(*) في الظاهرية: لا يوجد كلمة "فضل".
وصلى الله وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فقلت له: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لقد تعطلت بنا السيارة". فقال لي: "إن عندي بعض الخبرة بالسيارات، فهل توافق على أن أعطي عليها نظرة وأرى ما بها". فأجبته: "سيكون هذا من دواعي سروري إن فعلت ذلك". فاقترب منها ورأى ما بها، وقال حزينا: "للأسف عطلها كبير ولن أتمكن من إصلاحه، يلزمها النقل لخبير مختص بأعطال الموتور". فقلت له: "هذا ما أخبرت به نفسي". فقال لي الرجل: "أنت برفقتك أبنائك وعائلتك والجو حار للغاية، خذ سيارتي وأوصل بها أهلك قبل أن يأتيك الليل". فقلت له متعجبا: "كيف تخبرني بذلك وأنت لا تعرفني، وأول مرة تراني فيها الآن؟! " فقال لي: "ألسنا نحن إخوة في الإسلام؟! لا تحقرن من المعروف شيئا - ملتقى الشفاء الإسلامي. ، وثانية أنا لوحدي ليس علي قلق بأي حال، سأدخل المحطة أتناول الغداء وأشرب القهوة، وأنت توصل أهلك وترسل لي في الصباح بسيارة تحملني وتحمل سيارتك المتعطلة". وصلت الرياض قريب العشاء، فأوصلت أهلي المنزل وبعدها انطلقت أبحث عن سيارة كبيرة لتحمل سيارتي المعطلة والرجل الذي فك كربي دون أن يعرفني. وعندما وصلت إليه السيارة كان الليل بأكمله قد انقضى، وما جاءوني إلا قريب الظهر، أعطيته سيارته وقلت حرجا من نفسي: "والله لا أعلم كيف أكافئك ولا كيف أجازيك على ما فعلته معي وقدمته لي".