نظرية معالجة المعلومات هي نظرية معرفية تركز على كيفية تشفير المعلومات في الذاكرة ، تصف النظرية كيف تقوم أدمغتنا بتصفية المعلومات ، من ما ننتبه إليه في الوقت الحاضر ، إلى ما يتم تخزينه في ذاكرتنا القصيرة أو العاملة وفي نهاية المطاف في ذاكرتنا طويلة المدى. فرضية نظرية معالجة المعلومات هي أن إنشاء ذاكرة طويلة المدى أمر يحدث على مراحل ، أولاً ندرك شيئًا من خلال ذاكرتنا الحسية ، وهو كل ما يمكننا رؤيته أو سماعه أو الشعور به أو تذوقه في لحظة معينة ، ذاكرتنا قصيرة المدى هي ما نستخدمه لتذكر الأشياء لفترات قصيرة جدًا ، مثل رقم الهاتف ، ويتم تخزين الذاكرة طويلة المدى بشكل دائم في أدمغتنا. تاريخ نظرية معالجة المعلومات قامت نظرية معالجة المعلومات ، التي طورها علماء النفس الأمريكيون بما في ذلك جورج ميللر في الخمسينيات ، بمقارنة الدماغ البشري بالكمبيوتر في السنوات الأخيرة. الإدخال هو المعلومات التي نقدمها للكمبيوتر أو لأدمغتنا بينما تشبه وحدة المعالجة المركزية ذاكرتنا قصيرة المدى ، ومحرك الأقراص الصلبة هو ذاكرتنا طويلة المدى. تقوم عملياتنا المعرفية بتصفية المعلومات ، وتحديد ما هو مهم بما يكفي للحفظ من ذاكرتنا الحسية إلى ذاكرتنا قصيرة المدى ، وفي نهاية المطاف للتشفير في ذاكرتنا طويلة المدى.
استراتيجيات التدريس المبنية على نظرية معالجة المعلومات: يعد استخدام الاستراتيجية المناسبة من اهم مظاهر نظرية معالجة المعلومات، حيث يشير هذا المظهر الى استخدام أنشطة عقلية لتحسين معالجة المعلومات مثل التسميع والتنظيم (Santrok, 2002)، هذه النظرية تنظر الى الطلبة على انهم معالجون نشطون يخزنون ويسترجعون المعلومات (Miller, 1956). وتتمثل هذه الاستراتيجيات في المهارات التي من خلالها يتعلم الفرد كيف يوظف عملياته العقلية المعرفية الداخلية في التعليم والتذكر والتفكير وحل المشكلات. يمكن تنظيم هذه الاستراتيجيات في أربعة مجالات هي: أولاً: استراتيجية الانتباه والتركيز: الانتباه هو "عملية معرفية تنطوي على تركيز الادراك على مثير معين من بين عدة مثيرات من حولنا"(العتوم, 2004، ص68). ويمكن الإشارة الى أهم الاستراتيجيات التي تساعد على الانتباه والتركيز: توظيف الأسئلة بشكل جيد. التعريف بالدرس وأهدافه. التنويع في أساليب تقديم المادة. الحذر من مشتتات الانتباه. ثانياً: استراتيجية الترميز والتذكر: الترميز هو "العملية التي يتم فيها تحويل المعلومات الحسية كالصوت والصورة الى رمز او شفرة تقبله الذاكرة" (ملحم, 2001، ص241).
إجعلها ذات مغزى: من المرجح أن يحتفظ المتدربون بمعلومات ذات معنى لهم من خلال ربطها بسيناريوهات واقعية وتجاربهم الشخصية. توصيل النقاط: لتحسين فرص الاحتفاظ بالمادة في الذاكرة طويلة المدى ، يجب عليك طبقة المادة ، من خلال توفير معلومات خلفية كافية وربط الدرس الحالي بما تم تعلمه سابقًا وما سيتم تعلمه بعد ذلك. كرر ، كرر ، كرر: واحدة من أبسط الطرق لترميز حقائق جديدة في الذاكرة طويلة المدى هي تقديمها أكثر من مرة ، يعد تكرار المعلومات بتنسيقات مختلفة – لفظية ، مكتوبة ، مرئية ، لمسية – طريقة رائعة للقيام بذلك قد تلاحظ أننا قمنا بالفعل بتوضيح هذه النقطة في كلمات مختلفة أعلاه ، ونحن نكررها هنا حتى تحتفظ بها للمستقبل. الاستفادة من نظرية معالجة المعلومات للمنظمات تعد نظرية معالجة المعلومات إطارًا مفيدًا لهيكلة تدريب الشركات ، يقدم لك صيغة لضمان أن المتعلمين يكتسبون أكثر من معرفة عابرة بالمواد التي نقدمها لهم ، فهو يساعد على ضمان ترميزها في ذاكرتها طويلة المدى لاسترجاعها عند الحاجة. تحقق من مشاركتنا الأخيرة حول نظرية التعلم المعرفي ، والتي تشارك بعض أوجه التشابه مع نظرية معالجة المعلومات ، وحدد ما هو مناسب لمؤسستك.
ووصفها البيلي وآخرون (2001، ص280) بأنها " إحدى التكتيكات الموجهة للتذكر، التي تساعد الطالب على تحويل او تنظيم المعلومات، بهدف تحسين القدرة على الاسترجاع، فهي إجراءات منتظمة لتحسين ذاكرة الفرد". وتتعدد اشكال الترميز والتذكر تبعا لطبيعة المواد وميول الافراد، إلا انه يمكن التنويه الى أهمها كما جاء في السياق التربوي: أولا: التسميع ويوجد نوعان من التسميع: تسميع الاحتفاظ أو الصيانة (يتم اللجوء اليه عندما يكون الهدف هو الاستخدام الفوري للمعلومات، حيث يعمل الفرد على تسميعها كي تبقى نشطة حتى يتسنى له استخدامها مستقبلا، وبعد ذلك ربما يهملها الفرد إذا شعر انه لن يستخدمها مستقبلا. التسميع المكثف او المفصل: (يلجأ اليه الفرد عندما يكون الهدف من الاحتفاظ بالمعلومة مدة طويلة فيحاول ربطها ببعض الأشياء المألوفة بالنسبة له كي يتذكرها بسهولة لاحقا). ثانيا: التجميع او التحزيم (وتتطلب هذه الطريقة تجميع او تحزيم البيانات الى مجموعة من الوحدات وفق ترتيب معين). ثالثاً: استراتيجية التخزين. التخزين هو "حفظ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى، وتكوين ملف دائم لها" (ابوجوده, 2004،ص28). ومن الاستراتيجيات الفاعلة في عملية التخزين: التكرار أو مبدأ إعادة التعلم التعلم ذو المعنى "وهو التعلم القابل للبقاء والاستمرار والتطبيق في حياة المتعلم والذي يحقق مستوى عال من التفكير" (الطيطي, 2004).