[21] سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي الزهري (23 ق هـ أو 27 ق هـ - 55 هـ / 595 أو 599 - 674م) أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام ، وهو أوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله، [22] وقال له النبي: [23] « ارم فداك أبي وأمي » ، وهو من أخوال النبي، [22] شهد المشاهد كلها مع النبي، وكان من الرماة الماهرين، [24] استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش التي سَيَّرها لقتال الفرس، وفانتصر عليهم في معركة القادسية ، وأَرسل جيشًا لقتال الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق. فكان من قادة الفتح الإسلامي لفارس ، وكان أول ولاة الكوفة ، حيث قام بإنشائها بأمر من عمر سنة 17 هـ ، [25] وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، اعتزل سعد الفتنة بين علي ومعاوية، وكان آخر المهاجرين وفاةً. حديث العشره المبشرين بالجنه تحشيش. [26] أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي ( 40 ق هـ / 584م - 18هـ / 639م) غور الأردن أحد الثمانية السابقين الأولين إلى الإسلام ، لقَّبَهُ النّبيُّ محمدٌ بأمين الأمة حيث قال: «إن لكل أمّة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح». [27] شهد مع النبي محمد غزوة بدر والمشاهد كلها، وكان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عيَّنهم أبو بكر لفتح بلاد الشام ، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافةَ عَزَلَ خالداً بنَ الوليد، واستعمل أبا عبيدة، وقد نجح أبو عبيدة في فتح دمشق وغيرِها من مُدُنِ الشامِ وقُراها.
فهذا سعد ـ وهو أحّد العشرة المذكورين في حديث التبشير ـ قد شهد بأنه لم يسمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) يبشّر أحداً بالجنة سوى عبد الله بن سلاّم.
نعم يوجد حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فيه أسماء الصحابة العشرة المبشرين في الجنة، وهو حديث صحيح مثبت عن رسول الله، وأخرجه الألباني في صحيح الترمذي عن سعيد بن زيد. فعن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عشرةٌ في الجنَّةِ: أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمرُ في الجنَّةِ، وعليٌّ وعثمانُ والزُّبَيْرُ وطلحةُ وعبدُ الرَّحمنِ وأبو عُبَيْدةَ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ. قالَ: فعدَّ هؤلاءِ التِّسعةَ وسَكَتَ عنِ العاشرِ، فقالَ القومُ: ننشدُكَ اللَّهَ يا أبا الأعورِ منِ العاشرُ؟ قالَ: نشدتُموني باللَّهِ، أبو الأعوَرِ في الجنَّةِ). حديث العشره المبشرين بالجنه حديث. وقد ذُكر في الحديث تسعة أسماء للصحابة، والأخير أبو الأعور هو سعيد بن زيد -رضي الله عنه-، ويجب أن نعلم أنَّ رسول الله قد بشَّر الكثير من الصحابة بالجنة وليس فقط من ذُكروا في الحديث الشريف، وعلى الرغم من تبشيرهم بالجنة إلا أنهم لم يتقاعسوا عن أداء العبادات، فعبادتهم لله كانت عبادة المحبّين الذين يستشعرون لذة القرب بين يديه، وبشرى الجنة زادهم حبًا وثباتًا وتمسُّكًا بالدين. ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الصحابة قد استحقوا هذه المنزلة وهذا الشرف العظيم الذي نالوه، فبعضهم كان من أوائل الذين دخلوا الإسلام مثل أبي بكر وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، وبعضهم بذل كل ما يملك من ثروة ومال في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين مثل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.