وإذا لم تعلم تسميته فإنه لا يسأل عنها ولا تترك ذبيحته إلا بدليل قاطع على وجود ما يحرمها إذا الأصل الحل ثم إن الشرط متى شق العلم به وكان فيه أعظم الحرج سقط اعتبار العلم به(51). ولا يباح للسائح في بلاد الكفر أكل ما لم يذبح على الطريقة الشرعية إلا للضرورة المبيحة للمحظور، أما كون المسلم يشق عليه تحصيل الحلال فإن هذا لا يجعله مضطراً فبإمكانه تحصيل الطعام المباح من الأسماك والحبوب والألبان وغيرها. مفاجأة صادمة أبكت الملايين من المصريين.. أشهر فنانة مصرية توفيت وهي تتسول في شوارع القاهرة .. لن تصدق من تكون .!! | خليج الجزيرة. وفي هذا الزمن ابتلي المسلمون بكثرة استيراد اللحوم من بلاد غير إسلامية وقد أصدر المجمع الفقهي في قراره رقم (94) بشأن الذبائح ما يبين حكم ذلك بقوله: (أ) إذا كان استيراد اللحوم من بلاد غالبية سكانها من أهل الكتاب وتذبح حيواناتها في المجازر الحديثة بمراعاة شروط التذكية الشرعية فهي لحوم حلال. (ب) اللحوم المستوردة من بلاد غالبية سكانها من غير أهل الكتاب محرمة لغلبة الظن بأن إزهاق روحها وقع ممن لا تحل تذكيته. (ج) اللحوم المستوردة من البلاد المشار إليها في البند السابق إذا تمت تذكيتها تذكية شرعية تحت إشراف هيئة إسلامية معتمدة وكان المذكي مسلماً أو كتابياً فهي حلال(52). وأفتى الشيخ ابن باز بأنه إن علم كونها من ذبائح أهل الكتاب فالأصل حلها ما لم يعلم أنها ذبحت على غير الوجه الشرعي؛ لأنه لا يعدل عن الأصل إلا بيقين وإن كان من غير ذبائح أهل الكتاب وإنما من بقية الكفار فهي حرام ولا تكفي التسمية عليها عند غسلها أو أكلها(53).
أخبار ثابتة التوقف عن شرب الخمر 40 يوما قبل رمضان.. متى حرمت الخمر ؟ « تحريم الخمر في الاسلام. بين العلم والشرع "الربعين.. دخلات.. "، واحدة من الجمل التي يتم تداولها كل سنة، عند دنو شهر رمضان الكريم، وهي عبارة تعد بمثابة جرس إنذار، لكل مدمني المشروبات الكحولية، تحثهم على الكف عن تناول الخمور لمدة 40 لمدة يوما، قبل حلول الشهر الفضيل. الداعون إلى تجنب تناول الخمور أربعين يوما قبل قدوم رمضان، يعللون نداءهم السنوي بأن تأثير الكحول يظل في جسم ودم الإنسان لمدة أربعين يوما، وبالتالي فلكي يُقبل صوم الإنسان، وجب أن يكون جسمه خاليا من أي مبطلات ، إلا أنه وفي حقيقة الأمر لا أحد يعرف السند الشرعي ولا العلمي، الذي اعتمده المروجون لهذا الاعتقاد.
تعد العبارة السابقة صحيحة بشكل كلي، فقد حرم الله تعالي شرب الخمر لحماية عقل المسلم وجسده وماله، ولبناء شخصية سوية ، فكنا قد أوضحنا بأن كافة الأشياء التي قد حرمها الله تعالي علي الإنسان في حالة بحثنا عن سبب التحريم، فسنجد بأنه في صالح العبد، فالله ييسر الأمور علي عباده ولا يعسرها. فقد جاء الإسلام وتعالميه بهدف القضاء علي كافة معالم الجاهلية وأفكارها وعاداتها السيئة، والتي كان من أهمهم شرب الخمر، بجانب الكفر بالله بالطبع ولعب الميسر ووأد الإناث وغيرها من المعالم الجاهلية الأخري. فجاءت تعاليم الدين الإسلامي، لتضيف الحياة للعالم الجاهلي، وتعطي النور لظلامة الحياة الجاهلية، فقد أعطي الإسلام للمرأة قيمتها وحريتها، وحافظ علي حقوق العباد والأيتام، ومنع التمييز والعنصرية القائمة علي اللون والعرق وغيرها. سلك القرآن طرائق في تحريم الخمر بالتدرج رتب هذه الطرائق كنا قد أشارنا فيما سبق ذكره إلى أن الله تعالي لم يأمر العباد بالامتناع عن شرب الخمر بشكل مباشر أو مفاجئ، وإنما مرت عملية تحريم الخمر ببعض المراحل، وهذا بسبب تعلق سكان شبه الجزيرة العربية حينها بالخمر ولكثرة حبهم له، وبناءا علي هذا فستحمل طيات السطور التالية مراحل تحريم الخمر علي المسلمين.
وإنما حرمها هؤلاء على أنفسهم، لأنهم رأوها لا تناسب كرامتهم وسؤددهم، كما يظهر من روايـة تنسب إلى أبي بـكـر؛ فقد روى ابن عساكر ـ وإن كان سيأتي عدم صحة هذه الرواية، لكننا نذكرها لدلالتها على سوء سمعة الخمر عند العرب ـ: أنه قيل لأبي بكر في مجمع من الصحابة: هل شربت الخمر في الجاهلية؟! فقال: أعوذ بالله. فقلت: ولم؟ قال: كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان متضيعاً في عرضه ومروءته الخ.. 7. وقال ابن الأثير: «وكان العباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، فإنه قيل له: ألا تأخذ من الشراب، فإنه يزيد في قوتك؛ وجراءتك؟ فقال: لا أصبح سيد قومي، وأمسي سفيهاً، لا والله لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبداً» 8. ومن عرف حمزة، واطلع على سمو نفسه، وعزته، وأنفته، وسجاياه، فإنه يرى: أنه لا يقصر عن هؤلاء، ولا عن غيرهم ممن حرمها على نفسه، إن لم يكن يزيد عليهم في كثير من الخصال والسجايا، التي تجعله يربأ بنفسه عن أمر كهذا. ولعل حشر حمزة، بل وحتى أمير المؤمنين «عليه السلام»، الذي ربي في حجر النبوة، ليس إلا من أولئك الحاقدين على الإسلام وحماته، ممن يهمهم الطعن في كرامة كل هاشمي، كما هو ظاهر سيرة الأمويين والزبيريين، وأذنابهم ومن يتزلف لهم، ولو بالكذب والدجل والافتراء.