فالمواقف البطولية للمجاهدين في ساحات القتال، في الماضي أو الحاضر، وشجاعتهم النادرة حتّى في المنازلة الفردية لهم، كلّها تبيّن حالة الإطمئنان التي تنشأ في ظلّ الإيمان. نحن نشاهد أو نسمع أنّ أحد الضبّاط المؤمنين فقد بصره مثلا أو أصابته جراحات كثيرة بعد قتال شديد مع أعداء الإسلام ولكن عندما يتحدّث كأنّه لم يكن به شيء، وهذه نتيجة الإستقرار والطمأنينة في ظلّ الإيمان بالله. رابعاً: ومن جانب آخر يمكن أن يكون أصل المشقّة هي التي تؤذي الإنسان، كالإحساس بتفاهة الحياة أو اللاهدفية في الحياة، ولكن المؤمن بالله الذي يعتقد أنّ الهدف من الحياة هو السير نحو التكامل المعنوي والمادّي، ويرى أنّ كلّ الحوادث تصبّ في هذا الإطار، سوف لا يحسّ باللاهدفيّة ولا يضطرب في المسيرة. الا بذكر الله تطمن القلوب meaning. خامساً: ومن العوامل الأُخرى أنّ الإنسان مرّةً يتحمّل كثيراً من المتاعب للوصول إلى الهدف، ولكن لا يرى من يُقيّم أعماله ويشكر له هذا السعي، وهذه العملية تؤلمه كثيراً فيعيش حالة من الإضطراب والقلق، وأمّا إذا علم أنّ هناك من يعلم بهذا السعي ويشكره عليه ويثيبه، فليس للإضطراب والقلق هنا محل من الإعراب. سادساً: سوء الظنّ عامل آخر من عوامل الإضطراب والذي يصبّ كثيراً من الناس في حياتهم ويبعث فيهم الألم والهمّ، ولكنّ الإيمان بالله ولُطفه المطلق وحُسن الظنّ به التي هي من وظائف الفرد المؤمن سوف تزيل عنه حالة العذاب والقلق وتحلّ محلّها حالة الإطمئنان والإستقرار.
"أذكارالصباح" 🌞أَعوذ بالله من الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد: فلقد أنزل الله كتابه وأرسل رسوله -صلى الله عليه وسلم- ليبين للناس غاية خلقهم في هذه الدنيا، وهي عبادة الله كما أراد، قال سبحانه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات. الا بذكر الله تطمن القلوب منصور السالمى. ولله -سبحانه وتعالى- على العبد عبودية في الضراء، كما له عبودية في السراء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون، وكذلك الشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى 1. ابن آدم: اعلم أنك مريض القلب من جهتين: إحداهما مخالفتك أمر الله، والأخرى: غفلتك عن ذكر الله, ولن تجد طعم العافية حتى تكون على طاعة الله مقيماً, ولذكر الله مديماً, فعالج مرض المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة, وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك. قدم لنفسك فضل مالك، وأمهد لها قبل انتقالك, خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت ارتحالك, واعمل على تخليص نفسك من سبالة سوء حالك, سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا, سبحانه مكن لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا!
ويضيف الدكتور نوح العيسوى وكيل وزارة الأوقاف لشئون مكتب الوزير لقد اعتنى القرآن الكريم عناية كبيرة بذكر الله ( عز وجل)، وحث المسلمين عليه أينما كانوا، حتى تكون كل حركة وسكون فى حياتهم ذكر الله (عز وجل) منذ شروق الشمس إلى غروبها، يقول سبحانه: ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)، ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى). وقال الذكر باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده، ما لم يغلقه العبد بغفلته، زين الله به ألسنة الذاكرين، وامتدح به عباده المؤمنين، يقول سبحانه: ( إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)، ومن ثم فيلزم المؤمن أن ينطلق لسانه بذكر الله (عز وجل) فى كل وقت وفى كل حين.