د. رحمة الغيلي - YouTube
وقد تخرج بالشيخ عدد من التلاميذ، كان لهم إسهام جيد في القضاء والتعليم والدعوة، من أبرزهم ابنه القاضي العلامة عبد الرحمن عبدالله بكير، والعلامة عبد الله محفوظ الحداد، والقاضي محمد رشاد البيتي، والقاضي العلامة علي محمد مديحج، والشيخ المعمر عبد الله الناخبي، وكلّهم قد توفوا -رحمهم الله-، عدا السيد علي مديحج -متعه الله بالصحة والعافية وأحسن له الخاتمة- إسهامات علمية وخدمات اجتماعية قدمها شيخنا -رحمه الله- للبلد، لكن حكام حضرموت إبان حكم الجبهة القومية والحزب الاشتراكي واجهوه بالإقصاء والتهميش والحجر عليه في منزله حتى مات -رحمه الله- صبيحة يوم الاثنين، السابع عشر من جمادى الآخرة سنة 1399هـ. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
وللشيخ -رحمه الله- مواقف عظيمة، فقد كان متبعاً الحق حيثما ظهر له، من ذلك: أذكر مواقف شهدتُها؛ منها أننا ذات مرة استضفنا الشيخ عبدالعزيز البُرعي- حفظه الله- في محاضرة بالجامع الكبير، بعنوان: أهل السنة هم الطائفة المنصورة... ، وكان الحضور في هذه المحاضرة كبيراً، ويبدو أن عنوان المحاضرة كان استفزازيًا؛ إذْ فهمه بعض الناس أنه موجَّه إليهم، وكنا حينها في بداية انتشار الدعوة السلفية. الشاهد أن المحاضر تكلم عن صفات الطائفة المنصورة؛ أهل السنة والجماعة، وبعد انتهائه قام أناس يعقبون عليه، آخرهم المترجم له، فبدا منفعلًا، وقال: سبوحكم، قدوسكم، ما أحد يدخل الجنة غيركم! كل الناس أهل سنة وجماعة، لا تفرقوا المسلمين، وكل الناس طائفة منصورة وساق كلامًا طويلًا. فلمّا أكمل حديثه قام الضيف البُرعي فعقب على ما طُرح، فلما وصل إلى كلام الشيخ الرحبي قال: هل من يطوف حول القبور، ويذبحون لها، وينذرون لها، ويعتقدون بالأولياء ضرًّا ونفعًا من أهل السنة والجماعة؟ هل من يعتقد عصمة أئمة أهل البيت وأن كلامهم كالقرآن من أهل السنة؟... وبعد أن أنهى كلامه؛ قام الشيخ الرحبي، وقال: إن كلَّ من ذكرت يا شيخ ليسوا من أهل السنة والجماعة، والحق أحق أن يُتَّبع، وقبل رأس المحاضر الضيف أمام الناس، وهذا جزء من مواقف تؤكد اتبعاه للحق وعدم تعصبه-رحمه الله-.