٧٥٩٩- حدثني المثني قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله:"ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا" ونحو هذا في القرآن أمر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله. ٧٦٠٠ - حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله:"ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم"، قال: هم اليهود والنصارى.
نهى الله أهل الإسلام أن يتفرقوا ويختلفوا كما تفرق واختلف أهل الكتاب ، قال الله عز وجل: "وأولئك لهم عذاب عظيم". حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا"، ونحو هذا في القرآن ، أمر الله جل ثناؤه المؤمنين بالجماعة، فنهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله. حدثني محمد بن سنان قال ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد، عن الحسن في قوله: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم"، قال: هم اليهود والنصارى. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - القول في تأويل قوله تعالى "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات "- الجزء رقم7. يعني اليهود والنصارى في قول جمهور المفسرين. وقال بعضهم: هم المبتدعة من هذه الأمة. وقال أبو أمامة: هم الحرورية ، وتلا الآية. وقال جابر بن عبد الله: " الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات " اليهود والنصارى. < جاءهم > مذكر على الجمع ، وجاءتهم على الجماعة. يقول تعالى: "ولتكن منكم أمة" منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, "وأولئك هم المفلحون", قال الضحاك: هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة, يعني المجاهدين والعلماء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والآية تشبه البيت في قصد فخامة النظم، وتفارقه من حيث الآية جملتان مفترقتان في المعنى، فلو تكررت جمل كثيرة على هذا الحد لحسن فيها كلها إظهار الاسم، وليس التعرض بالضمير في ذلك بعرف، وأما البيت وما أشبهه فالضمير فيه هو العرف، إذ الكلام في معنى واحد، ولا يجوز إظهار الاسم إلا في المعاني الفخمة في النفوس من التي يؤمن فيها اللبس على السامع، وقرأ بعض السبعة، «ترجع الأمور» بفتح التاء على بناء الفعل للفاعل، وقد تقدم ذكر ذلك). [المحرر الوجيز: 2/315-316]
د. محمد المجالي* حين تشتد أزمات الأمة، وحين تنتابنا الحيرة الكبيرة في طبيعة ما يجري من حولنا، وحين تضيق صدورنا من هول كيد أعدائنا لنا وشدة بأسهم علينا؛ حينها ننتظر الفرج من الله، فلا كاشف للغم إلا هو سبحانه. ولكن فرجه تعالى وعونه لا يكونان إلا إن كانت المبادرة منا؛ فنتذكر بعض سنن الله في هذه الحياة، ومنها "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد، الآية 11)، ومنها "ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ" (محمد، الآية 4)؛ فهي المدافعة والمواجهة الحقيقية بين حق وباطل. وفي مثل هذه الأحوال، نرتب أولوياتنا. وأهمها، معالجة الخلل الداخلي في العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد على الأقل، فضلا عن الأمة كلها؛ وهي الأمة المرحومة، والأمة ذات الخيرية التي أخبر الله عنها في سورة آل عمران التي أتحدث عن بعض آياتها في هذا المقال. ولعل أفضل تشبيه للأمة أو المجتمع، هو في أفراد البيت الواحد؛ فلا يمكن أن يتقدم أو يدفع الأذى عن نفسه إن لم يكن التفاهم والاتفاق بين أفراده. والأوطان عند الغيورين عليها كالبيوت تماما؛ تحميها كما تحمي بيتك من أي أذى، بل تحرص على منعته وصيانته ونظافته، ومن باب أوْلى الدفاع عنه من أي أذى.
والعجيب أن الله قد بدأ بالدعوة إلى الخير، لأن الدين في حقيقته خير، لا بالنسبة للمسلمين فحسب، بل للأمم كلها، وهو القادر على أن تعيش في كنفه الديانات الأخرى، كما أثبتت الأيام وتثبت. إننا في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله؛ أن نبادر جميعا إلى تعظيم الجوامع واحترام الخلافات. وإلا وقعنا في الفرقة والتناحر، وحينها لن يكون أمرنا إلى ضعف في الدنيا فقط، بل الخسارة الأخروية كما أخبر الله عن أصحاب الوجوه السود في السياق نفسه. فلنكن معاول بناء لا هدم، ودعاة تجميع لا فرقة، يحدونا الأمل بأن الله ناصر جنده ومن ينصرون منهجه. *أكاديمي أردني