[٥] وجوب الإيمان بالزّبور الذّي أنزل على داود -عليه السّلام- ، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا). أطفال الشوارع الأطفال مجهولي النسب الأطفال بلا مأوى المؤسسات الإيوائية - مكتبة نور. [٦] وجوب الإيمان بالصّحف التي نزلت على إبراهيم -عليه السّلام، فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ). [٧] [٨] الإيمان بآخر الكتب السّماوية وهو القرآن الكريم الذّي نزل على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، قال الله -تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ). [٩] معنى الإيمان بالكتب وحكمه إنّ معنى الإيمان بالكتب السماوية هو أن يُصدّق العبد تصديقاً جازماً أنّ الله -تعالى- أنزل كتباً على الأنبياء والمرسلين؛ لهداية النّاس أجمعين، وهي كلام الله -تعالى- ولا شكّ في ذلك، وهذه الكتب منها ما سمّاه الله -تعالى- وذكره في القرآن الكريم، ومنها ما لم يذكره، ويجب الإيمان بها جميعاً.
والكتب السماويّة يبلغ عددها -فيما ثبت في القرآن الكريم- خمسة كتب، وهي: صحف إبراهيم -عليه السّلام-، والتوراة، والزّبور، والإنجيل، والقرآن الكريم، [٢] وفيما يأتي بيان لهذه الكتب السماويّة. 6) الايمان بالكتب السماوية والرسل - ** تربية الاطفال في الاسلام **. صحف إبراهيم قال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)، [٣] قيل في صحف إبراهيم -عليه السّلام-: إنّها صحف نزلت على سيّدنا إبراهيم -عليه السّلام- وعددها عشرة، جاء فيها ذكر الله -تعالى- وذكر الآخرة، وأنّها أبقى من الحياة الدنيا، وجاء ما فيها أيضاً موافقاً لصحف الأنبياء، كصحف موسى -عليه السّلام- من غير التوراة. [٤] [٥] وجاء عن أبي ذر الغفاريّ -رضيَ الله عنه- بالحديث الضعيف أنّه سأل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عمّا يبيّن أخبار هذه الصّحف من ذكر الأمثال، والعبارات القصيرة ذات الدلالة، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أيُّها الْمَلِكُ المسلَّطُ الْمُبْتَلَى المغرورُ، إنِّي لم أبعَثْكَ لِتَجْمعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ، ولكنِّي بعثتُكَ لِتَرُدَّ عنِّي دَعوةَ المظلومِ؛ فإنِّي لا أرُدُّها ولو كانت مِنْ كافرٍ). [٤] [٥] التوراة تعدّ لفظة التوراة عبرانيّة الأصل، وتعني: الشريعة أو الناموس، وأمّا في اصطلاح اليهود فهي تعني: الأسفار، وأمّا عند المسلمين: فهي كتاب الله -تعالى- المنزل على سيّدنا موسى -عليه السّلام- لهداية بني إسرائيل، [٦] وقيل إنّ النصارى يستخدمون كلمة التوراة لجميع أسفار العهد القديم، وهي خمسة أسفار، نذكرها فيما يأتي: [٦] سفر التكوين: الذي يتحدّث عن خلق السماوات والأرض، ومنذ خلق سيّدنا آدم إلى نهاية حياة سيّدنا يوسف -عليهما السّلام-.
[1] انظر: "كتاب الإيمان"، لمحمد نعيم ياسين، ولاروس: هي دائرة المعارف الفَرَنسيَّة. [2] "تفسير الجلالَين".
الوحي في الاصطلاح ( عند أهل العلم الشرعي): هو التعليم الصادر من الله تعالى الوارد إلى الأنبياء عليهم السلام: أو هو إعلام الله أنبياءه ورسله بما يريد أن يبلغه من شرع أو كتاب بواسطة أو بغير واسطة [4]. فهو بذلك المعنى الشرعي أخص من المعنى اللغوي بخصوص مصدره ومورده، فمصدره من الله تعالى، ومورده هم الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. أنواع الوحي: يقول تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الشورى: 51]. اشتملت هذه الآية على أربعة أنواع من الوحي إلى الأنبياء والمرسلين وهي: النوع الأول: الإلهام وهو مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ إِلَّا وَحْياً ﴾ فالوحي بمعنى القذف في القلب والنفث في الروع. النوع الثاني: الرؤيا في المنام وهو مأخوذ أيضاً من قوله تعالى: ﴿ إِلَّا وَحْياً ﴾ فالوحي هنا بمعنى الإلهام يقظة أو مناماً، (فإن رؤيا الأنبياء وحي) [5]. النوع الثالث: التكليم بلا واسطة، وهذا النوع مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾، أي يكلم الله عز وجل نبيه بلا واسطة، واشتهر به الكليم موسى عليه السلام وأثبته القرآن في قوله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ﴾ [النساء: 164]، وقد وقع هذا النوع من الوحي أيضاً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ﴿ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 7-10].