تاريخ الإضافة: 2/4/2017 ميلادي - 6/7/1438 هجري الزيارات: 4787 تفسير: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) ♦ الآية: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: آل عمران (196). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ﴾ تصرُّفهم للتِّجارات في البلاد وذلك أنَّهم كانوا يتَّجرون ويتنعَّمون في البلاد فقال بعض المؤمنين: إنَّ أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد فنزلت هذه الآية قواة.
ابو الهيثم إقرأ أيضا: اين تنتج خلايا الدم الحمراء 141. 98. 84. 22, 141. 22 Mozilla/5. 0 (Windows NT 10. 0; Win64; x64; rv:50. 0) Gecko/20100101 Firefox/50. 0
وأما قوله:"متاع قليل"، فإنه يعني: أن تقلبهم في البلاد وتصرفهم فيها، متعة يمتَّعون بها قليلا حتى يبلغوا آجالهم، فتخترمهم منياتهم="ثم مأواهم جهنم"، بعد مماتهم. و"المأوى": المصير الذي يأوون إليه يوم القيامة، فيصيرون فيه. [[انظر تفسير"المأوى" فيما سلف ص: ٢٧٩. ]] ويعني بقوله:"وبئس المهاد". وبئس الفراش والمضجع جهنم. [[انظر تفسير"المهاد" فيما سلف ٤: ٢٤٦ / ٦: ٢٢٩. ]]
أبو الهيثم 9 1 115, 231
وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالسوق والناس عن جانبيه، فمر بجديٍ أسكَّ - أي: صغير الأذن - فقال: ((أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟))، فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: ((أتحبون أنه لكم؟))، قالوا: والله لو كان حيًّا كان عيبًا فيه؛ لأنه أسك، فكيف وهو ميت؟! لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. فقال: ((فوالله للدُّنيا أهون على الله، من هذا عليكم)) [7]. وروى مسلم في صحيحه من حديث مستورد أخي بني فهر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - وأشار يحيى بالسبابة - في اليمِّ، فلينظر بِمَ يرجع؟! )) [8]. قال أبو العتاهية وهو يصف الدنيا: إِذَا أَبْقَتِ الدُّنْيا عَلَى المَرْءِ دِينَهُ فَمَا فَاتَهُ مِنْهَا فَلَيْسَ بِضَائِرِ إِذَا كُنْتَ بِالدُّنْيَا بَصِيرًا فَإِنَّمَا بَلاغُكَ مِنْهَا مِثْلُ زَادِ المُسَافِرِ وَإِنَّ امْرأً يَبْتَاعُ دُنْيَا بِدِينِهِ لَمُنْقَلِبٌ مِنْهَا بِصَفْقَةِ خَاسِرِ أَلَمْ تَرَهَا تُرْقِيهِ حَتَّى إِذَا سَمَا فَرَتْ حَلْقَهُ مِنْهَا بِمُدْيَةِ [9] جَازِرِ وَلا تَعْدِلُ الدُّنْيَا جَنَاحَ بَعُوضَةٍ لَدَى اللهِ أَوْ مِعْشَارَ زُغْبَةِ [10] طَائِرِ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الآيــات [ لا يغرَّنَّك تقلُّبُ الذين كفروا في البلاد * متاعٌ قليلٌ ثُمَّ مأواهم جهنَّمُ وبئس المهادُ * لكن الذين اتَّقوا ربَّهُم لهم جنَّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نُزُلاً من عند اللّه وما عند اللّه خيرٌ للأبرار] (196ـ198). * * * معاني المفردات: [ لا يغُرَّنَّك]: الغرور: إيهام حال السرور فيما الأمر بخلافه في المعلوم، وليس كلّ إيهام غروراً، لأنَّه قد يوهمه تخوّفاً فيحذر منه، فلا يُقال: غرّه. والغرر: نظير الخطر، والفرق بينهما أنَّ الغرر قبيح كلّه، لأنَّه ترك الجزم في ما يمكن أن يتوثق منه، والخطر قد يحسن على بعض الوجوه لأنَّه من العظم، من قولهم: رجل خطير: أي: عظيم. [ تقلُّبُ]: التقلّب: التصرّف مأخوذ من قلب الشيء تصريفه وصرفه عن وجه، إلى وجه، كقلب الثوب وقلب الإنسان، أي: صرفه عن طريقته. [ متاعٌ]: المتاع: النفع الذي يتعجل به اللذة، إمّا بوجود اللذة أو بما يكون به اللذة، نحو المال الجليل، والملك، والأولاد، والإخوان. [ المهادُ]: الذي يسكن فيه الإنسان ويفترشه.