ولهذا جاء في هذا الحديث: يا ابن آدم، إنَّك أن تبذل الفضلَ خيرٌ لك، وأن تُمْسِكه شرٌّ لك ، الفضل: المال، وكونه يُنْفِق ويُحْسِن من الفضل خيرٌ له، والإمساك شرٌّ له، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى، وابدأ بمَن تعول. ولا تُلام على كفافٍ: ما يُلام على كفافٍ إذا طلب الرزقَ واجتهد فيما يكفيه ويُغنيه عن الناس. وابدأ بمَن تعول يعني: في الصَّدقة والإحسان والنَّفقة ابدأ بمَن تعول، فالمؤمن يُلاحِظ أنَّ الإنفاق والإحسان من الفضل خيرٌ له، وأنَّ الإمساك والبخل شرٌّ له، وأنه لا يُلام على كفافٍ، كما قال ﷺ: قد أفلح مَن أسلم، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه ، وتقدم قوله ﷺ: اللهم اجعل رزقَ آل محمدٍ قوتًا. آمناً في سربه .. | صحيفة رسالة الجامعة. فالمؤمن يجتهد فيما يُغنيه عن الناس، ويسدّ حاجته: بالبيع والشراء، بالاحتشاش، بالاحتطاب، بالتجارة، أو بغير هذا، ولا يُلام على كفافٍ، ولكن يُستحب له ويُشرع له الإنفاق من الفضل، والحرص على الإحسان والجود والكرم. وفي الحديث يقول ﷺ: مَن أصبح مُعافًى في سِرْبِه يعني: في منزله وسكنه، مُعافًى في بدنه، عنده قوت يومه ، وفي اللفظ الآخر: قوت يومه وليلته ، فكأنما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها.
وقد وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد وأخلصوا الإيمان، وعملوا الصالحات، قال تعالى: ﴿ { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ﴾ [النور: 55]. من بات آمنا في سربه. وقال تعالى: ﴿ { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ﴾[يونس: 62 - 64]. قوله: "معافى في بدنه"، أي: صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام"[3]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحًا ومساءً هذه العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك، روى الإمام أبوداود من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: " « اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ».. " الحديث[4].
آخر تحديث 16:51 - 18 محرم 1442 هـ
وقد وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد وأخلصوا الإيمان، وعملوا الصالحات، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]. من بات آمنا في سربه عنده قوت يومه. وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾[يونس: 62 - 64]. قوله: "معافى في بدنه"، أي: صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام" [3]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحًا ومساءً هذه العافية في دينه ودنياه ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك، روى الإمام أبوداود من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي.. " الحديث [4].