاتجه نحو فتحته الأمر الذي أدى إلى اشتعال البارود والقضاء على الكثير من جنود إبراهيم باشا ويقدر عدد قتلاه في هذه الحرب حوالي ألف وخمسمائة رجل. [1] المعالم الأثرية لمدينة الرس تتميّز الرس بموقعها الهام وهوائها العليل ومائها العذب، فهي من أعرق مدن منطقة القصيم كما ذُكر سابقاً، ويوجد بها العديد من المعالم الأثريّة، وهي ما يأتي: [2] مملكة كندة في بطن عاقل. نفق إبراهيم باشا. مقبرة الشهداء. الجريف. بقايا مقصورة سور الرس. مكتبة نجد الرسمي. قصر عذلة. مرقب الشنانة. أطلال الشنانة. القائد السعودي في معركة الرس هو منصور العسّاف، فقد كانت مدينة الرس مطمعاً للغُزاة، نتيجةً لموقعها الإستراتيجي، وكثرة أراضيها الزّراعية فقاوم أهلها الغُزاة بباسلةٍ وأسقطوا العديد من القتلى، وهبّوا نصرةً لمدينتهم.