يرُجّه ُ: مضارع (رجَّهُ) يقال:رجَّهُ رَجَّاً ورَجُّة ً:هزَّهُ وحَرَكَهُ بشدَّةٍ. الغَوْر: مِن كلِّ شيءٍ قَعْرُهُ وعُمْقُهُ. لجَّ: يقال لَجَّ في الأمر ِ وفي السُؤالِ لَجاجاً ولجاجةً لازَمَهُ وتمادى فيه. شرح النص: المطر رمز الحياة على الأرض, فهو مصدر الخير الخصب وهو مصدر الحياة و قد بدأ الشاعر قصيدته بصورة موحية بالهدوء و السكينة: يبدأ بدر شاكر السياب بالتغزل في عيني الحبيبة، فهما غابتا نخيل ساعة السحر،, وهما مقيدتان بساعة السحر, وهي ساعة الهدوء و السكينة. أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر وقد أضفى امتداد الغابتين هدوءاً ممتداً, أردف بهذه الساعة, بل لم يكتف بذلك فإذ العينان شرفتان مطلتان يبتعد عنهما القمر أو الضوء لتنعما بهدوء أيضاً يردف الهدوء السابق, ولكن الشاعر يعود إلى هذا الهدوء, فإذا به يحركه أو يبعث فيه الحركة. وترقصُ الأضواءُ.. عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ.. ، . - شبكة روايتي الثقافية. كالأقمارِ في نهر يرجُّهُ المجداف وَهْناً ساعةَ السحر فالعينان حيت تبسمان تورق الكروم, وينبعث النور المتلألئ منهما, وكأنهما قمر يتراقص على صفحة نهر يهز مياهه المجداف, أو نجوم غائرة في الظلام السحيق تنبض بالحياة. وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف ومع هذا فإن الهدوء و السكينة تظل في الصورة المسيطرة على عيني محبوبته عندما تغرقان في ضباب شفاف حزين, كأنهما بحر بدأ الماء يمد ظلمته فوقه.
في كل قطرةٍ من المطرْ حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ. وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراةْ وكلّ قطرةٍ تُراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسم جديدْ أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياةْ! سيُعشبُ العراق بالمطرْ... ) أصيح بالخليج: (يا خليج.. يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والردى! ) فيرجع الصدى كأنّه النشيج: يا واهب المحار والردى. عيناك غابتا نخيل ساعة السحر عن المسحور. ) وينثر الخليج من هِباته الكثارْ، على الرمال: رغوه الأُجاجَ، والمحارْ وما تبقّى من عظام بائسٍ غريقْ من المهاجرين ظلّ يشرب الردى من لجَّة الخليج والقرارْ، وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى. وأسمع الصدى يرنّ في الخليجْ في كلّ قطرةٍ من المطرْ حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ. وكلّ دمعة من الجياع والعراة وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديدْ أو حُلمةٌ تورَّدت على فمِ الوليدْ في عالم الغد الفتيّ، واهب الحياة. ) ويهطل المطرْ...
ترى هل كان السياب يدرك أن قصيدته، التي يقدمها إلى "سهيل إدريس" رئيس تحرير مجلة الآداب آنذاك بتواضع المبدع ورهافة الشاعر ، سوف تكون حجر أساس في تجديد تجربة الشعر العربي المعاصر كله، وعلامة من علامات انعطافته الحاسمة؟ بدر شاكر السياب مبدع ( أنشودة المطر) هو شاعر الحب ، والثورة ، والموت. كان من أول المبدعين الذين مارسوا التغيير وعانوا من عذاباته عندما شرعوا في البحث عن القصيدة التي تلغي ، مسألة الموضوع الواحد وتستوعب تجربة حياتية كاملة تقولها بلغة شعرية.
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ، كأنها تهمّ بالشروق فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ. أَصيح بالخليج: " يا خليجْ يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى! " فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ: " يا خليج يا واهب المحار والردى.. " أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ، حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ لم تترك الرياح من ثمودْ في الوادِ من أثرْ. أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ، عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين: " مطر... عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ. وفي العراق خوف وجوعْ وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ لتشبع الغربان والجراد وتطحن الشّوان والحجر رحىً تدور في الحقول... حولها بشرْ مطر... وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر... ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء تغيمُ في الشتاء ويهطل المطر ، وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ. في كل قطرة من المطر حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ. وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة!